لِم تقحمون طفلاً في معمعتكم..!

 


 

 

تأمُلات
. أستحلفكم بالله ونحن نعيش آخر أيام هذا الشهر الفضيل أن يبلغ كل منكم رسالة هذا المقال لأكبر عدد ممن يحيطون به.

. فالأمر ليس هيناً ويحتاج منا لوعي وتروٍ، فالملاحظ أننا بقدر ما استفدنا من وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أسأنا استخدامها أيضاً.

. وسبب ذلك هو لهثنا المستمر وراء كل خبر واستعجالنا في تحقيق السبق وكأن كل منا يملك جريدة يريد لها أن تستقطب أكبرر عددٍ من القراء لتحقق أرباحاً وفيرة.

. ما الذي يجنيه المتعامل مع وسائل التواصل بالله عليكم حتى يستعجل الواحد منا بهذا الشكل ولا يفكر ولو لثانية واحدة في فوائد وأضرار ما يتأهب لنشره.

. قضية الطفل سفيان على سبيل المثال ما كان لها أن تصبح قضية رأي عام لو لا لهثنا المستمر وراء (الشمار)، سيما أن الأنباء تفيد بمرض والده الذي أصاب هذا الصغير بضرر بالغ.

. فما جدوى تداول هذه القصة بهذا الشكل الكثيف، وكم هو حجم الضرر على هذا الصغير!

. قد يقول قائل أن الهدف كان استقطاب دعم الخيرين لعلاج الصغير وتنبيه المجتمع لبعض المخاطر.

. وفي رأيي أن الهدفين يتقزمان أمام حجم الضرر الناجم عن النشر.

. الخيرون كان بالإمكان استقطاب دعمهم بوسائل أخرى عديدة، كأن ننشر قصة الطفل دون الخوض في معلوماته واسمه أو تداول صورته.

. وأما تنبيه المجتمع لبعض المخاطر فلا محل له من الإعراب طالما أن والده يعاني من مشاكل نفسية.

. والأدهى والأمر في هذه الحادثة هو استغلالها من قبل بعض المرضى من الكبار الذين يقحمون الصغار في معمعتهم دون التفكير فيما يمكن أن يصيب هؤلاء الصغار من أضرار نفسية.

. فما فعله رئيس نادي المريخ حازم غريب الأطوار أمر مخجل ومحزن، لكنه يليق بمثل هذه الشخصيات الهلامية التي صنعها الكيزان من العدم.

. ولو لا جهلنا وتسطيحنا وتداولنا للألقاب المجانية من شاكلة " قنصل" و "دكتور" التي صرنا نلحقها بإسم كل من هب ودب لما وجد أمثاله الفرصة ولما تضخمت عندهم الذات بهذا الشكل المؤذي.

. لهذا استغرب عندما يكتب أحدنا ما يفيد بأنه انخدع في حازم ولم يكن يتخيله كذلك.

. تنخدع ليه في شخصية جاءت من العدم!

. صحيح أن هذه الفئة صنعها الكيزان، لكننا كمجتمع ساعدناهم كثيراً وقبلنا بهم كزعماء وقادة لبعض مؤسساتنا.

. حازم هذا مجرد قنصل فخري لدولة بنغلاديش، لكن لأن الكثير من إعلاميي هذا البلد ضعاف نفوس لا تهمهم سوى جيوب الأفراد فقد أصروا على الدوام على إلحاق هذا اللقب بإسمه حتى اختلط الأمر علي البعض وظنوا أن الرجل دبلوماسي.

. وهو ذات حال وضع لقب الدكتوارة الفخرية التي منحها بعض مسئولي مؤسساتنا التعليمية عديمي الضمير لمن لايستحقون.

. فالدكتوراة الفخرية لا تضاف لإسم من يحصل عليها، لكن ماذا نقول في إعلاميين لا يحترمون مهنتهم وتكون النتيجة تضليل الناس.

. خلاصة القول أن بعض القصص والأخبار يكون التكتم عليها أفضل من نشرها لكونها لا تخدم العامة، وفي ذات الوقت يؤذي النشر أصحابها.

kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////

 

آراء