رجاء للفريق معاش: الثورة والانقلاب طريقان شتى !!

 


 

 

هذا الرجل ندين له على المستوى الاجتماعي باحترام واجب..ولكنه كلما تحدث عن شأن في المجال المدني والسياسي قلنا: ليته سكت..!
فالفريق (م) صديق إسماعيل يبدو وكأنه يحمل وداً خاصاً لأعضاء المكوّن العسكري برئاسة البرهان وجماعته.. ولكن عليه من واقع منصبه وانتمائه أن يفصل بين الود الاجتماعي و(الضرورة السياسية)..! فهو لم يستطع تجاوز تقاعده عن العمل العسكري ليندمج في الحياة المدنية السياسية رغم أنه أصبح يحمل صفة نائب رئيس حزب بحجم حزب الأمة..! فقد ظلت تصدر عنه تصريحات ضاره بحزبه وبالثورة..ونكاد نجزم بأنها تمضي على النقيض من مواقف حزبه المُعلنة، كما أنها تخالف موقع اصطفاف حزبه بين المكوّنات السياسة الآن..وكأن للرجل اصطفاف آخر يعبّر عنه كل مرّة..ولا يحلو له ذلك إلا من منابر معادية لمواقف حزبه بل ومعادية للثورة...!
في آخر تصريحات للرجل (عبر حوار صحفي) يقول إنه مشفق على ما وصفه باختراق المكوّن العسكري..فهو يعيب على بعض العناصر السياسية (ولا يسميها) اختراق المكوّن العسكري الانقلابي الذي يرأسه للبرهان..ولا ندري معنى هذا الاختراق الذي يهاجمه الفريق إسماعيل..! فهل ما حدث اختراق للمكوّن العسكري أم خلافات من داخله..؟!
كان من عناوين الحوار البارزة للحوار الصحفي قول الفريق صديق (إن الاتفاق الإطاري بشكله الحالي لن يحقق الأهداف المرجوة منه)..فهل هذا هو رأي حزبه..؟! يمكن أن يكون هذا الكلام مقبولاً من الذين لم يوقعوا على الاتفاق الإطاري..ولكن هل يريد الفريق بهذه العبارة مجاملة مناوي وجبريل واردول و(البقية الباغية)..! إن الفريق لم يكن بعيداً عن مواقفهم ومواقف أعداء الثورة في كثير من المواقف حتى في أيام الإنقاذ وقبل انتصار الثورة..! كما انه ظل يكرر في حواره الأخير هذا ما تردده هذه المجموعة (الخالق الناطق) وبنفس المفردات التمويهية التي يطلقها الفلول حول الإقصاء والاحتكار والهيمنة وفرض الوصاية..بينما يقصدون بذلك عودة المؤتمر الوطني المقبور وجماعة الإنقاذ.! بل يقول الفريق صديق إن الإقصاء جاءت به الوثيقة الدستورية..! فماذا بقى له من تبني مثل هذا التضليل المقصود..!
ويكشف الفريق صديق في جانب من تصريحاته هذه عن اجتماع قال انه تم ارتكازاً على نداء مبارك الفاضل ويقول الفريق بالحرف (التقينا في اجتماع وطني خالص ارتكازاً على نداء الحبيب مبارك الفاضل و بدعوة من أركو مناوي حاكم إقليم ودارفور)..! هذا هو الاجتماع الوطني الذي يقول الفريق صديق انه (سينزع فتيل الأزمة) ..!
هل تعني إشادته بالموقف السياسي لمبارك الفاضل (الرجل المنشق عن حزب الفريق صديق)..! أن موقف مبارك هو الموقف الصائب؛ علماً بأن مبارك يقف على النقيض من موقف حزب الفريق صديق ومن الثورة..فالرجل من ألد أعداء الحرية والتغيير ومن الملتزمين بمبادرة الجد ورحلة القاهرة وبيانها الختامي..وهنا ينبغي للفريق صديق أن يحدد موقفه بين الحزبين (ويختار الأنسب له)..!
لا ينسى الفريق في حواره هذا أن يسجل اعترافاً بحكومة الانقلاب ويقول (الآن لدي البرهان حكومة تصريف مهام منذ 25 أكتوبر وهناك وزراء مكلفون لكن نريد أن يكون هناك جهاز تنفيذي كامل الدسم)..! إذاً المسألة عنده ليست ذلك التباين الشاسع والحتمي بين الثورة وبين الانقلاب..! بل مجرد نقص في (صلاحيات تنفيذية) وليست سلطة انقلاب إجرامية...! لماذا يصعب على الفريق صديق دائما نطق كلمة انقلاب !
العجيب أن جماعة الانقلاب أنفسهم يقولون إن البلد (ما فيها حكومة) وإنهم فشلوا في تشكيلها لمدة 16 شهراً..!
اللهم نسألك الصبر على كثير من عبادك السياسيين بفضل هذا الشهر الكريم الذي تهل علينا بشائره..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء