رباح الصادق أمرأة من طراز فريد 

 


 

حامد بشري
2 January, 2022

 

علي الرغم من صلة الرحم التي تربطنا الأ أن لقاءتنا تعد علي أصابع اليد ، وذلك مرده لظروف الديكتاتوريات التي سادت علي حكم البلاد فحرمت حتي العائلة الواحدة من التعارف ناهيك عن تمتين العلاقات الأنسانية . لا أخفي إعجابي الخاص بكريمات الامام اللاتي خرجن للعمل العام رغم الأختلاف السياسي معهن ، فجمعينا نصبوا الي غايات أنسانية تُعلي من كرامة الأنسان وتسعي الي عدالة أجتماعية تحقق المساواة والعيش الكريم ، وفي الوصول الي هذه الأهداف السامية سلكنا طرقاً مختلفة .أشتركُ مع السيدة رباح في بعض العموميات حيث خرجنا للعمل العام من قبة الأمام المهدي وتربينا في كنفِ الطائفية بمستويات مختلفة . وفي مسيرة رباح السياسية تطورت علاقاتها مع قبائل اليسار ساعدها في ذلك  تلقي مراحلها التعليمية في مدارس الشعب العامة . أمدرمان الثانوية للبنات وجامعة الخرطوم حيث التحقت بها عن طريق القبول العام حينها لم تعرف الجامعة بدعة القبول الخاص . هنالك خالطت غمار الناس وأحتكت حتي بمن أكتوي بنار الطائفية الشيئ الذي هيأها مستقبلاً للمشاركة في أنشطة طلابية مختلفة ومن ثم الإسهام مع غيرها في تصحيح الصورة النمطية للحزب الذي خرجت من رحمه  .

ربطتها وشائج وعلاقات عمل وفكر مع نخبة من الكتاب والمثقفين ، الدكتور عبدالله علي أبراهيم ، الحاج وراق ، كمال الجزولي التي أجرت معه خمسة حوارات شيقة حول العدالة الأنتقالية في صحيفة الديمقراطي التي تشغل نائب رئيس مجلس أدارتها كما كانت علي صلة وثيقة مع شعراء الشعب محجوب شريف والقدال وحميد لهم الرحمة في الأعالي . تركت بصماتها في مبادرة لا لقهر النساء وصالون الأبداع بهيئة شئون الأنصار وأحتفظت بصداقة ورابطة وثيقة مع طيبة الذكر زينب بدرالدين التي سكبت عليها الدمع الثخين . رباح ذات الخلفية الهندسية أمتلكت موهبة الصحافة والشعر والمديح . ومن لم يسمع منها (العديلة ) ضاع منه الكثير . حاولت الدخول الي صفحتها بالفيس فوجدت أنها تضم ما يفوق الخمسة آلاف صديق وصديقة . بوجودها في الحزب مع الآخريات بلا شك أسهام في تطوير الحركة السياسية السودانية وبصورة خاصة النسوية .

حفزني للكتابة عن رباح الصادق ما نشرته حول اللقاء الذي تم يوم الخميس 29 ديسمبر بقناة الجزيرة مع اللواء فضل الله برمه رئيس حزب الأمة المكلف . وضحت رباح في منطقها وردها المتامسك أن أجهزة الحزب رفضت الأتفاق السياسي الذي أُبرم في 21 نوفمبر بين البرهان وحمدوك وأن حزب الأمة القومي ليست الجهة المسؤولة عن تسويق هذا الأتفاق وحتي ليس من اولوياته أستقالة حمدوك وأنما يولي جهده لأصدار ميثاق وخريطة طريق (صدرة مؤاخراً ) يحاول عن طريقها أن يجمع حولها قوي الثورة بأمل الخروج من الأزمة الحالية ونضيف من متابعتنا للأحداث أن الأزمة أستفحلت خاصةً بعد الدماء التي سالت في مواكب الثلاثين من ديسمبر حيث وصل عدد القتلي من تاريخ التوقيع علي الميثاق الذي كان أحد مهندسيه فضل الله برمه الي إحدي عشر شهيداً أرتقت أرواحهم الطاهرة الي عليائها ، فضل الله أكد في لقائه مع قناة الجزيرة أن الإتفاق الموقع مع البرهان أوقف الأنقلاب ( وهذا في رأي غير صحيح ) وأكد ضرورة العودة الي الشرعية الدستورية وعلي حسب روايته من الآن (تاريخ المقابلة) فصاعداً ستسير المواكب بدون أعتداء من القوات الأمنية وبدون خسائر وعبر عن ذلك بلغته العسكرية ( البيان بالعمل) كما أكد علي أتفاقه مع البرهان علي ضرورة أطلاق سراح كل المعتقلين . ولم يمض يوماً واحداً علي لقاء السيد فضل الله برمه وأتفاقه مع البرهان ونكايةً فيما كان يؤّمِن عليه من أتفاق فيما بينه وبين المكون العسكري حتي أتتنا ثالثة الأثافي بأعتقال السيد أمام الحلو رئيس لجنة السياسات بالمكتب السياسي لحزب الأمة القومي وزوجته رندا الصادق المهدي عضو المكتب السياسي  .

