محنة الرفاق في حركة مناوي وجبريل

 


 

 

ونحن جالسين في حضرة الامام الصادق المهدي عليه الرحمة والمغفرة ، نستمع إليه يحدثنا عن كل شئ ، في لقاءات شبه تدريبية لكوادر التنظيم ، فجاءة (كدة) حوٌل الحديث الي هجوم شديد اللهجة نحو الدكتور منصور خالد له الرحمة والمغفرة أيضاً وصفه بالمثقف عابد الدكتاتورية ، وقتها معلوماتي عن منصور خالد شحيحة ،لا تتعدَ كونه عميل للغرب تصدر من أفواه أعداءه ، قلت في نفسي زول في مكانة الصادق ما (حقو) يذكر منصور هذا، ثم طال الإمام الحديث عن منصور ، كلما مرة يكرر منصور مثقف وكتٌاب ، قلت لنفسي ما (نشوف) كتابات منصور ، من المفارقات الغريبة ، كان الامام يود إحاطتنا بمنصور خالد حتى لا نقع في دنياه ، عقب تلك الجلسة اشتريت اول كتاب لمنصور خالد وقع على عيني (النخبة السودانية الجزء الثاني ) التهمته في بعضة أيام ،من تلك اللحظة دخلت عالم منصور المتحرر ،ليساهم في تحريري العقلي من التقييد التظيمي و من عبدة الأشخاص ، في وقت كان كوادر حزب الأمة في أركان النقاش مرهقين عن تبريرات مواقف الامام وشكله بما في ذلك تلوين لحيته ، يجتمع المكتب السياسي للحزب ويتخذ قرار احتمال هو أفضل ما جادت به قريحته من تفكير ، لنجتهد نحن في عالم الجامعات لايجاد تبرير مناسب يقنع الطلاب ، في ذات مرة صافح الإمام الصادق وزير خارجية اسرائيل شمعون بيريز في اجتماع دولي في اسبانيا ، لتقوم الصحافة الاسرائيلية بنشر الصورة ، التقطتها صحافة الخرطوم وعارت بها ، قامت الدنيا ولم تقعد ، استدعانا أمين عام الحزب المرحوم عبدالنبي علي أحمد في تنوير عاجل وكان تبرير الحزب إن الامام تفاجأ بشمعون يمد يده إليه ولم يشأ احراجه لذلك صافحه ، لحظتها اقتنعت بالفكرة ولكن في أول ركن نقاش غيرت التبرير وقلت إن الإمام ما أفضل من الرسول ص الذي دعاه يهودي لمأدبة عشاء ولباها وتسألت هل الرسول دخل بيت اليهودي من غير سلام ؟ بإلهام رباني تذكرت كل الأحاديث المرتبطة بالواقعة وخطرت لي آيتين عن آداب تعامل المسلمون مع أهل الكتاب وأردفت خاصة الامام مدعى لمؤتمر يتحدث عن تطوير الديمقراطية في العالم وهو الوحيد الذي يمثل أفريقيا وأسيا فكيف ما يصافح عضو مؤتمر وبطريقة ساخرة قلت والله كان يبوسه (عديل) ضج الركن بالضحك وشعرت أني فعلت خيراً بعدم ترديد كلام ناس الحزب كالببغاء ، عقب الركن اختلى بي أحد كوادر السلفية وقال لي بالحرف لو كان إمامك قال نفس الكلام لاحترمناه ، بفضل كتابات منصور خالد تحررت تماماً من أي قيود تنظيمية ترهقني بالدفاع عن رئيس الحزب او مكتبه السياسي أو القيادي أو القطري أو لجنته المركزية .
لما أعلن رئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم ورئيس حركة تحرير السودان مناوي أطروحاتهما المتوافقة مع العسكر ومتماشية مع خط الفلول حتى هتفوا اليوم أمام مقر سونا بشعار الإنقاذ (ياسر عرمان شيوعي جبان) فقط حذفوا منه كلمة يا البشير ، عندها تخيلت مدى المعاناة التي يعيشها صديقاي محمد حسن الشهير ب(مامادو ) مسؤول اعلام حركة العدل والمساواة بولاية شرق دارفور والمخلص الهادي آدم مسؤول إعلام حركة تحرير قيادة مناوي ، في سريرة ضميرهما ، بالتاكيد ضد هذا الخط السياسي لحركتيهما ولكن خادم الفكي مجبورة على الصلاة ، بل وصل الهوان بحركة العدل والمساواة في موكب 21أكتوبر بالضعين على أن ترتدف في عربة لحركة الجبهة الثالثة تمازج وهي حركة مغمورة حظها في إتفاقية جوبا فقط في بند الترتيبات الأمنية ، تحاول عربتهما الدخول وسط الموكب ولكن يفر منهما كأن بهما جرب ولا يسلموا من هتافات من شاكلة فلول فلول والكوز وين الموز ، في ذات الوقت تمددت حركة المجلس الانتقالي وسط الموكب مع تبادل وتلويح بشعار الثورة ✌️ لمواقفها الداعمة للخط الثوري العام .
ربما لأن التنظيمات السياسية في السودان تسير في خطى الطائفية أو الصوفية وان نزلت الادارة الاهلية نجد رئيس الحزب هو صاحب الكلمة العليا وعلى العضوية الطاعة ، أما التنظيمات السياسية في عالم الغرب ، ففي قضايا ذات بُعد خلافي تعرضها في استطلاع داخلي للحزب ووجهة نظر الغالبية تتبع ،لذلك يدافع العضو عن رأي أغلبية وليس رئيس مفدى .
قاتل الله الحزبية التقليدية ومحاها من أرض السودان .

نقلا من صفحة الأستاذ محمد صالح البشر تريكو على الفيس بوك

 

آراء