عبدة الوظائف!!!

 


 

بشير اربجي
26 December, 2022

 

أصحي يا ترس -
منذ قرابة الأسبوع ولا خبر يأتي من مختلف مناطق دارفور وكردفان غير القتل والدمار والتهجير وحرق القرى، ومنذ قرابة الشهر لا حديث لمن يدعون تمثيل هذه المناطق في السلطة الإنقلابية سوي أننا سنعود للحرب إن تم المس بوظائفنا، وكأنهم لا يصلهم دوي الرصاص والأسلحة الثقيلة من المناطق التي يدعون تمثيلها وكأن الحرب لا توجد فيها أصلاً، فأي زعامات هؤلاء المدعين زورا وبهتاناً تمثيل إنسان دارفور وكردفان وغيره من مناطق الصراع التي ما أن تنطفي نارها إلا لتشتعل مرة أخرى، والأمر في حقيقته لا يقف على دارفور ومناطق غرب كردفان فعلى الرغم من أن مالك عقار يحكم النيل الأزرق عبر رجاله منذ أكثر من عامين، إلا أن عاصمة الإقليم نفسها تشهد حرباً ضروساً وصراع قبلي فيه من البشاعة ما يندي له الجبين وهو جالس على الكرسي الدوار بالقصر الجمهوري، كذلك يشتعل الشرق ويغلق الميناء الرئيس فيه ولا حديث لمحمد الأمين ترك غير أنه يدعم بقاء العسكر فقط في السلطة،
فأي رجال هؤلاء وأي رزية رزئت بها هذه المناطق من أرض السودان المعطاء، ولماذا لا تفرز هذه المناطق قيادات بحجم إنسانها المعروف عنه النبل وكريم الأخلاق وترمي بعبدة الكراسي والوظائف هؤلاء الى حيث يجب أن يذهبوا بمزبلة التأريخ، فلا يمكن أن يكون هناك من يدعي تمثيل إقليم أو من يحكمه فعليا مثل مني اركو مناوي ولا تهزه تلك الصور والفيديوهات عن الفظائع التي ترتكب بحق مواطنيه، وإن حدث هذا كما يحدث الآن في تلك الرقعة العزيزة من البلاد فهو يعني أن طلاب السلطة هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا على رأس السلطة فى تلك المناطق، بل هم لا يستحقون أن يكونوا موظفين بالدرجة الرابعة عشر في أي وزارة خدمية بالبلاد لأنهم ليسوا أهل كفاءة ومقدرات كما أنهم لا حس وشعور لديهم بإنسان هذه البلاد ولا يستطيعون حتى أن يوفروا له الأمن.
وما يحدث الآن على مستوى مناطق دارفور فقط يعتبر فضيحة لكل من هو موجود على رأس السلطة، لأن الأخبار التي تأتي من هناك تقول إن ما يتعرض له المواطنون من قتل وحرق ونهب، تقوم به قوات ترتدي الزي الرسمي لقوات معروفة بالبلاد وتستخدم أسلحة لا تتوفر إلا للقوات النظامية أو مليشيات هذه الحركات، وحتى إن كان مشعلي هذه الأحداث عصابات نهب مسلح لديها تجهيزات مثل هذه، ينبغي على من يهددون المواطنين داخل المدن بعودتهم للحرب أن يتصدوا لها حماية لمن يمثلونهم كما يدعوا، وإلا فإنسان دارفور والنيل الأزرق وكردفان وشرق السودان في غنى عمن يتحدث ويحكم بإسمهم، ولا يوفر لهم أدني درجات الأمن بينما تتبعه الدوشكات والراجمات إن ذهب لأداء واجب عزاء أو للمشاركة في دعوة فرح، وكل هؤلاء المدعين الذين دعموا الإنقلاب العسكري المشؤوم لا خير فيهم لأهلهم لأنهم عبدة كراسي وطلاب وظائف يدافعون عنها أكثر من دفاعهم عن قضايا الهامش التي صعدوا عبرها للسلطة.
الجريدة

 

آراء