خطبة الجمعة أمس كانت عن (الابتسامة) نزلت بردا وسلاما علي المصلين

 


 

 

خطبة الجمعة أمس كانت عن (الابتسامة) نزلت بردا وسلاما علي المصلين بمسجد الشيخ الضرير لبعدها عن التقليدية وملامستها لواقع جديد إنساني !!..

درج القائمون على مسجد الشيخ الضرير بام درمان علي اختيار أكثر من أمام لخطبة الجمعة وفقا لجدول مناوبة متفق عليه يلزمهم بالتقيد الصارم بالوقت وتقديم المفيد والاجتهاد في الموضوعية وعدم التقليدية والبعد عن التكرار وتحاشي الإطالة !!..

هؤلاء العلماء الأئمة من مدارس مختلفة وتتفاوت أعمارهم ولكل منهم طريقته في إيصال الدرس مستخدما ماحباه الله سبحانه وتعالى من تمكن من المادة المراد تبليغها وجودة الصوت ووحسن الإلقاء وحضور ذهني لافت لدرجة أن الانصات في معظم الأحيان يكون في اعلي درجاته !!..

ولفت نظر الجميع شاب اسمه سامي احمد فضل المولي له مثل غيره من اخوته الأئمة الراتبين يوم في الشهر يصعد فيه المنبر ليتحف الحاضرين بخطبه واثقة الخطي وبموضوعاته المختارة بعناية والمقصود منها أن تلامس حياة الناس في دقة  تفاصيلها وطرقه لمواضيع معايشة يوميا قد اعيت البشر وحاروا في سبر اغوارها ووضع حد لتغولها وفرض هيمنتها!!..

حدث سامي من علي المنبر جمهور المصلين عن محنة التعليم وتحوله من خدمة الي تجارة ولفت نظر القائمين عليه أن يتقوا الله في فلذات الاكباد وان لا يحملوا أولياء الأمور ما لا يطيقون !!..

وكم تحدث عن هذا الإهمال الواضح في نظافة الاحياء مما جعل العاصمة تقف علي جبل من النفايات في بلد يدين بالإسلام والنظافة عنده من الإيمان !!..

ودافع سامي عن المعلمين والظلم الواقع عليهم وطالب بانصافهم حتي ينصرفوا  الي واجبهم المقدس هذا دون هموم وهواجس !!..

أن هذا ( الشيخ ) الشاب اجتهد كثيرا في أن يثقف نفسه بنفسه في مايتعلق بأمور الدين وكل صبح جديد يزداد تمكنا بما عنده من عزيمة وإصرار ولم يكتف بتخصصه الجامعي في الوثائق والمكتبات بل انكب علي الدراسات الإسلامية باجتهاد منه ينقب عنها في مختلف مظانها ولا يحبسها عنده بل يطلقها لتكون مشاعة عند الجميع لتعم الفائدة !!..

وكانت خطبته أمس عن الابتسامة هي عين السهل الممتنع وقد استحسنها الحاضرون لما في الابتسامة من سحر ومفاتيح قادرة علي التعامل مع اعتي القلوب ظلاما لتحولها الي انوار كاشفة وتزيل ادرانها والإبتسامة يمكن أن تكون رسالة سلام لأهل الأرض قاطبة ويكفي أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال:

( تبسمك في وجه اخيك المسلم صدقة ) .

ولو حملنا هذه الابتسامة لشعوب الأرض قاطبة لما رضوا بغير الاسلام دينا .

انظروا الي الشاشات هذه الأيام التي يقام فيها كاس العالم وكيف أن ضيوف المونديال من شتي بقاع الأرض وقد وجدوا جوا صحيا وكرما وضيافة عربية إسلامية وتبسما من الدولة المضيفة فما كان منهم إلا أن ردوا الابتسامة باعرض  منها وهكذا عم السلام وعاش الجميع في حبور ووئام .

 

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .

معلم مخضرم .

 

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء