عودة ايلا ظافراً !! سذاجة قوى الحرية والتغيير !! ام مكر الفلول !!!

 


 

 

والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء !!
ما كان لثورة الشعب العظيمة ان تؤول الى هذا الضعف و التموضع ان لم تظن قوى الحرية والتغيير ان الاشياء هي الاشياء !!
ضلت الثورة البيضاء الطريق عندما ظنت الحرية والتغيير ان ( كاكي ) القوات المسلحة ما زال هو ( كاكي ) كل الشعب ولحمايته !!
فات على قوى الحرية والتغيير بما فيهم الحزب الشيوعي صاحب (السبع أوجه وسبع أقنعة ) أن قوات الشعب المسلحة لم تعد قوات الشعب المسلحة منذ ان فكر الدكتور حسن عبدالله الترابي في انقلاب 1989 م .
فكرة انقلاب 1989م كبرت وتغلغلت في ذهن الرجل الهرم الذي ( خذله وغدر به لاحقًا تلاميذه) عندما تغلغل هو داخل قوات الشعب المسلحة واعمل فيها فكره المصحوب بالمسحة الدينية ( المنافقة ) حتى ظفر بهم ، ودلس عليهم ، حيث أصبح منذ ذلك الحين جيش الشعب ضد الشعب !!
منذ ذلك التاريخ لم تعد القوات المسلحة هي قوات الشعب المسلحة إنما صارت مليشيات مهوسة دينيًا تقتل شعب السودان باسم الدين ،،،،
وتحرق الأطفال والشيوخ باسم الدين ،،،،
وتغتصب النساء باسم الدين ،،،،
وتتاجر في المخدرات باسم الدين !!
واقع الثورة كان يفرض على الذين تولوا زمامها وأصبحوا ناطقين باسمها ان يعلموا ان الأشياء لم تعد هي الاشياء !!
وان واجب الثورة يحتم عليهم ان يقودوها بكل حنكة ودراية بعيدًا عن اي شراكة او هبوط ناعم مع اللجنة الامنية للنظام السابق ، وأن يكون توجههم الذكي هو ترك حبل الشرعية الثورية على القارب حتى استرداد اخر مبلغ مالي ولو ( تافه ) تم أخذه من المال العام فسادًا ، وأن يحاكم ثوريًا كل فاسد من النظام البائد والفلول ومن كان معهم حتى السقوط!!!
وان يتم إعدام كل من شارك في ليلة انقلاب 1989م مقوضا للنظام الدستوري بالشرعية الثورية وفي ميدان عام وذلك الى حين نظافة البلاد من كل بؤر الفساد والإفساد والهوس الديني المنافق ، ثم من بعد ذلك يفكروا في أعمال وسائل الديمقراطية والحرية وبناء الدولة المدنية ، لان الدولة المدنية تحتاج الى جو معافى وسليم !!
استعجلت قوى الحرية والتغيير الجلوس على المناصب فاعماها ذلك البريق عن مكر و خباثة الاسلاميين و قادة اللجنة الامنية للنظام البائد ، فوضعوا ايديهم في ايدي من قتلوا الثوار ليقتلوا مزيدًا منهم ، وقد كان ، حيث ما زالت دماء الشهداء تسيل على طرقات النضال !!
ولان القاعدة الفقهية تقول ( من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ) ، فقد مكر العسكر على قوى الحرية والتغيير التي وضعت يديها في أيديهم وانقلبوا عليها وادخلوهم السجون من مواقع كراسيهم التي استعجلوا عليها بثمن بخس ريعه ضياع دماء الشهداء وغلبة حسرة اهلهم عليهم ، وتشعب الطرقات ، وتفرق الثوار ايدي سبأ !!!
ماذا كان يضير قوى الحرية والتغيير إن لم تشارك في السلطة وتركتها كما وعدت ، إلى قيادات وكوادر تكنوقراط غير حزبية !!
دخول آخر رئيس لمجلس وزراء النظام البائد الى البلاد و في استقباله حشود كبيرة من اهله وفلول النظام البائد يؤكد على مكر ودهاء الفلول ، وفي المقابل فشل وضعف وانهزام قوى الحرية والتغيير !!
دخول محمد طاهر ايلا بكل هذا الزخم وفي أضابير نيابة المال العام أمر بالقبض عليه ، وعلم وزارة الداخلية بدخوله الى البلاد ، وصدور أمر بالقبض عليه ، بل مشاركة الشرطة في تنظيم وحماية مستقبليه يؤكد على ان الثورة اصبحت اثر بعد عين !!
نعم هذا القول مؤلم ولكن مواجهة الحقيقة والخروج الى الناس بها كما قال بذلك على استحياء السيد ياسر عرمان حينما صرح بأن النظام السابق على وشك استلام السلطة ،لم يأتي من فراغ ، فهناك معطيات كثيرة وكبيرة تقول بان امر نهاية الثورة أصبح قاب قوسين او أدنى من الانتهاء الى زوال !!
يجب أن تصحح قوى الحرية والتغيير مسارها وتخرج للناس معلنة فشلها ومؤكدةً في ذات الوقت على حديث السيد ياسر عرمان بان النظام البائد تمكن من مفاصل السلطة وانه قد اوشك على اعلان حكومته وقد يعلنها اليوم او غد او بعد غد !!
ويجب على قوى الحرية والتغيير الاعتذار للشعب وإعلان انسحابها من المشهد القيادي تماماً وترك امر القيادة للجان المقاومة دون تجيير او تجسير او اللعب من خلف ستار مسرح الأحداث !!
وان تنزل قياداتهم إلى الشارع كثوار
من عامة الناس الى ان يعود الى الثورة بريقها الثوري ، وأن يكتفوا في هذه الفترة باعداد احزابهم للمنافسة الانتخابية !!
عودة محمد طاهر ايلا يجب ان تكون ميقات الى عودة الوعي الجمعي الى احزاب قوى الحرية والتغيير ، لأن الشعب ما عاد ينتظر مزيداً من الخيبات !!!
ولأن الأشياء لم تعد هي الاشياء ، وياقوت عرش الثورة لن يناله الغافل الذي يظن ان الاشياء هي الاشياء !!!
جمال الصديق الامام
المحامي ،،،،

elseddig49@gmail.com

 

آراء