عاد البرهان إلى حاضنته السياسية على عجل، فانتبهوا! 

 


 

 


* من واجب ثورة ديسمبر المجيدة علينا أن نراجع بعض تفاصيل أحداثها، كي لا يمحوها فيضان الأحداث المتواترة المشحونة بتلاعب الانقلابيين، وتقاعس قوى الثورة الحية عن وحدة الكلمة، رغم وحدة الهدف!

* إنقلب البرهان على الثورة المجيدة.. ثم انطلق لاهثاً وراء الاتجاهات السياسية السودانية المختلفة للعثور على كفاءات شريفة يزَّين بها مشروعه الانقلابي، وفشل في الحصول على مبتغاه.. ونكاد نرى الظروف تجبره لاتخاذ ذوي أخَفَ أوزان الدين والشرف بطانةً له كي يؤكد للعالم أنه يحكم دولة سوية..

* ومن مركز قوة وهمية ينادي البرهان قوى الثورة الحية للتوافق.. ويرى بعضنا ذاك النداء نداءَ ضعيفِ حيلةٍ محصورٍ في زاوية.. وأراه نداءَ من يتوهم أنه قد امتلك ناصية الأمور في البلاد، بعد أن ضمن تشكيل حكومة من (الراغبين في الانبطاح) لإعادة الحالة السياسية السودانية إلى بيت طاعة اللجنة الأمنية كما كانت عليها منذ بدء الشراكة المدنية العسكرية السالفة، عودةً إلى هيمنة عسكرية أقوى، وإن بدت  لنا أضعف!

* والمراقبون الحصيفون يدركون  أن الشراكة المزعومة على مقربة من الإكتمال وأنها سوف تكون كما كانت الشراكة السابقة شراكة إسمية كيزانية طابعها  (كل الصيد في جوف) اللجنة الامنية..

* كان كثير من الشركاء ممن لا رشد سياسي لهم، وظلوا خارج اللعبة الكيزانية تماماً.. إذ غاب عنهم أن ارتكاب مذبحة القيادة العامة، يوم 3 يونيوو 2019 كان محاولة لإحياء نظام الإنقاذ.. وأن الكيزان لم ولن ييأسوا من محاولة (إعادتها سيرتها الأولى)

 * لو كانت قحت تمتلك أي رشد سياسي، لما وقَّعت اتفاقية  الشراكة المعفوصة مع اللجنة الأمنية.. لكن شأن أحزاب قحت كان شأناً أقرب إلى شأن الأحزاب التي تسعى لتوقيع اتفاقية شراكة جديدة مع اللجنة الأمنية، عينها على الكراسي والجاه (وبس!)

* إن افتقار من وقَّعوا اتفاقية الشراكة القديمة للرشد السياسي، وافتقار الذين سوف يوقعون إتفاقية شراكة جديدة يمنعهم من إدراك ما تخفيه اللجنة الأمنية من دسائس.. منذ (حدث ما حدث)،      ولولا مليونية 30 يونيو 2019، لقُضِيَ الأمرُ الذي فيه نستفتي الآن، من زماااان!..

* لكن تمت  الشراكة المعفوصة.. واستمر عرضها  في مسرح اللا معقول لقرابة 3 سنوات عجاف.. ولم يكن دور قحت يتعدى دور (صاحب البطل)، أو (العوير) بينما كانت قحت تتوهم أنها البطل..

وهنا، أُبرئ لجنة إزالة التمكين من الافتقار إلى الرشد السياسي.. ولا أريد الخوض في جدال مع من ينكرون إيجابيات (لجنة إزالة التمكين....) في تمهيد الطريق المرسوم لأهداف الثورة المجيدة.. فاللجنة كانت، وبلا جدال، (رأس حربة) تأسيس الدولة الراشدة، بما اتخذته من إجراءات سلبت الكيزان مصادر تمويلهم المتمثلة في المؤسسات الأكاديمية والجمعيات الخيرية والأنشطة الاقتصادية الأخرى.. ولا أنكر أن للجنة أخطاءها التي لا ترقى لدرجة الفساد مهما حاول المرجفون اتهامها به وبكثير مما ليس فيها..


* هذا، ولدى الكيزان، هذه الأيام،  شعور عام بأن مكائدهم بدأت تؤتي أُكُلها، بعد أن انضجوها   بمحاكمات القضاء العاجز.. وبتعطيل إصلاح اىمؤسسات العدلية.. وبفوضى محاميي  قادة إنقلاب يونيو 1989.. وبإتفاقية سلام جوبا، وما أدراك ما سلام من مسارات مشبوهة ومحاصصات خادعة.. ولا تحدثني عن إغلاق ميناء بورتسودان.. وافتراءات (أصحاب السبت) أثناء اعتصام الموز..

قال تعالي: "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ"(الأعراف 63)..


* لا تقل لي عن   التناقضات التي تحدث في ساحة السياسة السودانية.. إذ تتدخل دولُ مثل الإمارات العربية المتحدة وجمهورية  مصر العربية إلى جانب الكيزانَ في الكيد لثورة ديسمبر المجيدة ، رغم عداء الدولتين المستحكم للكيزان..


* إذن، لماذا تشارك الدولتان الكيزانَ في الكيد للثورة، يا تُرى؟!


* إن قيام حكومة راشدة في السودان يعني توظيف موارد البلد توظيفاً أمثل يفضي إلى  تعظيم قدراته المادية  والبشرية الكامنة، وهذا التوظيف الأمثل للموارد  مصيبة تمحق أطماع الامارات ومصر في موارد السودان اللا محدودة، كما سوف يقِّضُ ذاك التوظيف مضاجع ميليشيا الجنجويد ويعطل الأموال المهدرة لتحقيق (المشروع الحضاري (الاسلامي) المفترى عليه افتراءاً بانت علامات خسرانه خلال الممارسة على مدى 30 عاماً من عمر نظام البشير..


* إنها (غريزةُ الدفاعِ عن النفس) جمعت المصابين المحتملين جميعهم لدرء المصيبة المحتملة بكل أدوات الدفاع، وعكفوا يتكالبون على الثورة المجيدة ويضعون العقبات في طريق أهدافها المتجهة لتأسيس حكومة راشدة في السودان..


* وها هي  العدالة العاجزة تطلق سراح  ذئاب وضباع وتماسيح نظام البشير، فتخرج الثعابين السامة من أجحارها وتملأ الدنيا فحيحاً.. والذئاب وأبناء آوى يملأونها نباحاً..


* لقد عاد (هؤلاء)، عادوا يركبون صهوات الفساد، ويتهيأون لارتكاب كل رذيلة متاحة لهم، باسم الدين الحنيف..  عادوا ؛وعادت مصادر تمويلهم سالمة غانمة..


* إنهم يتقدمون حطوات.. ونحن لا نزال (محلك سر)،  ولا نزال نمارس (خطوات تنظيم) بلا تنظيم! خطوات مرتبكة، والتشاحن بيننا لا يتوقف، والأجندة  الحزبية تعلو على الأحندة الوطنية طوال الوقت..


* أيها الناس، إن أهداف الثورة تجمعنا بقوة، ولا تفتأ إجراءات تحقيقها تفرقنا بقوة أقوى، فنتقاعس عن توحيد قوانا، فيضيعع  المضمون في متاهات الشكل..!


* ويا لَغرابة فينا!


osmanabuasad@gmail.com

 

آراء