لا يزال العرض مستمرا ..!!

 


 

 

مناظير
drzoheirali@yahoo.com


* لماذا يفرض علينا المصريون ان تكون حلايب منطقة تكامل، ولماذا لا ينسحبون منها اذا كانت نيتهم حسنة تجاهها ويريدونها بالفعل منطقة تكامل بينهم وبيننا، ولماذا علينا دائما ان نقدم التنازلات ونقبل بالحلول التى تقترحها مصر ثم تتقاعس عن تنفيذها ونظل نحن موضوعين على لائحة الانتظار والنسيان الى ان تتكرم علينا المحروسة باقتراح جديد حسب الحاجة لتدور الدورة ( الاستكياشية الاستعلائية ) المصرية مرة أخرى ويظل المصريون يتلاعبون بنا ويستصغروننا ويسخرون منا  ويتعاملون مع السودان كمجرد بوابة لهم ، ومعنا كـ( بوابين ) ؟!

* ورغم كل ذلك فان حكومتنا يتعامل معهم وكأنهم أسيادنا .. مرة تتقدم بالدعوة الكريمة لـ( مليون) فلاح مصرى  للهجرة والاقامة بالسودان وتعميره، ومرة تعلن تبرعها بـ( مليون ) فدان لخريجيهم ليعمروها، ومرة تتبرع لهم باللحوم المجانية التى تدفع الدولة السودانية قيمتها من ميزانيتها المنهارة بينما شعبنا يعانى من العطالة والفقر وضنك العيش وسوء الحال ولا يجد من يسأل فيه أو ينظر اليه مجرد نظرة شفقة وعطف، دعك من دغدغة مشاعره بتبرعات مزيفة ووعود كاذبة .. ؟!

* وليت المصريين يقدرون هذه الاريحية السودانية دعك من القبول والعرفان، فرغم كل الدعوات التى قدمتها الحكومة السودانية للمصريين بالهجرة لتعمير السودان، او التبرع لهم بالمساحات الشاسعة من الأراضى الزراعية الخصبة وغيرها من الخيرات السودانية ، وتقديم الدعم اللامحدود لهم فى قضية المياه على حساب شعبنا وعلاقاتنا بجيراننا الأفارقة ، فلم نر مصريا واحدا يلبى الدعوة الكريمة أو يثنى على السودان أو حتى يتفضل على مسامعنا بعبارات المجاملة، بل ما زال المصريون ــ حكومة ومستثمرين وشعبا ــ ينظرون نحونا باستعلاء وازدراء ويقابلون اريحيتنا بسخرية ويعتبرون بلادنا مجرد غابات تسرح ونمرح فيها القرود  ينما لا تزال حكومتنا تطبل لهم وتصدق حديثهم المعسول عن التكامل المزعوم وخرافة الحريات الاربعة التى تفرض على المواطن السودانى ( دون بقية المواطنين العرب جميعا)  الحصول على تأشيرة لدخول مصر، بينما تسمح لاى مصرى ان يدخل السودان معززا مكرما فى اى زمان ومكان ومن اى معبر بدون قيد او شرط ، بل وتضرب له حكومتنا ( تعظيم سلام ) .. أليس من حق المصريين بعد كل هذا التصغير لأنفسنا ان يتعالوا علينا ويسخروا منا ؟!

* الواقع الذى يفرض نفسه هو ان مصر تعتبر حلايب منطقة مصرية وملكا حرا خالصا لها، والدليل على ذلك ما يوجد على أرض حلايب من مظاهر سيادة مصرية كاملة من سلطات محلية ومدارس وشرطة ونائب فى البرلمان المصرى ونقاط حدودية يرتفع عليها العلم المصرى ويحميها الجيش المصرى، وخرائط فى ملفات المنظمات الأممية تعتبر منطقة حلايب جزءا لا يتجزء من جمهورية مصر، بينما تتمسك حكومتنا بمسرحية اسمها ( التكامل) لتخدعنا بها  وتغطى عجزها وقلة حيلتها !!

* إذا افترضنا ان حكومتنا كانت تخشى فى السابق من جبروت وبأس مبارك، فما الذى يخيفها الان بعد رحيل مبارك، ام انها تعتقد ان عصام شرف ومحمد بديع والسيد البدوى سيحمونها من مصير مبارك إذا ثار  عليها الشعب ؟!

جريدة الأخبار، 24 مايو 2011

 

آراء