أشارت رباح الي نقطة جوهرية في أن الحزب صار يتحدث بلسانين ، وهو أمر مؤسف لسان فضل الله برمة الذي ينوي تسيير الحزب في خط تقاضي النظر والغفران للمؤسسة العسكرية التي أنجبتهم سوياً مع البرهان وبقية المكون العسكري ولسان المؤسسات الحزبية التي تقف مع الشارع السياسي في رفضها للاتفاق .مع تأكيد أن حزب الأمة القومي لا يزال يُعد طرفاً أصيلاً في المناداة والعمل علي السير في طريق التحول الديمقراطي الذي تقف خلفه كل القوي السياسية ما عدا المؤتمر الوطني/الشعبي والفلول وبعض أنتهازيي الحركات المسلحة . وبقرأة متأنية لما طرحه فضل الله برمه يتضح أنه يتحدث بلسان البرهان وليس كما ذكرت رباح بدور الوسيط لإقناع حمدوك بالبقاء بل يترجاه نيابة عن الحزب الذي تم تغييبه عن هذه المؤامرة في المضي قدماً للتحالف الهش مع المؤسسة العسكرية .

أذا رأي الحبيب فضل الله برمه أنه سيكون طوق نجاة لزملائه في المؤسسة العسكرية للإنتهاكات التي إرتكبوها في فض الأعتصام وما أعقبها من جرائم في حق الشعب السوداني فعليه مراجعة حساباته . الوقت والشارع يختلفان عن زمن المراحيل وأحداث الضعين وتسليح المليشيات التي تحورت لتصبح جنجويداً يشكل خطراً علي وجود الدولة السودانية .

الجدير بالذكر أن رباح نبهت في حديثها أن الأمام رحمة الله عليه في بعض الأحيان كانت آراؤه تختلف عن رأي مؤسسات الحزب فسلك المسلك الديمقراطي بأتباع رأي المؤسسة . وفي ختام حديثها ذكرت أن هذا الحديث مكانه الصحيح أجهزة الحزب الداخلية الأ أن خروج الرئيس المكلف برؤي مخالفة في المنابر العامة حتمت عليها قول الحق في المنابر العامة كذلك وهي مستعدة للمسآلة الحزبية أذا تطلب الأمر ذلك . وهذا في رأي منتهي الأحترام والشجاعة التي أفتقدناها في معظم أحزابنا السياسية . واخيراً يجدر التنبيه الي أن أختيار شخص ذو خلفيه عسكرية ليرأس حزب مدني يعمل علي طريقة التحول المدني الديمقراطي لا يخلو من خلل وتضارب في السياسة نأمل أن يتم أصلاحه في حزب الأمة القومي العريق كما آمل أن يتم أصلاح جميع مؤسسات الحزب في مؤتمرها العام برفدها بالعناصر الشبابية المصادمة المشهود لها بالمشاركة الفاعلة والحقيقية في لجان المقاومة والثورة .


الأول من يناير 2022

حامد بشري



hamedbushra6@gmail.com

 

آراء