فولكر بلطجي كبير

 


 

 

من الأساليب المتبعة عادة في المنظمات هو حرق الفلوس buring down money عندما تكون هذه الفلوس موجودة في حساب المنظمة ولم تتمكن من صرفها وفق الجدول الزمني المحدد وحسب الأنشطة المخصصة لها، هنا وكنوع من الخديعة تقوم المنظمة باختلاق أي نشاط او أنشطة سريعة على نهاية السنة ليتم صرف تلك المبالغ حتى يكتب في التقرير الختامي بأنه تم صرف كل المبالغ مما يؤشر على نجاح المنظمة في الايفاء بكل التزاماتها وليتسنى لها طلب مبالغ أخرى من المانحين...
السيد فولكر عمليا يقوم بنفس المخادعة بصورة مختلفة في النوع، فبعد فشله في أهم بند من مهمته وهو حماية الانتقال ودعمه، ووصول حالة الإنتقال أمام ناظريه لإنقلاب. وانفراط عقد تجربة الإنتقال وتحول المشهد برمته لحالة منازعة على السلطة بين جنرالات مسيطرين عليها وشارع مضطرم يموج بالغليان الثوري. ولما لم يكن بمقدور فولكر لجم الانقلابيين بادانتهم، ولما لم يستطع كذلك أن يوقف المد الثوري... لجأ لذات مبدأ "الحرق" بطرح مبادرة يختلف الناس جراءها ويختصموا بلا ملامح ولا رؤية ولا أهداف، غير أنها تمكنه من أن يرفع تقرير لرئيسه بأنه قد قام بكل ما لزم أن يقوم به ويكون بذلك قد ضمن لنفسه نوعا من "النجاح" يبرر به بقائه كموظف أممي بكامل امتيازاته. فإذا ما تم قياس اداءه بناءً على أسس الإدارة القائمة على النتائج لكان صفر كبير. ولتضمن التقرير في خاتمته أن هذا الموظف بلطجي كبير.
د.محمد عبد الحميد
//////////////////////

 

آراء