في معني الكرامة وهل الوطنية هي أن تدعم بلادك في جميع الأوقات، وجيش بلادك عندما يستحق ذلك؟

 


 

 

الكرامة في السياق الحالي للدولة السودانية هي حق اي مواطن سوداني في أن تكون له قيمة وحقوق ادناها حقوق الانسان الاساسية وأن يُحترم لذاته، وأن يُعامل بطريقة أخلاقية.

فهل حرب الجيش و ربيبته الدعم السريع اشتعلت لحفظ وتمكين تلك الحقوق؟ ام ان المواطن وحقوقه اهون من اعتبارها بالنسبة للطرفين ؟

اذا هل هي معركة كرامة فعلا ؟

الان دعنا لننتقل الي مسألة الجدل الذي يدور بين الناس حول هل الجيش السوداني كمؤسسة وطني ؟ هذا السؤال الذي افرزته حرب مدينة الخرطوم بين الجيش وذراعه الباطشة الدعم السريع.

الوطنية تعرف علي انها خليط من التعلق العاطفي والولاء والانتساب لأمة محددة أو منطقة جغرافية بالاضافة الي قلق وحرص علي مصالح الامة. يمكننا القول ان التعلق غريزي فجميع السودانيين دون فرز لديهم درجة من التعلق بالارض والمنطقة الجغرافية التي ينتمون لها ولكن هل السودانيين افرادا وجماعات ومؤسسات قلقون علي المصلحة العامة؟

يوجد نوعين من الوطنية الوطنية السلطوية وفيها
يتوقع من المواطنين الولاء الكامل والغير مشكوك و اتباع القادة والامتثال لهم بطريقة غرائزية وغير مشروطة و غالباً ماتتجاهل أوجه القصور والعيوب والشقاق الاجتماعي داخل الأمة والنوع الثاني الوطنية الديمقراطية و فيها يكون ولاء المواطنين للقيم والمثل العليا والمبادئ التأسيسية مثل الحرية والسلام والعدالة والمساءلة والشفافية واحترام وسيادة القانون واحترام والخضوع للدستور والمؤسسات الدستورية وسيادة الشعب. في الوطنية الديمقراطية اتباع القادة مشروط بالالتزام بالقيم والمثل والمبادئ العليا الديمقراطية المتفق عليها.

لنعود لمقاربة عن السؤال والجدل الشعبي حول هل الجيش كمؤسسة وطني ؟

ان تقييم المؤسسات ليس كمثل تقييم الافراد من ناحية الوطنية فمثلا التعلق العاطفي ليس من سمات المؤسسات ولكن يمكن تقييم الحرص وتغليب المصلحة العامة. ولتقييم تغليب المصلحة العامة نحتاج الي الرجوع الي مهام ووظائف وقيم المؤسسة عند التأسيس و الي اي مدي قامت بوظائفها والتزمت بقيمها؟

بالاضافة لوظائف الدفاع ضد الاعداء وحماية الحدود والسيادة فان قيم المؤسسة تشمل الواجب والشرف والوطن.

يمكن القول ان الجيش حقق نجاحات وعاني من اخفاقات فبينما قام بواجب الحماية في بعض الجبهات اخفق في جبهات اخري في حلايب وشلاتين والفشقة.

علي ان اكبر اخفاقات الجيش تتمثل في الاتي :

(١) كثافة النشاط السياسي والتجاري مما كان له بالغ الاثر في تعطيل عجلة الاقتصاد وعجلة العملية السياسية.

(٢) دعم الجيش لتكوين دولة داخل دولة وجيوش موازية بميزانيات وعلاقات دولية خارجية وتسليح متقدم منها هيئة العمليات والدعم السريع.

(٣) سيطرة مجموعة تدين بالولاء التام لحزب المؤتمر الوطني علي مراكز القرار والسيطرة والتحكم في الجيش مما جعل الجيش اداة ووكيل توظفه تلك المجموعة لخدمة اغراضها السلطوية والسياسية ففقد الاحترافيه والمهنية.

(٤) الارتزاق بالمشاركة في حروب خارجية لمصالح دول اخري مقابل المال .

(٥) حادثة فض الاعتصام اشتراك قادة الجيش في عمليات فض الاعتصام التي اشتملت علي اعمال قتل وسحل واغتصاب للمدنيين المعتصمين امام مبني القيادة العامة.

(٦) المساس بالامن القومي والاقتصادي حيث انتشر في الاخبار اخبار قيام قادة الجيش بعمليات رشاوي لرجال الادارة الاهلية للاضرار بالاقتصاد والامن القومي ومنها علي سبيل المثال حادثة اغلاق طريق بورتسودان و الموانئ وخنق الاقتصاد.

(٧) التواطؤ مع المؤتمر الوطني المخلوع ومليشياته مما سمح بقنص المتظاهرين والقتل الممنهج للمحتجين واطلاق وتسليح عصابات النقرز .

(٨) الانقلابات المتعددة علي الحكومات الشرعية واعتقال قادة الحكومة المدنية مثل الدكتور عبدالله حمدوك.

(٩) تمكين الجيوش داخل المدن وحرب المدن الشاملة.

كل ماذكر من حيثيات واخفاقات يدلل علي فشل ذريع قد يرقي الي خيانة وظائف المؤسسة التاسيسية وقيمها من الواجب والشرف والوطنية.

هذا التقييم للمؤسسة وليس للافراد وهو لاينفي وجود افراد في المؤسسة ملتزمون بالقيم والمهام التأسيسية للجيش كما لا ينفي العكس.

لمارك توين مقولة يمكن معالجتها لتلائم السياق المحلي وتصلح ان تصفه وهي ان ( الوطنية هي أن تدعم بلادك في جميع الأوقات، وجيش بلادك عندما يستحق ذلك). وهذا ينسجم مع موقف هانتينجتون من الجيش حيث يتحفظ على تعريف الجيش بانه مؤسسة الدولة صاحبة التفويض الشرعي في ادارة العنف بل يقول التعريف الانسب للجيش هو المؤسسة التي تلتزم بالخضوع للحكم الليبرالي الديمقراطي مع احترافيتها ومهنيتها الخاصة كامر ضروري. وتعريفه درس مستفاد من المانيا النازية التي استخدم الجيش فيها كبغي بواسطة الة الايديولوجية النازية وهذا يشابه الي درجة ما جيشنا الحالي الذي ينحاز او يعمل كوكيل لحزب ايديولوجي كما هو اداة لتقويض اي نظام دستوري يجعل السلطة في يد الشعب.

# النقد البناء افضل وسيلة للبناء والاصلاح
# لا للحرب
# ادعم نظرية التغيير في الجيش والدعم السريع التي تعتمد علي رؤية عناصرها وحدة قوات الشعب المسلحة دمج ومعالجة الدعم السريع وغيره من الجيوش و ادخال قيم ومبادئ تأسيسية تلزم الجيش والدعم وغيرهما بالخضوع للحكم الديمقراطي وليصبح الجيش الوطني اكثر مهنية واحترافا
# لا ادعم استمرار الحرب لانها غير شرعية.
# نعم للحلول السلمية التفاوضية ولا للعنف

شريف محمد شريف علي
٢/٦/٢٠٢٣

sshereef2014@gmail.com

 

آراء