فترة الثقافات المبكرة من تاريخ السودان القديم (9)

 


 

 

ahmed.elyas@gmail.com

نهاية مملكة تا ستي (قسطل) على النيل ومرحلة منطقة لقية

هذه الموضوعات لا تمثل دراسة تاريخية متسلسلة لأحداث تاريخنا المبكرة، بل هي توقفات مع بعض الموضوعات التي تتطلب تسليط الضوء عليها ومراجعتها. ولذلك ننتقل من موضوعات "أين ومتى نشأت اثقافة ما قبل قسطل" (المجموعة الثقافية أ) إلى سقوطها وما ورد عن نتائجه على النيل وناطق غرب النيل.

وقد تناولنا في موضوعاتنا السابقة آراء الباحثين حول ظهور ثقافة ما قبل قسطل المبكر في مناطق الصحراء الحالية غرب وشرق النيل وأثرها على التكوين السكاني والثقافي لجماعة ما قبل قسطل. وسينتاول هذا الموضوع باختصار
قيام مملكة تا ستي (قسطل) وماقيل وحدث بعد نهايتها السياسية والسكانية على النيل، وتواصل الوجود السكاني والحضاري لأهل قسطل في منطقة لقية (مرحلة لقية)

قيام مملكة تاستي (مملكة قسطل)

يرى الباحثون أن ثقافة ما قبل قسطل ظهرت على النيل في مستهل الألف الرابع قبل الميلاد في منطقة الشلال الأول. ويقسمونها إلى ثلاث مراحل. المرحلتين الأولى والثانية انتشرت فيهما الثقافة بين الشلال الأول ومنطقة دكا/سيالة عند مصب وادي العلاقي. وتنتهي المرحلة الثانية على أرجح الأقوال نحو 3200 ق م حيث تبدأ المرحلة الثالثة. (Ross, p 19; Gatto, 2006 b, p 64; Williams, 2006, p 84)

وتنتقد الباحثة روس هذا التقسيم الذي اعتمد على وجود أو عدم وجود السلع التجارية المصرية في مقابر أصحاب ثقافة ماقبل قسطل لأنه يوحي بأن تواصل السودانيين مع مصر أدى إلى تطورهم أو تحضرهم. (Ross, p 51)

وخلافاً لهذا لرأي السائد الذي جعل قيام ثقافة قسطل على النيل في منطقة الشلال الأول ثم انتقلت في مرحلتها الأخيرة جنوباً حتى بلغت الشلال الثاني برز رأي آخر يرى أن الثقافة تزامنت نشأتها في الشلالين الأول والثاني.

فقد اتضح أن ثقافة خور بهان في منطقة الشلال الأول - حيث افترض ظهور ثقافة ما قبل قسطل المبكر – وثقافة منطقة جزيرة دبروسا في منطقة الشلال الثاني متزامنتان. وترى رامبرساد أن رأي نورستروم الذي يرى أن الاتصال بين ثقافة خور بهان وبين منطقة جزيرة دبروسيا أدى إلى تطور ثقافة ما قبل قسطل في مرحلتها الكلاسيكية. (Rampersad p 256, 275)

في المرحلة الأخيرة من مراحل ثقافة ما قبل قسطل – كما يرى الباحثون – تطورت ثقافتها وأسست المملكة التي عرفت بمملكة تا ستي حيث وجد هذا الاسم "تا ستي"على مبخر لأحد ملوكها في الجبانة الملكية بقسطل جنوب الشلال الثاني، وكانت قسطل مقر ملوكها، وقد سبق قيامها عصر الأسر في مصر بسبعة أجيال. (William, 1980, p16-18; Williams, 1986, p2; Williams, 2011 p 78-88)

وقد ارتبط هذا الاسم "تا ستي" في الآثار المصرية منذ عصر ما قبل الأسر بمنطقة الشلال الأول، ثم امتد مدلوله ليشمل المناطق الواقعة جنوباً حتى منطقة الشلال الثاني، كما اطلق أيضا إلى أقصى المنطقة الجنوبية لصعيد مصر. وقد تناولت سامية بشير دفع الله ( ص 6-14) بالتفصيل ظهور اسم تا ستي ومراحل إطلاقه.

وأرى أن إطلاق اسم تا ستي على المملكة التي قامت في قسطل قد ينشأ معه نوع من الالتباس نسبة لظهور الاسم وارتباطه بالمنطقة الواقعة شمال الشلال الأول والتي كانت خارجة عن حدود ملوك قسطل، بالاضافة إلى إطلاقه في تلك الفترة المبكرة على منطقة الحدود الجنوبية لمصر. ولذا اقترح إطلاق اسم قسطل على المملكة بدلاً من تا ستي لتكون "مملكة قسطل" كما نقول مملكة كرمة ومروي. فقسطل كانت عاصمة المملكة وموقع آثار ملوكها.

وقد تضافرت عدد من العوامل - تناولنا بعضها في موضوعات هذه السلسلة (أحمد الياس حسين، فترة الثقافات المبكرة 6) أدت إلى عدم الالمام الوافي بثقافة ما قبل قسطل أو أدتإل التفسير غير المنصف لنطورها الاجتماعي الذي صنفها كعشائر وقبائل غير مترابطة ومتفرقة، والتصنيف المبكر كما ذكر وليامي ؤ – بقصد أو بدون قصد – للمواد المتقنة الصنع بالأصول المصرية ، ومثل نقش موقع جبل شيخ سليمان الذي لا يزال ينسب إلى دحر . (Williams, 2006 p 177- 178)

هذا إلى جانب أن آثار مملكة قسطل تم الكشف عنها في الأسابيع القليلة من مراحل حملة إنقاذ آثار النوبة، وحتى منطقة مقابر قسطل نفسها لم تكن ضمن مخطط عمل البعثة إلا ان رئيس البعثة بروفسور كيث سيلي Keith C. Seeleبمبادرة خاصة من جانبه توجه للتنقيب نحو منطقة مقابر قسطل ((Williams 86, p xxxiii وتم الكشف عن أعظم وأهم آثار السودان المبكرة.

ونسبة لضيق وقت فترة الكشوف لم يتم تنقيب المواقع التي تم الكشف عنها بإتقان. فقد كان التنقيب والتدوين عملية عرضية وثانوية في أغلب الأحيان. وعبر فيرث عن ذلك – كما نقل آدمز - مرة أو مرتين عن أسفه من أن "ضيق الوقت لم يكن يسمح لفرقه الميدانية بأن تفحص بعض المدافن الخربة التي لاحظوها على امتداد الطريق" (آدمز ص 89) ثم اختفت آثار ما فبل قسطل بين الشلالين الأول والثاني بعد عام 1969 تحت مياه بحيرة النوبة.

وتشير الدلائل من خلال ما تم اكتشافه من آثار مملكة قسطل – كما ذكر بروس وليامز – أن حكام مملكة قسطل كانوا على نفس مستوى معاصريهم في مصر العليا وانتصروا عليهم. (Williams, 2006 p179) وتؤيد روس رأي كرستوفر إهرت Ehert الذي يرى أن مملكة قسطل كانت قوية وربما كانت أقوى الدويلات الصغيرة في المنطقة في الفترة بين 3400 و 3200 ق م. ويمكن أن يُستشف من آثار الملوك المصورة أنهم غزو وحكموا مصر لبعض الوقت. وربما أمدنا ذلك – كما تعبر روس - بدليل أثري على أن ملوك مصر الأوائل كانوا من النوبة. (Ross, 74)

ويقول بروس وليامز أنه إذا اعتبرنا وجود أسرة ملكية في قسطل فإن نقش جبل الشيخ سليمان يكون لملوك قسطل وليس لملوك مصر. وأذا كان النقش يشير إلى انتصار قسطل أم لا، فإنه يشير إلى الصراع بين قسطل ومصر في عصر ما قبل الأسر. ويذكر وليامز أن هذا النقش ليس هو الدليل الوحيد الذي يشير إلى غزو ملوك قسطل لمصر في عصر ما قبل الأسر بل يوجد بعض ما يشير إلى انتصار قسطل على مصر العليا في المقبرة ل 19 و ل6 في قسطل. (Williams, 1986 p 171)

سقوط المملكة
هل نهاية أم تطور ثقافات و حضارات متتالية؟

هل انهارت واختفت ثقافة قسطل بعد سقوط المملكة؟ أو هل تلى سقوط المملكة تواصل ثقافات وحضارات متتالية في الألف الثالث قبل الميلاد؟
ليس هنالك توافق بين الباحثين حول تحديد تاريخ نهاية المملكة. وفي واقع الأمر هنالك خلط بين النهاية السياسية للملكة وبيين نهاية ثقافة قسطل وما قبلها وبخاصة بين الباحثين الذين ظهرت أبحاثهم قبل بداية كتابة بروس وليام عن المملكة عام 1980.

فقد ورد أن مملكة قسطل انهارت فجأة وهي في قمة مجدها بحملة عسكرية في عهد أول ملوك الأسرة المصرية ألولى، كما ورد أنها انتهت بحملة عسكرية في عهد الأسرة الثانية. وبعضهم يرى أنها انتهت في عصر الأسرة الثالثة أو الخامسة. ويرى البعض الآخر أن نهاية المملكة لم تكن فقط نتيجة الحملات العسكرية بل نتيجة فقدانها للسيطرة على التجارة مع مصر بقيام الدولة المصرية، وقد كانت تلك التجارة تمثل المورد الئيس لقتصادها. وترى رامبرساد أن غياب الأدلة الواضحة عن سقوط المملكة يجعل كل الآراء في نفس المستوى. (Torok 2009 p 50; Roy, p19, 46; Rampersad, p 223, 264; Lange, 1998, p 321).

ويرى بعض الباحثين أن الأدلة الأثرية توضح إمكانية بداية الصراع بين حكام مصر العليا وبين قسطل قد بدأ قبل الأسرة الأولى، واستشهدوا بذلك بنقشي جبل الشيخ سليمان باعتباره يصوران غزو حكام مصر ففي ترة ما قبل الأسر. (Torok, 2009 p 49-50; Roy, p 219)

وليس الغرض هنا عرض ومناقشة الآراء حول نهاية مملكة تاستي، وقد ناقشت ذلك بتوسع سامية بشير دفع اللة (ص 91-104) ونود هنا تسليط بعض الضوء على ما حدث بعد انهيار مملكة تاستي لأنه مرتبط بالفترة التي تلتها والمعروفة بثقافة المجموعة ج.

ما بعد سقوط المملكة

يرى الباحثون أن منطقة ما بين الشلالين الأول والثاني أصبحت خالية أو شبه خالية من السكان في الفترة الواقعة بين عامي 2800 – 2300 ق م. وافتراضوا أن الجزء الشمالي من النوبة السفلى كان مأهولاً على نحو خفيف في فترة 3150-2800 ق م وكان تحت الاحتلال المصري في آخر عهد ماقبل قسطل. والدليل على خلو المنطقة من السكان غياب المادة الأثرية في هذه الفترة منذ بداية الأسرة الأولى وحتى بداية الأسرة السادسة. (Torok 2009 p 51, 53; Lange, 1998, p317; Adams, William Y, p 189)

وقد اضطر سكان المنطقة بسبب الحروب المصرية – كما يرى الباحثون – إلى أن يهجروا المنطقة. فتحرك جزء منهم شمالاً في المرحلة المبكرة من عصر الأسر نحو مصر العليا. وربما ظل وجزء آخر باقيا ما بين عنيبة والشلال الثاني عرف من خلال المقابر التي صنفت بما بعد قسطل المتأخرة، وبالقليل من الفخار الذي عثر علية في بوهين شمال.

وقد اختفى التكوين المؤقت لهؤلاء السكان إما عن طريق الترسب والتآكل أو لم يتعرف عليه اآثاريون. أما بالنسبة لعامة سكان المنطقة فيمكن القول باطمئنان – كما عبر توروك - أنهم تحركوا نحو المنطقة الشرقية التي سكنها أسلافهم لفترة حيث كان المناخ لا يزال صالحاً للبدو أصحاب الماشية حتى 2400/2300 ق م. Torok 2009 p 54

ولا يجد رأي الخلو هذا تأييد كثير من الباحثين استناداً على الأدلة النصية والآثارية التي لا تتتفق مع فكرة الخلو. فالمصادر المكتوبة توضح وجود سكان في المنطقة بعد سقوط المملكة. فقد

تواصلت حملات حكام مصر على المنطقة بعد عصر الأسرة الأولى وحتى بداية عصر الأسرة السادسة (2890- 2345 ق م) (Rampersad, p 264; Adams, p 188 – 189)

تواصلت الحملات في عصر الأسرة الثانية بحملة الملك خع سخم كما ظهر فيما تبقى من لوحة النصر التي عثر عليها مهشمة وتظهر "صورة العدو المقهور على أمره ظاهرة وعلى رأسه العلامة الدالة على لفظة "ستي" وذكر سليم حسن أيضاً أنه ربما شيد ملوك الأسرة الثالثة حصون في منطقة الفنتين. (Torok, 2009, p 55 وسليم حسن ص 13، 16)

وفي عصر الأسرة الرابعة: شن الملك سنفرو - والد خوفو مؤسس الهرم الأكبر - حملة عسكرية كبيرة على السودان ذكر فيها أنه "دمر بلاد السود وأتى بـ 7000 أسير من الرجال والنساء و200ألف رأس من الماشية الصغيرة والكبيرة." (سليم حسن ص 16)

ووُجِدت في عصر الأسرة الخامسة آثار في منطقة توماس شمال وادي حلفا للملكين ساحورع واسي وأسماء موظفين تضمنت ألقاب المشرف على الجنود والمشرف على السفينة تشير إلى أعمال حربية وقعت في هذه المناطق. (سليم حسن ص 20)

وفي بداية عصر الأسرة السادسة وُجِد نقش في منطقة الفنتين يشير إلى تفتيش الحدود للوقوف على مدى قدراتها الدفاعية. وفي رحلته الثالثة أخضع حرخوف بلاد يام وتمحو. وذكر بيبي نخت أن جلالة الملك بيبي الثاني "أرسلني لأخرب بلاد ارثت ... فذبحت منهم عدداً عظيماً ومن بينهم أولاد الرؤساء والضباط المتفوقين من المحربين ... ثم أرسلني جلالته لتهدئة الأحوال في هذه الممالك" وكون القائد وني جيشا من مناطق ارتث ومزاوي ويام وواوات وكاو وبلاد تمحو. كما وذكر وني أن "أمراء ارثت وواوات ويام والمزاوي يوردون الخشب لصناعة السفن" (سليم حسن ص 21 و27 و30 و34 و36Torok, 2009, p )

ويرى المؤرخون أن السبب الرئيس وراء تلك الحروب هو الوصول إلى مصادر ثروات السودان المتنوعة مثل الذهب والثروة الحيوانية والغابية غيرها. ويقول عالم الآثار جيمس بيكي:

"أن المصري أصبح في الأيام الأخيرة من عمر المملكة القديمة [حتى عصر الأسرة 6] كما رأينا مراراً وتكراراً يعتبر النوبي بربريا وغير متحضر بالنسبة إليه. وحيث كان يرى بلاد النوبة بلاداً مجهولة لابد من الولوج فيها والسيطرةعليها واخضاعها بغية الاتصال بالسودان والانتفاع بمنتجاتها وخيرا تها" ويواصل بيكي " بيد أن رحلات أمراء وبارونات ألفنتين المستمرة إلى بلاد النوبة قد جعلت الشعب المصري يتعرف تدريجيا على خصائص تلك البلاد الواقعة وراء الشلال الأول" (جيمس بيكي ص 11)

كل تلك الحروب المتواصلة منذ بداية الأسرة الثانية وحتى بداية الأسرة السادسة (2890- 2345 ق م) حدثت في فترة الخلو المؤرخ لها بين عامي 2800 – 2300 ق م تدل دلالة واضحةعلى ضرورة وجود سكان في المنطقة النيلية بعد النهاية السياسية للمملكة. (Lange,1998, p 321)

وتدل تلك الحملات العسكرية المتواصلة على المواجهة التي كان يواجهها الغزاة من سكان المنطقة. كما تشير تلك الحملات العسكرية إلى ضرورة وجود وحدات سياسية منظمة تقاوم الغزو وتتصد المتكرر. وإذا صدقت أرقام أسرى البشر والماشية التي أوردها الملك سنفرو فتكون منطقة ما بين الشلالين الأول واالثاني مأهولة بالسكان وغنية بثروتها الحيوانية.

قسطل في مناطق غرب النيل (مرحلة منطقة لقية)

وُجدت الكثير من آثار أهل قسطل التي تؤيد وجودهم في المناطق الواقعة غرب النيل إبان وبعد سقوط المملكة على النيل. فقد عُثر على قبران في أدندان شمال وادي حلفا يرجع تاريخهما في الفترة الواقعة بين عامي 2800 و 2300 ق م. كما عُثر على إناء مصري في مستوطنات بوهين وكُبّان على النيل بالقرب من وادي حلفا التي يعود تاريخه إلى الفترة الواقعة بين عامي (2494 و 2345 ق م. (Lange,1998, P 317, 321)

ووُجدت آثار للملكين ساحورع واسي في منطقة توماس شمال وادي أدندان وأسماء موظفين تضمنت ألقاب المشرف على الجنود والمشرف على السفينة تشير إلى أعمال حربية وقعت في هذه المناطق. (سلسم حسن، ص 20)

وقد تناول الموضوع رقم 7 "أين نشأت ثقافة ما قبل قسطل" من سلسلة موضوعات فترة الثقافات المبكرة من تاريخ السودان القديم في صحيفة سودانايل بشيء من التفصيل القيام المبكر لثقافة ما قبل قسطل في منطقة لقية.

فقد شهدت بداية تسعينات القرن الماضي سلسلة من الأبحاث الجديدة لثقافة ما قبل قسطل، كمت أتت مادة ثقافية جديدة في مطلع القرن الحادي والعشرين من الأقاليم المجاورة لبلاد النوبة السفلى وبصورة خاصة من المناطق الواقعة غرب النيل. (Gatto b, p 62)

ويرى لانج أن حدود أصحاب ثقافة ما قبل قسطل (التي أسست مملكة تاستي) كانت تضم مساحات واسعة في الصحراء ناحية الجنوب الغربي. وكان تحركهم جنوبا وغربا لتوفر المراعي الجيدة كما في نبتا بلايا وبئر كسيبة وبئر طرفاوي، كما يمكن وجود مستوطنات لهم في منطقة لقية وواحة سليمة التي تمثل منطقة وسطى بين النيل والصحراء. ويبدو المزيد من البحث في منطقة لقية مهما وضروريا لتوفير المزيد من المادة الأثرية (Lange 2003p 122)

ودراسة المادة الأثرية التي تم التعرف عليها في منطق لقية يمكن أن تعيد تفسير آثار المنطقة وبخاصة المستوطنات التي كان يستخدمها رعاة المجموعة أصحاب ثقافة ما قبل قسطل أثناء الألف الرابع قبل الميلاد. وأن آثار منطقة لقية يمكن تعطي إجابة جديدة للتساؤل عن نهاية مملكة قسطل والخلو الآثاري بينها وبين ظهور أصحاب الثقافة ج على نهر النيل. (Lange, 2006 a, p 107, 113)

ويرى لانج انتماء منطقة لقية لمناطق استيطان أصحاب ثقافة ما قبل قسطل. (Lange. 2006-07, p 250) وربما كانت منطقة لقية ملجأ عند تعرضهم للأخطار الناجمة عن الهجوم العسكري المصري أو ضعف الموارد التجارية على النيل.(Lange 2003 p 123) فمنطقة لقية تقدم حلول جديدة لفترة الخلو (Lange 1998, p 322) ويرى لانج أن فترة الخلو هذه يمكن أن تمثلها بوضح منطقة لقية ولذلك أطلق عليها "مرحلة منطقة لقية"(Lange 2006 a. p113)

ونواصل ...

المراجـع
- أحمذ الياس حسين، موضوع رقم 6 "فترة الثقافات المبكرة من تاريخ السودان القديم" صحيفة سودانايل الالكترونية، منبر الرأي: 31 مايو 2022.
- جيمس بيكي، الآثار المصرية في وادي النيل: الجزء الخامي من فيلة إلى الخرطوم، ترجمة نور الدين الزراري، القاهرة: 1994.
- سامية بشير دفع الله، تا ستي: أقدم مملكة في تاريخ السودان، الخرطوم: دار المصورا للنشر والطباعة والتوزيع 2021.
- سليم حسن، تاريخ السودان المقارن حتى عصر بيعنخي، القاهرة: شركة نهضة مصر للطباعة والنشر ب. ت.
- Adams, William Y, (1995) “Doubts About the Lost Pharaohs” Journal of the Near Eastern Studies” Vol. 44, No. 3, July, 185 – 192.
- Gatto, 2006 b, . Maria Carmela, 2006 b “The Nubian A-Group: A Reassessment” ARCHEONIL no. 16-December, p 61 – 76.
- Lange, M. 1998.”Wadi Shaw 82/52: A Predynastic Settlement Site in the Western Desert and the Relations to the Nile Valley”. Nubian Studies. Proceeding of the Ninth Conference of the International Society of Nubian Studies. August 21-26. Boston Massachusetts. 315-324.
- Lange, Mathias 2003, A-Group settlement Sites from the Lagiya Region (Eastern Sahara, Northwest Sudan), Studies in African Archaeology, 8, Posnan Archaeological Museum, 106-127.
- Lange, Mathias 2006 a “The Archaeology of the Laqiya Region (NW-Sudan): Ceramic, Chronology and Culture” in Caniva, I. and A. Roccati (eds.) Acta Nubica,. Proceedings of the 10th International Nubian Studies, Rome2006, proceedings of the X International Conference of Nubian Studies, Rome: 9 – 14 September 2002, pp 107 – 115
- Lange, Mathias (2006-2007 “Development of Pottery Production in the Laqiya-Region: Eastern Sahara” CRIPEL, 26). 243 – 251.
- Rampersad, Sabrina Roma, 1999, the Origin and Relationships of the Nubian A-Group. A PhD thesis, dept. of near and Middle Eastern Civilizations, University of Toronto.
- Ross, Larry, 2013, Nubia and Egypt 10 000 BC to 400 AD, New York: The Ewin Mellen Press.
- Torok, Laszlo 1997 The Kingdom of Kush: Handbook of the Napatan-Meroitic Civilization, Leiden-New York-Koln:
- Török, Laszlo 2009 Between Two Worlds The Frontier Region between Ancient Nubia and Egypt 3700 BC – AD 500 by Leiden • Boston.
- Williams, 1980, “The Lost Pharaohs of Nubia’ Archaeology, Vol. 33, No. 5, September/October, 12-21.
- Williams, Bruce, 1986, The A-Group Royal Cemetery at Qustul Cemetery L”The University of Chicago.
- Williams, Bruce 2006, “A-Group society in the Context of Northeast Africa” Studies in African Archaeology 9. Poznan Archaeological Museum, 177 - 194.
- William, Bruce, 2011 “Relations between Egypt and Nubia During Naqada Period” in Leeter, Emily (ed.) Before the Pyramids, Chicago: the Oriental institute of the university of Chicigo.
////////////////////////////

 

آراء