من البساتين .. وردة حمراء من أجلكم أيها الأعزاء

 


 

 

وحدائق ذات بهجة، وجنات معروشات:

ولا يحلو السرد، إلا بذكر العزيز الرحيم، الذي زودنا بمفاتح وبطاقات للذكر، نتلوها، فتقشعر لها الجلود ثم تلين.

وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ . (140 الانعام).

وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99 الأنعام).

أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60 النمل).

البساتين النصف الحلو:

الكتابة، وإن كانت علمية، لعمري لا تخلو عن روح صاحبها ومزاجه وقت كتابتها. مذكرة، أعددتها، لغرض يخص علاقتي بالبساتين. لا بد أني كنت متقمصاً روح رجل البساتين. فقد أنهيت دراستي الجامعية في قسم البساتين، بكلية الزراعة.

وفلاحة البساتين ضمن منظومة التخصصات الزراعية الرئيسة، ربما تعتبر النصف الحلو لقطاع فلاحة المحاصيل. فالأولي فيها محاصيل الزرع حبوبها وبقولها، برها، أليافها وزيتها.

أما الثانية فيها النخل والزيتون والرمان. فيها أعناب.. وخضرا.. فيها أزهار طلع نضيد. حدائق ذات بهجة.

ولقد عملت لسنوات عديدة، بستانياً فالحاً للبساتين، إنتاجاً وإكثاراً لبذورها وشتولها وثمارها، ومدرباً مرشداً حقلياً للمزراعين في إنشاء وتخطيط الجناين.

وقد كان بدء إنشاء هذه المذكرة استظهاراً، لما حسبته وقتها أني سأقدم بياناً statement في شأن البساتين. وقد كنت يوماً، أعيش وأتنفس عبير البساتين.

أما الآن، فقد أعددت المذكرة لأنعش ذاكرتي، وأبين مفهوم البساتين الذي استقر في الذاكرة الصلبة.

الرؤية الاستراتيجية:

البساتين قطاع، مثل كل قطاعات النشاط الاقتصادي، يرتبط بقطاعات أخرى مجاورة. وما من أحد يريد أن يطور صناعة البساتين، مثلاً، فلا بد في المقام الأول أن يأتي بأهم أسس التطوير والتحديث، ألا وهو (الرؤية الاستراتيجية)، التي تحدد مدى (أبعاد) وعمق (تجذر) وإرتباطات (وشائج) أي نشاط بشري.

استراتيحية البساتين ليست بدعاً من تلكم الاستراتيحيات. وبمفردات أخرى: ما هي البساتين؟، وأين هي الأن؟. وأين وكيف يراد لها أن تكون؟.

تستعرض هذه المذكرة بشكل أساسي المفردات التي تمثل قاعدة بيانات للمجال البستاني والقطاعات ذات الإرتباط، وما تحمله من معاني تتضح فيها العلاقات التشابكية أفقيا ورأسياً مع قطاعات والتخصصات المجاورة ذات الإعتمادية مع قطاع البساتين. والتي منها يمكن إبتدار وإنشاء وتطوير استراتيجية خاصة بالبساتين.

أستراتيجية البساتين تتوسط إستراتيجيات عظمى في التنمية والاقتصاد وتنمية المجتمعات، بما يقضي على الفقر وضنك العيش ويحقق الرفاه. وما أعذب الرفاه الذي تصنعه البساتين.. حدائق ذات بهجة.. وجنات معروشات، وغير معروشات. وثمار يانعة.

فاكهة، خضر وزينة..
بدءاً، لا بد من إلإشارة إلى أنه من المعتاد وسط الناس وفيهم اقتصاديون ومثقفون، أن ينظروا لصناعة البساتين، نظرة تجريدية، لتعني أنها النشاط الزراعي لمحاصيل الخضر، الفاكهة وانتاج الزهور ونباتات الزينة.

هذا ورغم أنها نعم، هذه هي البساتين، لكن تلك القطاعات (فاكهة، خضر وزينة) لا تمثل إلا مثل النواة من الثمرة. وكم تكون أحيانا تلك النواة ضئيلة بالنسبة للثمرة. فصناعة البساتين تمتد وتتمدد لتشمل عناصر متشعبة ومتكاملة وهامة في بنية البساتين.

إذ يحوي القطاع البستاني، ما يحوي من قيم انتاجية فنية ومعاشية وتصديرية اقتصادية عالية. حيث تشكل المحاصيل البستانية قطاع كبير من إجمالي الإنتاج الزراعي لبلد مثل السودان.

وبالطبع لا يمكن التفكير في البساتين بدون مصادر المياه وبنياتها وتجهيزاتها حتي التي توفر النقطة أو الرزاز. هذا غير النوافير والشلالات والخزانات والنواعير وعجلة الماء.. رمز عالي لحضارة السودان.

جملة، لا يمكن التفكير في البساتين دون الهندسة بمسمياتها المهنية. ولا يمكن التفكير في السياحة بدون بساتين، وكذلك الأمن الغذائي والصحة.. بل الأمر يمتد للصناعة والتعليم، بل والعيش في المساكن. أكثر من ذلك، العمل وعلاقات الإنتاج.

البساتين عائلات من نبات شتى:

يضم قطاع البساتين، الثلاثي (خضر وفاكهة وزينة) تركيبة محصولية واسعة إتساع البصر ومن بعده الخيال. فالبساتين تشمل نباتات من أصناف وعائلات شتى، ممتدة في المملكة النباتية المزهرة وغير المزهرة، المثمرة وغير المثمرة، من النباتات العملاقة، إلى النباتات الحرشفية،

من النخيليات إلى النجيليات، إلى النباتات الأولية الفطرية. ومن أشهر ما يعلق بإذهان طلاب البساتين مثلنا في زماننا، في محاصيل البساتين:

عائلة الباذنجانيات، وثمارها الباذنجان،
والتوماتيلوس (عنب الثعلب) البطاطس: بطاطس بيضاء وحمراء. باذنجان ، الفلفل: الفلفل الحلو والفلفل الحار. وعائلة القرعيات من البطيخ الأصفر والاحمر والخيار، والخيار الثعباني (العجور)، وبالطبع التبش، القرع العسلي والكوسة.

عائلة الصلييبات من شمندر وفجل وجرجير وملفوف وغيرها. وعائلة الأبصال والنرجسيات والزنابق والورود. ومن العائلة الخبازية تنفرد البامية لتسجل ذاتها في المحصولات البستانية، وتترك من خلفها آية. تترك القطن والكركديه، والكناف في قطاع آخر.

وبالطبع عائلات أشجار الفاكهة الكبرى من الحمضيات والمانجو، والتفاحيات وغيرها. أكثر من ذلك تضم المحصولات البستانية حشرات. نعم حشرات، مثل نحل العسل وفراشات.

من يصدق أن فراشات ملونة تلقح وتربى لتفقس وتتطاير متزامنة مع حفل بهيج لزواج أو حفل ملوكي يخطط له منذ مدة.

وللبساتين تنضم طيور وطوواويس وتتبعها أيائل:

بل تضم البساتين طيور الزينة من العصافير والببغاءات والطواويس وبعض الغزلان والدواجن. وحتى أسماك الزينة تضم للنشاط البستاني، إذ هي بعض مكونات الحدائق. كذلك النباتات العطرية والطبية والبهار، والسكاكر. الآن محصول استيفيا للسكر منخفض السعرات يتقدم بخطى كبيرة في منظومة المحاصيل البستانية، ولا يزال يصنف محصولاً بستانياً، إلا أن يفندون.

تتمثل أهمية البساتين من خلال فوائدها ذات العائد المرتفع لكل وحدة مساحة، وكذلك العوائد المرتفعة لكل وحدة نشاط بشرى، مضافاً لها تحسين خصوبة الأراضي القاحلة، توفير المواد الخام للصناعات، الاستخدام الأفضل لأراضي المنخفضة، المرتفعة أو المتموجة.

وللبساتين أهمية خاصة في القطاع السياحي والسكني بل وقطاع الأعمال والخدمي المستشفبات والمدارس والجامغات ومراكز التدريب. والقطاع المنزلي وتمكين المرأة لما تتيحه من فرص عمل لا متناهية في الإنتاج والحصاد والتصنيع والتعذية.

