قادة حركات الكفاح المسلح… جهزوا أمتعتكم !!

 


 

 

(1)

في 29 ابريل 2015 أقدم الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز على عزل أخيه غير الشقيق الأمير مقرن من ولاية العهد بزعم الإستقالة الطواعية لصالح ابن اخيه محمد بن نايف.

الطيار الحربي و صاحب أكبر مكتبة شخصية في الشرق الأوسط مقرن بن عبدالعزيز كان سيصبح أكثر الملوك الذين مروا على العربية السعودية معرفة و تعليماً و تثقيفاً.

لكن محمد بن نايف الذي بارك عزل عمه بطمع إبقاء المُلك في بيت السديريين شرب من نفس الكأس عندما أزيح بعد عامين فقط لصالح ولي العهد الحالي محمد بن سلمان ليختفي الاول عن الأنظار و للأبد.

(2)
رغم جهود الجبارة التي بذلها رئيس وزراء حكومة الثورة الدكتور عبدالله حمدوك الا ان أداء حكومة ال قحت كان دون تضحيات الشهداء و دون طموحات الثوار.

لكنها أسست لبنيان دولة مدنية مكتملة الاركان.

و من ثمارها إتفاقية جوبا للسلام مع حركات الكفاح المسلح؛ رغم تغول الجيش تحت مظلة مجلس السيادة.

ما كان يدري محمد الحسن التعايشي و زملاؤه من اعضاء مجلس السيادة السابقين بأنهم مجرد سكيرتارية للإنقلابيين العسكر عندما كانوا يواصلون الليل بالنهار لصياغة بنود ذلك الإتفاق.

(3)

أحزنني وقوف حركات الكفاح المسلح مع الإنقلابيين عبدالفتاح البرهان و محمد حمدان دقلو.

و في ذلك كتبت مراراً. لأن الثورة الشعبية هي التي أتت بالسلام رغم عيوبه البنيوية.

و ذلك عكس ما يزعم به قادة تلك الحركات بأن سلاحهم هو ما أوجد إتفاق السلام ، و الذي لم يجلب السلام و لا الأمن و لا الإستقرار لسكان معسكرات النزوح و المعاناة هناك في دارفور .

بل تعرض المدنيون بالمناطق التي ظلت آمنة خلال العقدين السابقين لجرائم قتل و حرق و تهجير أكثر بشاعة من ذي قبل ، في الوقت الذي يحكم فيه قادة تلك الحركات الأقليم بأكمله.

(4)

المثير للإشفاق هو ما يطلقه قادة الحركات من تهديدات جوفاء بالدخول في الحرب في حال إلغاء أو تجميد اتفاقية جوبا ذات مسارات الأخطبوط .

من الأجدر لقادة حركات الكفاح المسلح توفير تهديداتهم و قوتهم المزعومة لحماية المدنيين المستضعفين الذين مازالوا يتعرضون للقتل و التهجير من قبل حليف و بالأحرى كفيل حركات الكفاح المسلح السيد محمد حمدان دقلو.

(5)

الذي عجز قادة حركات الكفاح المسلح فهمه ان الضامن الوحيد للسلام هو الحكم المدني الديمقراطي الذي اشتركوا في وأده مع ثنائي الانقلاب حميدتي و البرهان.

عليهم ان يدركوا بأنهم أمام أمهر مراوغ مر على ليست المؤسسة العسكرية وحدها فحسب بل على تاريخ السياسة السودانية.

عبدالفتاح البرهان الذي سقي جميع من حوله من كأس الخداع و الخيانة ؛ آخرهم الأعضاء المدنيين لمجلس سيادة الانقلابي.

فليجهز قادة حركات الكفاح المسلح أمتعتهم دون هرج أو ضوضاء لأن مهمتم قد انتهت .

(6)

ثمة نصيحة في الهواء الطلق ، علها تجد أذن قائد الجيش؛؛

أخي الفريق أول عبدالفتاح البرهان:

مع التحية و الاحترام

قد إكتملت الحلقات فلا مناص أمام الوطن غير إرجاع الأمور الي ما قبل 25 أكتوبر و ذلك بعودة مجلس السيادة بأطرافه الثلاث( العسكريين ، المدنيين و ممثلي حركات الكفاح)

و عودة الحكومة المدنية بقيادة رئيس وزراء الثورة الدكتور عبدالله حمدوك.

بعدها يدخل الجميع( بإستثناء حزب المؤتمر الوطني المحلول) في حوار وطني شامل لإقامة العدل و بسط الأمن و إحلال السلام و التأسيس لبناء دولة مدنية تقوم على أمن و سلامة و وحدة السودان و السودانيين.

هذا أو الطوفان (لا سمح الله به).

إنها ثورة حتى النصر

د. حامد برقو عبدالرحمن

NicePresident@hotmail.com

 

آراء