ما بين عودة طالبان وأحلام الكيزان

 


 

محمد الربيع
30 August, 2021

 

————————————
لم أنس وحش القصر إذ رِيعَ سربه - وإذ زَعُرَت أطلاءه وجآذره
وإذ صبح فيه بالرحيل فهتكت - علي عجلٍ أستاره وستائره
فما قاتلت عنه المنايا جنوده - ولا دافعت أمواله وزخائره
،،،، البحتري ،،،،

✍️ما أن سقطت العاصمة الأفغانية كابول علي أيدي حركة طالبان التي بسطت سيطرتها الكاملة علي أفغانستان بعد عقدين من النضال المرير ضد قوات الإحتلال الأمريكي والجيش الأفغاني (المرتزق) الذي تم تدريبه علي أيدي المارينز الأمريكي، والفرار الجبان للرئيس الأفغاني أشرف غني الذي آثر السلامة لنفسه فقط كما فعل التونسي زين العابدين بن علي، حتي بدأ الكيزان الساقطون (المصابون بدوار السقوط المدوّي) يتحدثون عن إمكانية عودتهم لسدة الحكم أسوة بحركة طالبان المتطرفة ووجدوا هذه المناسبة لتشبيه حكومة (الموظف الأمريكي) أشرف غني التي كانت محروسة من قبل المارينز بحكومة الثورة! وقال آخر : إذا سقطت حكومة أشرف غني التي جاءت علي ظهر دبابة فكيف بحكومة حمدوك التي جاءت علي ظهر "تغريدة"! وقال بليد ثالث : إن طالبان لم تخضع لإبتزاز أمريكي كأن تطالبها أمريكا بدفع تعويضات لضحايا الهجمات الإرهابية أو الإعتراف بإسرائيل كما فعلتها مع حكومة الثورة بقيادة حمدوك!!!

?كل هذه الهرطقات المضحكة لا تصدر إلا من شخص بليد ممعنٌ في الغباء الفطري لعدة أسباب :،،،
أولاً : إن حركة طالبان هي حركة وطنية (غض الطرف عن منهجها)، تقاتل ضد قوات أجنبية محتلة لأراضيها كما قاتل المجاهدون من قبل القوات السوفياتية في الثمانينات من القرن الماضي وعندما وصلت الحركة للسلطة في العام 1996 أسقطتها أمريكا بعد أربعة أعوام وظلت تدافع عن ترابها حتي إنتصرت بعد عقدين من النضال، أما نظام الكيزان فقد أسقطه الشعب السوداني بثورة تدرّس للأجيال والأمم تنظيماً وإدارة ونضجاً قادها شباب وطنيٌ أسطوري قدّم روحه فداءً للوطن وللحرية والسلام رافعاً شعاره الخالد (حرية، سلام وعدالة)
ثانياً فإن حكومة العميل أشرف غني وجيشه الفاسد هي التي تشبه نظام الكيزان وفساده وكذلك كتائب ظله الذين تم تغذيتهم وتربيتهم بأموال السحت والحرام فنشأوا علي الفساد وحب الدنيا وملذاتها لذلك هرب جيش أشرف غني بكل عتاده من وجه مقاتلي طالبان المدججون بالإيمان والإرادة كما هرب كتائب ظل الكيزان (الملثمين) وبكل أسلحتهم أمام جبروت وإصرار شباب الثورة (شفاتة وكنداكات) لأن الباطل لن يقوي علي منازلة الحق مهما إمتلك من قوة وعتاد!!

☀️ثالثاً، إن الذين يتحدثون عن الإبتزاز الأمريكي لحكومة الثورة بدفع التعويضات لأسر الضحايا مقابل رفع الإسم من اللائحة السوداء وإعفاء الديون، نسألهم : من الذي ورطنا بحماقاته وفساده في مستنقع الديون وتبعات الأعمال الإرهابية هذه؟ ألم نجد وطناً مكبلاً بسبب سوء أفعالكم وحررناه؟ ألم نجد قائمة العقوبات هذه كانت عقاباً جماعياً لشعبٍ بريء بسبب تطرفكم وإرهابكم الدولي وغباءكم المركب؟ ألا يعني عودة السودان للمجتمع الدولي وإعفاءه من الديون عن إنتصارٍ لدبلوماسية حكومة الثورة؟ ألم تعيد حكومة الثورة كرامة السودان المهدورة في عهدكم القميء ؟؟

✍️يجب أن تعلموا بألا شبهٍ يوجد بين حركة طالبان التي قتلت حوالي أربعة آلاف من الأمريكيين وبين نظام فاسد جبان يهتف بشعارات لا يؤمن بها (أمريكا - روسيا قد دنا عذابها) والأمريكان ليكم تدربنا!! ثم أصبح نظام عميل لأمريكا (وسلمه ملفات إخوته الأسلاميين) وفصل الجنوب وفي الأخير هرول إلي روسيا يبكي ويطالب بالحماية من أمريكا ومن قبل ترك الفشقة وحلايب وشلاتين وباع أراضي السودان للأجانب ودمر المشاريع القومية و و الخ كما أن قادة طالبان صادقون ومتقشفون لكنكم نظام فاسد إتخذ الدين طريقاً للدنيا فقط وولغتم في المال الحرام وتطاولتم في البنيان وتبعتم شهوتي البطن والفرج حتي أتاكم اليقين!
أما حكومة أشرف غني وجيشه الفاسد الذي أنفقت عليه مئات الملايين وفي الأخير لم يتمكنوا من حماية القصر الرئاسي فهم يشبهون كتائب الظل الفاسدة التي دربتموهم لمدة ثلاثين عاماً وفشلوا حتي في حماية (ميدان بُرّي الدرايسة)
فالباطل لن ينتصر أبداً "أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون"
وأحيراً فإن حكومة حمدوك أتت بها ثورة وطنية شعبية أسقطتكم رغم أنفكم وهي محروسة بالشعب وأبناءه التروس وأنتم مثل حكومة أشرف غني الذي هرب مع كبار ضباطه إلي طاجيكستان كما هربتم إلي تركيا وكلكم إلي الجحيم لأنكم عملاء للغرب! فأتركوا أحلام الواهمين.

 

m_elrabea@yahoo.com

 

آراء