حمدوك.. (قووم لِف)!

 


 

 

آمنا بك، واتبعنا البرهان الذي معك، وقلنا شكراً حمدوك، واعتقدنا جازمين انك المؤسس،
وانك زول المجتمع الدولي، والمقبول في قاعة الجمعية العامة للأمم، وانك الصديق الشخصي لقوتيريش، والزعيم الأفريقي المفضَّل في صدر (المحافِل)، وأنك أكثر شوعَلة من كليهما - الرشيد سعيد، وياسر سعيد - وأن نسبك يمتد إلى رابحة الكنانية مُلهِمة المهدي الكبير، وأن مريم - حتى بعد نزعها من الوزارة – تؤمنُ بذلك..
نفترض انك صدقت وقلت قولةَ حق، بأنك وقّعت الاتفاق مع المكوِّن العسكري حتى لا يوغل أكثر في دماء السودانيين، وإنك فعلت فعلتك التي فعلت، من أجل ادخار دماء شباب الثورة ليوم لا ريب فيه،،، ولكنك غيّرت عوائدك التي عهِدنا،، حيث أنك لم تعلن عن تشكيل لجنة تحقيق القصاص للشهداء: شهداء الأحداث الأخيرة وعددهم 42 ومعهم جرحى، فهل شغلتك عنهم قوى الكفاح المسلّح الباحثة عن نصيبها في محاصَصة جوبا..!؟
لنفترض أنك (أبو التكوقراط) وانك مَالي قاشك في فنون الاقتصاد الريعي والرقمي، وانك الكادر المسبوك الذي استعدل اعوجاج الاقتصاد في دول حزام السافنا، وانك المُعالج الطبيعي لمعضلة ديون افريقيا، ومن حقق انجازات مذهلة برفع اسم بلادنا من قائمة الدول الراعية للارهاب، وتمكنت بمهاراتك الخطيرة من استعادة السودان لحظيرة المجتمع الدولي، ذلك بتآلف روحك الشفيف مع البرهان في درب التطبيع، و، و، وانك وقعت معه الاتفاق حفاظاً على هذه الانجازات..
لكنك كخبير اقتصادي، تكاد تنسى ان صلاح قوش - في أيامه الفاتنات - لم يتمكن من فرض التفاوض على مَن كانوا في زنازينه، ولقد علمتَ مِن قبل بأن العم صديق يوسف ورفاقه قالوا له ببساطة: نحن في الأسر، وإن شئت الحوار فنحن هناك، في قلب الشارع..
لنفترض انك لم تكن شريكاً في إعادة تدوير مسرحية (القصر رئيساً والسجن حبيساً) وان قلبك مع الثورة، وليس لك مصلحة في التوقيع، وأن أهدافك وطنية صِرفة وفي مقدمتها الوصول بشعوب السودان الى حافة الانتخابات،، لكنك لم تشرح للتروس، كيف لا يكترث مؤسس بهذا الحجم للعنة التاريخ، ويقول أنه لا يعنيه انحطاط قدره وتدني شعبيته بين الجماهير، ولا شرحت لهم، كيف ينوب شخص واحد، عن بلد مترامي الأطراف كليل بشار بن بُرد!
قل أننا صدقناك، واتبعنا برهانك والذين معه، وآمنّا تماماً برغباتكم في توطين الديمقراطية عن طريق الانتخابات..
كيف تنجز بهذا الحرس الشديد، عملية انتخابية خلال سنة ونصف؟
كيف، وانت الخبير الدولي العالم بأن تزوير الانتخابات يبدأ من كشوفات التسجيل، ومن رسم الدوائِر، وان تتطلب مفوضية قومية ورقابة دولية، وأنها ثمرة احصاء سكاني يحتاج التخطيط والدعاية والدعم، و رافعات وعربات، وخيام وكهرباء وشواحن..
كل هذا تنجزه – أيها المؤسس – ببراهينك هذه، في سنة ونصف؟
ثم: ما حكاية انتخاباتك هذه، التي يُحندكنا بها (التومهجو)..!؟
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة
/////////////////////////

 

آراء