في سيرك الانتقالية: أبو هاجة .. مستشار بـ”ماكينة” رئيس !!

 


 

 

مجموعة مسلحة أعاقت عمل الشرطة والاستخبارات ومنعتها من وضع حواجز أمنية ، وأنها أزالت حواجز وضعت لإغلاق الطرق للمواقع السيادية. هذه ليست إشاعة مغرضة أو تخرصات من مندسين وخونة وعملاء يحاولون النيل من هيبة القوى الأمنية، وإنما هو بـ"ضبانته" تصريح لوالي ولاية الخرطوم!.
ورغم هذا العجز والفشل والاستخذاء في مواجهة "مجموعة مسلحة"(هكذا! مبنية على المجهول)، غير معروف تتبع لمن أو لأي جهة (ربما من كوكب المريخ). مثلها مثل القوات الفضائية التي تهبط فجأة، فتقتل وتحرق القرى وتغتصب وتقوم بتهجير سكانها في غرب السودان.
بدلاً من التعليق على هذا الحدث، أو على أقل تقدير، تنوير المواطنين عن هذا الخرق الأمني الجلل، متجاوزاً دلالاته الخطيرة، يخرج مستشار رئيس مجلس السيادة، العميد الطاهر ابوهاجة بتصريح سياسي، مهدداً من تأخر اتخاذ القرار بحل الحكومة، قائلاً: إن لم يصدر القرار الصعب اليوم فسيكون عصيا غداً حتى القرار الأصعب.
وقطع أبوهاجة بأن الحكومة الحالية حلت نفسها "بيدها، و أصبحت بلا مهام ولا كفاءات ولاأهداف، مُنذ أن فارقت الوثيقة الدستورية، وحلت الحبل الذي يربطها بالشعب" (1).وأنها مسؤولة عن تدهور الأوضاع في البلد ... وووو.. الخ هذا الهراء الذي أطلقه دون حياء.
ولك أن تسأل في حراج السلطة الانتقالية: ما هي وظيفة أبو هاجة؟. وهل تخول له وظيفته كمستشار للبرهان أن يدلي بتصريحات سياسية تفتي بحل الحكومة، وتتضمن تهديد السلطة التنفيذية ورئيسها؟.
وإلى من يُنسب رأي المستشار حين يطلق مثل هذه التصريحات؟. وعلى رأي من تعبِّر؟.
هل يعبر عن مجلس السيادة كمؤسسة سيادية؟.
أم عن رأي رئيس المجلس تعبر هذه الآراء؟.
فإذا كان يعبر عن رأي رئيس المجلس أليس من المفترض كان أن يوضح هذا في تصريحه الصحفي؟.
وإذا كان يعبر عن رأيه الخاص أليس من المفترض كان أن يتقدم باستقالته أولاً، ومن ثم يكون حراً مثله أي سياسي أو ناشط سياسي، وليس مستشاراً لرئيس السلطة السيادية؟. أم أنه يجهل حدود وظيفته الاستشارية لمنصب سيادي؟ ويجهل أيضاً طبيعة السلطة السيادية التي يفرض عليها الحيادية في علاقاتها بالسلطات الأخرى وتعاليها على التجاذبات والصراعات السياسية؟.
وفي النهاية ليس العتب على أبو هاجة، وإنما على من عيَّنه مستشاراً له. لأن من وضعه في هذا الموقع – وأعني به رئيس مجلس السيادة – نفسه غارق حتى شوشته في التجاذبات، ومنخرط لأذنيه في الصراع السياسي مع الحكومة. لذا لا تعجب إذا رأيت مستشاراً (مركِّب مكنة رئيس) ونزل حراج السياسة بجلباب ناشط سياسي، يروج لتيار سياسي ويجاهر بعداءه لتيار آخر.
فـ(كله في سوق الله أكبر) جائز ومباح!!.

(مصادر وهوامش)
(1) صحيفة السوداني، بتاريخ، 15 أكتوبر, 2021

izzeddin9@gmail.com

 

آراء