البساتين، تصنع الرفاه:

ولما للبساتين من عائدات على الإقتصاد، بتحريك موارد الإنتاج والعائدات الحكومية، وفي مجال تحسين سبل العيش للعديد من الطبقات محدودة الدخل، وتقليل حدة الفقر، حيث تمثل البساتين قطاعا ذا أهمية قصوى في توفير فرص العمل والدخل المجزي (إكثار الفاكهة والخضر والزهور، وتجهيز الأغذية، إنشاء وإدارة المشاتل، شتول وأزهار، إنتاج البذور المحسنة وزراعة الأنسجة، وزراعة الفطر، طيور واسماك زينة ومنتجعات ومنتجات سياحية اخرى)، مخازن مبردة وناقلات متخصصة، وأسواق مركزية ومتاجر تجزئة وسوبرماركت.

والذي يتابع سيتأكد أن المجموعات البشربة المهاجرة أو النازحة، أحسنهم حالاً أولئك الذين ينضمون للنشاط البستاني . ويقف رجال، بالطبع ونساء البساتين في جبهبة متقدمة في الحدود والفواصل التجارية بين الدول وفي المواني والمطارات بفحصون صحة وسلامة الوارد، ويتبيّنون من سلامة الصادر.

في قطاع الصحة تلعب المحاصيل البستانية دورًا حيويًا في التغذية العلاجية وعالميا في حل أزمة المغذيات الدقيقة، لتحسين صحة الناس الذين يعانون من نقص المغذيات الدقيقة (النساء، الاطفال، وكبار السن). كان مرض الاسقربوط (تقرح اللثة) مرضاً مزعجاً للبحارة ولمن ارتبطت حياته بالبحر.. حتى عرف فيتامين ج، ومصدره منتجات البساتين. وفيتامين (أ)، لا يزال يستخلص من بعض أنواع الفلفل.

إذ تسهم البساتين في زيادة الدخل وفرص العمل، خاصة بالنسبة للنساء. وأشمل من ذلك تسهم في تحسين الأمن الغذائي، تحسين التغذية وصحة الإنسان، توفير فرص لتنويع الدخل والنهوض بالظروف الاقتصادية والاجتماعية لفقراء الريف.

وفي البستنة الأسرية: تتوق كافة الأسر على نطاق العالم، لإنشاء حدائق ملحقة بمساكنهم لزراعة الخضروات والفواكه لتكملة وجباتهم الغذائية. هذا فضلا عن الأسر الميسورة التي تتوق لإنشاء حدائق من الميادين الخضراء وأشجار الظل والزينة والتي تمثل الرفاهية.

تحسين البئية والحياة:
البستنة البيئية: وقد برز مؤخراً مفهوم الصناعة الخضراء والإقتصاد الأخضر، التي تتكامل كجزء من البنيات التحتية، التي تعنى بتحسين الأداء البيئي وتقليل التلوث لمجموعة واسعة من القطاعات التي تشمل الحدائق العامة، والأحزمة الخضراء ومراكز توزيع المنتجات البستانية والمشاتل والمختصين بتصميم المساحات الخضراء والحدائق العامة، وخبراء البساتين والمقاولين وكل النشطاء في مجالات إنتاج وتوزيع وتوفير الخدمات المرتبطة بقطاع البساتين، في التركيب والصيانة وكذلك تنسيق الحدائق؛ عمليات البيع بالتجزئة الأخرى مثل مراكز الحدائق وبائعي الزهور ومراكز تحسين المنزل ومتاجر السلسلة الكبيرة والتجار.

توريد المدخلات مدخلات إنتاج نباتات الزينة والكيماويات الزراعية والحاويات والأسمدة والآلات الزراعية والمعدات والأدوات المختلفة وخدمات التعبئة والتغليف والاستشارات هي أشكال مختلفة من المدخلات.

عموما يشمل قطاع البستنة البيئية قطاع واسع من اصحاب المصلحة. يرفد قطاع البستنة البيئية المجتمع بعاملين محترفين في تخطيط وإنشاء وتنظيم واستدامة الحدائق وتثقيف وتأهيل السكان بما غي ذلك الشباب والنساء وكبار السن.

تحت فيحاء الخميلة، نحن والاطيار تغرد:

ومعلوم ما للبساتين من أثر ثقافي في الإحساس بالحياة. فأجمل القصائد المغناة تلك التي يثرى أصحابها الخيال بالتغني بالورود والخمائل والزهر والورود. التغني والتشبيه بالبرتقال والتفاح والمانجو ولونه، وزهور السوسن والفل والنرجس. هش الزهر، بكت الورود وسالت مشاعر الناس جداول.

