مبادرة إضاعة الوقت ودس المفاتيح..!

 


 

 

توحيد هاتين المبادرتين (مبادرة مولانا ومبادرة الشيخ) هو دمجٌ نتيجته صفر كبير من الأصفار التي على الشمال والتي لا تفلح فيها معادلات السلب ولا الإيجاب.. وهو صفر تلفظه (خوارزميات الثورة) وستذهب مثل هذه المبادرات بشقيها أو في حالة دمجها إلى مكانها من الهوامل التي لن تستطيع عبور طريق الوعي الشعبي الذي يسود الآن الساحة السودانية ..!!
وكما ذكرنا بالأمس فإن الوصول إلى هذه الحقيقة البديهية تكفيه نظرة واحدة عجلى إلى من يقفون خلف هذه المبادرات..بل ربما ساعد توحيدها في توضيح عدم جدواها (قبل الدمج وبعده)..! فتلك محاولات ميتة لا تنهض على ساق..ولا تنتظر غير دفنها في طي النسيان لتلحق بما سبقها من محاولات مهيضة من ذات المصادر وذات الشخوص وبنفس الطريقة التي يحاول عبرها الانقلاب الوصول إلى بغيته من خلال أشخاص آخرين يطلق عليهم صفة الشخصيات القومية والقيادات الوطنية والزعامات الأهلية إلى آخر قاموس الإفك...! هذه مبادرة مصيرها أن تلحق بسابقاتها وتشبع موتاً (يا عاقد الحاجبين/على الجبين اللُجين/ إن كنت تقصد قتلي؟/ قتلتني مرتين)..!!
متى يتعظ هؤلاء القوم بالفشل المتكرر والمحاولات البائسة لخديعة الناس والتخفّي تحت ستار ما يسمونه (الوفاق الوطني والتوافق العريض)..؟! ألم يكفيهم أنهم كانوا شركاء للإنقاذ فلم يأخذهم الناس بجرائمها..بل كان بعضهم في موقع (الشريك الأصيل)..ولكن حتى في الشركات والشراكات التجارية ألا يتحمّل الشريك المساهم عبء الربح والخسارة..؟! هل يحق له أن ينعم بامتيازات الشركة ثم يهرب عند الخسارة..؟! أو أن يعتذر عما يفعل شركاؤه بموارد الشركة ومصائرها..! متى يتعظ هؤلاء القوم..؟! وهل يجوز لشخص عاقل في دنيا الله العريضة أن يأتي لنا بمبادرة وقيادة سياسية شاركت نظام الإنقاذ (في المنشط والمكره) وكانت مسؤولة عن إدارة قراراته وشاركته في كل حركة وسكنة من داخل رئاسة مجلس الوزراء ومن داخل القصر الرئاسي السنوات الطوال التي شهدت المجازر الكبرى والجرائم الجسيمة والاعتقالات الوحشية وتدمير وسرقة مرافق الوطن..! ثم يأتي من هؤلاء من يحدثنا عن رعايته للتوافق العريض وتشكيل الحكومة الانتقالية والتمهيد للانتخابات..والمثل السكسوني يقول باستحالة أن يكون الشخص نفسه وفي وقت واحد (الصياد والطريدة)...ماذا جرى في الدنيا..!!
ثم لماذا يختار هذا التوافق العريض الحكومة (ذات الكفاءات) في حين أن الانقلاب يبحث (بحث الضهبان) عن رئيس وزراء ليقوم بتنصيبه..؟! هل يستطيع هؤلاء السادة الذي يتحدثوا بما يخالف البرهان في مسعاه..؟! ألم تسمعوا عن الترشيحات التي تتواتر كل يوم بحثاً عن رئيس وزراء (يناسب الانقلاب) ويرضى عنه البرهان..حتى أننا سمعنا عجباً عن بعض هذه الأسماء التي توضح لك مقدار (ظن الانقلاب الحسن) وتقديره لبعض الكفاءات التي رأينا (عينتها)..ويكفي أصحابها هذا (الاستلطاف الانقلابي)..! فقد أوضح للناس مقدار كفاءتهم وأهليتهم لقيادة السودان..وحقاً (لقد هانت الزلابية حتى أكلها بنو قريظة)..!!
لقد سبقتنا الكاتبة النابهة صباح محمد الحسن إلى توضيح رؤية البرهان لمن يمثل الشعب..فهو يرى أن الشعب لا تمثله قوى الحرية والتغيير ولا الأحزاب المكوّنة لها..وهو غير صادق عندما يقول (ويردد معه الفلول) إن قوى الحرية تتكوّن من أربعة أحزاب..! ولو شئنا أن نسرد مكوّنات الحرية التغيير لأعيانا الحصر عن قوى المقاومة والأحزاب والكيانات والروابط السياسية والمدنية والمهنية والشبابية والنسائية والشعبية ولضاقت الصفحات المتتالية عن تحديدها وتعديدها...ثم يقول البرهان أيضاً إن الشعب لا تمثله الأحزاب ولا المقاومة ولا تجمعات المهنيين..ولكن يمكن أن يمثله (رباعي المبادرة الصوفية) أو الناظر فلان والعمدة علان.. لذلك من الأجدى أن نختصر الطريق ونقول إن الشعب يمثله البرهان والجنرال إبراهيم جابر حتى تهجع (طيور الروابي) ويطمئن السادة الكرام أصحاب المبادرتين...! الله لا كسّب الإنقاذ..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء