مصير القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن بعد عودة العلاقات السعودية الإيرانية

 


 

 

لقد احيطت عملية مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن بنوع من التكتم الغريب في كل مراحل تلك المشاركة المريبة والتي كانت ثمنا لعودة الرئيس المعزول عمر البشير الي الدول العربية والمملكة العربية السعودية بعد تخليه المفاجئ عن التحالف والتعاون مع النظام الايراني واعلان توبته العلنية باندفاعه الغير كريم نحو الاحضان الخليجية بعد تلقيه عدد من الصفعات والاهانات المتلاحقة علي الاصعدة البروتكولية بطريقة ليس لها مثيل في تاريخ العلاقات السودانية مع المجتمع الدولي والدول العربية .
لقد كان رموز وقيادات الدولة السودانية خلال كل مراحل الحكم المدني والعسكري محل احترام وتقدير من كل دول العالم ويكفي النظر الي ارشيف العلاقات الخارجية للسودان السابق في مرحلة ماقبل حكم الاخوان ليعرف الناس مدي الدرك السافل الذي انحدرت اليه العلاقات الخارجية للدولة السودانية خلال حكم الاخوان.
الدور الذي تراوح بين اللؤم والتحرش والاساءات المباشرة والغير لائقة ضد الاخرين ثم العودة الي الانبطاح والمداهنة والانكسار والوضاعة وتملق نفس الجهات كما حدث في علاقات نظام البشير مع الجارة الشقيقة مصر وتلك قصة طويلة تحتوي علي فصول كوميدية مضحكة وتكرر نفس الامر بطريقة نسبية في علاقات البشير ونظام الحركة الاسلامية مع دول الخليج والسعودية ..
القصة لاتزال في بداياتها وسنري في الايام القادمة تاثير تلك التطورات علي مجمل الاوضاع في السودان ودولته المترنحة الائلة للسقوط والانهيار ومن المؤكد ان يتم فتح ملف مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن بكل تفاصيلة المثيرة والخطيرة طالما انطوت صفحة الخلافات بين الدول الرئيسية التي تدير تلك الحرب.
بدايات الاخبار عن الاتفاق الايراني السعودي تؤكد عودة ايران الي المنطقة العربية من الابواب الخلفية طالما كانت البداية بدولة بحجم السعودية اضافة الي المباركة السريعة للاتفاق من دولة الامارات العربية اضافة الي نجاح مساعي السلطة الطائفية العميلة في العراق ودولة قطر في تقريب وجهات النظر بين ايران والسعودية ..
مايجري من تطورات يعتبر نتيجة طبيعية لعملية التخبط والمكابرة وغرور القوة الامريكية الطويلة المدي في اقليم الشرق الاوسط والمنطقة العربية والعراق علي وجه التحديد ..
السلطة العراقية وامارة قطر وبطريقة غير مباشرة جماعات الاخوان المسلمين تعتبر المستفيد الاول من عملية التقارب وعودة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية ..
الاتفاق المشار اليه سيساعد النظام الايراني في اخماد الانتفاضة وصوت الشارع الايراني الذي يتراجع تدريجيا حيث من المتوقع ان تنتهي حركة الشارع الايراني الي نفس المصير الذي انتهت اليه الانتفاضة العراقية التي قمعت بطريقة غير مسبوقة بعد استخدام الميليشيات الطائفية العراقية القناصة المحترفين في عمليات الاغتيال والتصفيات الجسدية ضد الناشطين والاعلاميين العراقيين من الرجال والنساء وسيقود هذا الاتفاق ايضا النظام الايراني الي القيام بحملات انتقامية في الجوار القريب وزعزعة الامن والاستقرار في دولة ازربيجان وماهو ابعد من ذلك بايجاد موضع قدم في الحرب الجارية بين روسيا واوكرانيا...
من المتوقع ان تقوم بقية دول ومنظمات النظام العربي بمباركة الاتفاق المشار اليه في ظل حالة الفراغ الخطير وغياب الدورالقومي حتي علي صعيد التاثير في اتجاهات الرأي العام العربي بطريقة ستبقي الاوضاع علي ماهي علية مالم تحدث معجزة تعيد الامور الي الحد الادني من الامن والاستقرار بظهور كيانات ونخب اصلاحية قومية بخطاب عقلاني جديد لايحيد عن الثوابت للمساعدة في تجاوز حالة الركود الراهنة واساليب العمل القومي التقليدية المحصورة حتي هذه اللحظة في انشطة اعلامية محدودة ليس لها اي تاثير علي اي مستوي علي الاحداث ومجريات الامور في المنطقة العربية والعلاقات الاقليمية والدولية.
/////////////////////////////

 

آراء