وقضينا ليلة ساهرة، فيها من روضة زهرة، ومن كل زهرة عينة. ولا يزال أكبر تعابير الحياة من حب وشوق وحتى الحزن.. تمثل فيها الورود رمزاَ لا يدانية رمز. زهرة حمراء من أجلكم أيها القرأء الأعزاء.

لا تتجمل المدن إلا بالبساتين
تتمثل خدمات البستنة في تخطيط المرافق وخدمات وتنسيق الحدائق، زراعة الأشجار والشجيرات والنباتات، والزهريات والمروج ، وبناء الأسوار والمسطحات المائية، والنوافير وشبكات الري وتركيب ممرات المشي.

والمرافق مثل المطارات ولطرق السريعة والمدارس والمستشفيات وتقسيمات الأراضي بين القطاعات السكنية والتجارية والصناعية.
كذلك يضم قطاع البساتين بشكل أساسي تخطيط وتصميم مشاريع في مجالات الطرق السريعة والمطارات.

وخدمات الهندسة والبنى التحتية المعمارية. وتمتد البساتين إلى التجارة في مجال أسواق الخضر والفاكهة والمخازن المبردة، وتمتد إلى الاسواق المركزية ومراكز التسوق العملاقة (السوبرماركيت) وتجارة التجزئة في الأحياء، ومعارض الزهور.

وقبل ذلك في الصادرات؛ إلى جانب توفير معدات الحدائق وميادين الرياضة، وتدريب وتشغيل الكوادر الفنية وتدريب المنتجين على مستوى الأسر والمشروعات.

أما في الأنشطة اليومية فحركة أسواق الخضر والفاكهة والبقالة حديثها وقديمها لا تقوم إلا على عملية التبادل في منتجات البساتين.

البساتين صورة تتمدد لصناعة الحياة
ولذكر أبعاد البساتين في القطاعات المجاورة، إذ لا تكتمل وتتكامل صناعة البساتين وأعمالها الفنية والإنتاجية البستانية المباشرة،

التي هي جزء لا يتجزأ، من قطاعات:
• تحسين وترقية صحة الحياة الأسرية في قطاع المرأة والطفل والمدرسة.
• البنى التحتية: الطرق، الطاقة والنقل والتخزين (المبرد) Infrastructure

• التكامل الرأسي مع نظم وتكنولوجيا المياه والري والقنوات والسدود، والعلاقات المائية.

• الصناعة: صناعة البيوت المحمية والمخازن المبردة وصناعة الفرز (والغربلة) التعبئة والتعليب والتجفيف والمناولة.

• صناعة وتوزيع أدوات ومعدات الحقل صناعة وتعبئة الأسمدة العضوية وغيرها. Industry

• الإعتمادية المتبادلة مع سياسات العمل والأجور (التوظيف والاستخدام)، وتوفر فرص العمل والتنمية البشرية (وبناء القدرات الفنية والأكاديمية). Employment

• التكامل والإعتمادية المتبادلة مع الخدمات المالية(تمويل، مصارف، تأمين واستثمار). Investment and financial services.

• الخدمات التجارية: تخطيط وتأهيل الأسواق وربط المنتجين مع الأسواق.

• الخدمات التجارية: ضبط سلامو الصادرات والواردات البستانية.

• السياحة: المروج الخضراء والمنتجعات والفندقة، والمهرجانات والمنافسات الرياضية.

• الإسكان وتحسين الحياة في القرى والبلدات والمدن. Settlements & Housing

• التكامل الأفقي مع القطاع الحيواني والمحاصيل الحقلية في الإدارة والبحوث والمدخلات من بذور واسمدة وأدوات ومخازن وتدريب وتمويل ونقل.
Agriculture

• التكامل مع المؤسسات العلمية والبحثية في نقل التقانة وتبني وإنتاج سلالات جديدة وإكثار بذور وتكنولوجيا الأنسجة.

Research and development
• مراقبة واستدامة البيئة Environment and Sustainability .

• التخطيط القومي والإقليمي والخطط الشاملة Master plans

• التكامل مع السياسة الخارجية عبر بروتوكولات وتبادل تجاري والاستشارات والمشاركات العالمية والإقليمية. Foreign Policy

• وإلى غير ذلك.
sadigabdala@gmail.com

 

آراء