من بين الأذنين لما بين الفخــــــذين

 


 

شهاب طه
12 July, 2023

 

هل ستناقش الإيقاد إنحطاط الدعم السريع حيث هبط بالإتفاق الإطاري من فكرة في العقل، في موقعه ما بين الأذنين ،لنزوة ما بين الفخذين؟ وهل كان الإنحطاط هو ذلك المشروع الذي يدّعون أنهم يحاربون من اجله لإخراج السودان من الظلمات للنور والعودة للمسار الديمقراطي وتسليم السلطة للمدنين؟ لا بد للإيقاد من مناقشة جذور الأزمة التي لن تحل إلا بمراجعة شرعية تلك المليشيا القبلية والدوافع التي أدت لتكوينها وكيف أنها أصبحت متعهد لإنجاز وتنفيذ مؤآمرات وأجندة خارجية وداخلية لا تمت لمصالح الشعب السوداني بأي صلة وليس ذلك فحسب بل أصبحت الإرهاب الأعظم لهذا الشعب بصورة تفوق الخوف من قصف الطائرات والراجمات والدبابات، تماماً كما فعلت في دارفور طيلة عقدين من الزمان

خطورة هذه القوات الجنجويدية تكمن في زيادة عدديتها، مباشرة بعد سقوط البشير، من سبعة عشر ألف جندي لتقفز لمئة وعشرين ألف جندي وذلك في غضون أربعة سنوات فقط بسبب أموال مهولة كسبتها من الارتزاق الخارجي وفي الداخل منحت مناجم ذهب وصكوك إستثمارات وشركات ومشروعات لا حصر لها من ثروات الشعب السوداني المغلوب على أمره، والأشد خطورة أن هناك دول إقليمية وأوروبية كانت ولا زالت تعقد الصفقات مع قادة هذه المليشيات بمعزل عن الدولة السودانية وبإحتقار شديد لسيادتها، وخاصة بعض الدول الأوروبية التي إستأجرت هذه المليشيات لمكافحة هجرة الفقراء الأفارقة لأوروبا. ويؤكد محققين وخبراء دوليين أن هناك دولتبن عربيتين أنفقتا ما بين ١٨ إلى ٢٠ مليار دولار على هذه المليشيا وتم تدريبها بواسطة دول وشركات أجنبية وتميزت بتسليح فائق الحداثة وصل لدرجة الطائرات المسيرة والمضادات الجوية وصواريخ أرض جو وأنظمة تجسس متطورة، وقد تم ذلك برعاية إقليمية عربية وأجهزة مخابرات معروفة، ثم وزعت وزرعت في العاصمة بخطط محكمة مدروسة وضعتها في حالة حرب وتأهب صادم، وكأنها لم تعد لأي شيء غير الحرب في الخرطوم بقدرات تكتيكية وقتالية هائلة أربكت الجيش السوداني العريق

تلك الثروات المهولة هيئت لهذه المليشيا إضعاف المنظومة العسكرية السودانية بإغراء وإستقطاب الكثير من منسوبيها، وزعزعت الساحة السياسية بشراء ذمم العدد الذي لا يستهان به من المستنيرين والناشطين في مجالي السياسة والإعلام مثلهم مثل المرتزقة الأفارقة، وعشرات من الخبراء الأوروبيين للعمل في صفوفها. يجب أن تعرف الإيقاد والعالم أجمع أن كل هذه التكاليف الباهظة والمجهودات الكبيرة لم تسهم في أي شيء لصالح السودان بل يسرت للجنجويد خلق الفوضى الأمنية التي ساعدتهم على الهبوط بالمشروع الديمقراطي من بين الأذنين لما بين الفخذين لإغتصاب القاصرات والفتيات والنساء سيي بعضهن وترحيلهن لخارج السودان وطرد الناس من بيوتهم ونهب ممتلكاتهم وكذلك الإعتقال والإخفاء والتعذيب والقتل وكلها أفعال غير مستغربة على سلوكيات تلك الفئة الغازية المارقة ولكن أن يكون لها داعمين من أهل السودان وحكومات الجوار الأفريقي فتلك هي الطامة الكبرى التي تجعل من أفريقيا غابة تسكنها شعوب متخلفة كما يراها العالم المتحضر

١١ يونيو ٢٠٢٣
sfmtaha@msn.com

 

آراء