عن العوارة ومثالب أخرى! … بقلم: معتصم الحارث الضوّي

 


 

 

25 أكتوبر 2021

نشرت صحيفة نادوس نيوز الإلكترونية مقالة بعنوان "طالبات يزرعن البهجة في الطرقات" عن طالبات في سستر سكول اطلقن مبادرة بعنوان "positive notes".
كانت الفكرة بسيطة ومبتكرة: توزيع قصاصات ملونة على المارة تدعو لتخفيف التوتر والابتسام ونشر التفاؤل.
الرابط: https://nadosnews.com/28927

كما تتوقع يا عزيزي القارئ، واجه البعض المبادرة بعبارة استنكار تقليدية: دة شنو العوارة* البتعملو فيها دي!

إذن، نحن إزاء عقلية ظلامية لا تكتفي بمحاربة أي مبادرة للتغيير المجتمعي الإيجابي فحسب، بل تسعى أيضا بشكل محموم لزرع الإحباط في نفوس القائمين عليها باستخدام كليشيهات تستند إلى إرث اجتماعي مذموم.

من المبكي أن مدننا أشبه بالصحاري لندرة الأشجار وغياب الأزهار، ولكن الأنكى أن نفوسنا أشبه بالصحارى؛ تكشيرا في وجوه الآخرين وجلافة في التعامل!

علينا تحطيم النظرة السائدة بأن طلاقة المحيا تناقض الرزانة، واستبدالها بثقافة مجتمعية جديدة تقضي بأن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأن البر حسن الخلق، وأن "لو سمحت" و "شكرا جزيلا" مصطلحات تليق باستخدام الرجال، وأن سماحة التعامل المصبوغة بالاحترام من السلوك الحضاري الذي تواضعت عليه كافة الأمم.

عبارتهم القبيحة المذكورة في صدر هذه المقالة لها تمظهرات متعددة، ومن أشنعها قولهم (عامل/ عاملة فيها)، والتي تُقال، وربما الأصح تُقذف، بكل استخفاف وتشفٍ، في وجه كل من يتلمس الدرب في الرياضة أو الفن.. إلخ، وكثيرا ما تعصف جرعتها المسمومة بأحلام ما زالت تتوكأ في طور التكوين.

يا معشر الذين ابتلاهم الله بنعمة الكتابة ونقمتها، ويا منظمات المجتمع المدني، ويا كل مفكر- وكل بشر يفكر:
من ينبري لهذه الحرب النبيلة ضد العادات البالية؟
ومن يبادر بالعمل لتغيير قيمٍ تُعدُ اللبنات الأساسية لما نحلم به من تغيير جذري؟!

* العوارة (لغير الناطقين باللهجة السودانية) مصطلح يعني السخافة والغباوة والحمق.

moutassim.elharith@gmail.com

 

آراء