مُصْطَلح أزرق وأخضر للون الأسود في اللهجة العامية السودانية: مُقارَبة لُغوية

 


 

 

yousifidris@yahoo.com

يستخدم السودانيون كلمة أزرق للوصف المادي للأحياء والأشياء السوداء وكلمة أسود للوصف المعنوي، وكلمة أخضر لدرجة من درجات اللون الأسود. يلتبس استخدام السودانيون لكلمة أزرق وأخضر للون الأسود على كثير من الناس، خاصة غير السودانيين، ويعتقدوا أن هذا خطأ إدراكي أو اصطلاحي في أحسن الأحوال، فما حقيقة الأمر؟ وهل تنفرد اللهجة العامية السودانية بهذا أم أن هناك لغات أخرى تشاركها نفس الظاهرة؟.
أرجع البعض هذه الظاهرة إلى ما جاء في معاجم اللغة العربية بأن العرب كانت تفعل ذلك لكن لم يقدموا تفسيراً للسؤال المشروع، لماذا كانت العرب تفعل ذلك؟ يهدف هذا المقال للاجابة عن هذه الأسئلة.
تناول الأستاذ عبد المنعم عجب الفيّا هذه الظاهرة في حفرياته اللُّغوية ومما كتبه "الأزرق له مدلول مختلف عندنا – نحن السودانيين- عن مدلوله عند غيرنا. فنحن نستعمله مرادفاً للسواد. إذ نصف البشرة السوداء بالزرقاء. نقول: زول أزرق أي أسود اللون. ولأجل ذلك سميت دولة سنار أو سلطنة الفونج – نواة السودان الحديث، بالسلطنة الزرقاء أي السوداء. والنيل الأزرق تعني في عرفنا اللغوي، النيل الأسود، سمى كذلك لكثرة الطمي الذي يحمله في تحدره من هضاب الحبشة فيصير لونه مائلا للسواد" وأضاف " ليس الأزرق وحسب مرادفاً للسواد عندنا، بل نحن نطابق أحياناً بين الأسود والأخضر. إذ نصف سواد البشرة بالخضرة أيضا. نقول، رجل أخضر وإمراة خضراء. والخضرة عندنا أقل سواداً من الزرقة أو قل أنها السمرة". 1
يكثر فى السودان استخدام الأزرق بمعنى الأسود، ومن أشهر تلك الاستخدامات اسم النيل الأزرق الذى يقابل النيل الأبيض، ويسميهما أهل السودان بحر أزرق وبحر أبيض، ويعنون بكلمة أزرق أسود لأن اللون الأسود هو الذي يقابل اللون الأبيض، لهذا فإن ترجمة النيل الأزرق إلى اللغة الانجليزية : Blue Nile ليست صحيحة بل الأدق أن نقول: Black Nile لتكون الترجمة مطابقة لما يعنيه أهل السودان. و للأستاذ عبد المنعم عجب الفيا سبق في هذا التفسير حين كتب " فإن ترجمة اسم النيل الأزرق إلى الإنجليزية The Blue Nile ترجمة غير صحيحة ولا تتطابق مع أصل التسمية والترجمة الصحيحة هي The Black Nile و أغلب الظن أن الرحالة أو المستشرقين أو المصريين الذين كانوا في معية الجيش الإنجليزي وقاموا بنقل الأسماء السودانية إلى الإنجليزية لم يفطنوا إلى أن “الأزرق” تعني الأسود" 2. هذا الاصطلاح قديم جداً وثقته أشعار شعبية منذ قرون، ومما جاء فى وصف الأشياءالسوداء بزرقة اللون قول الحاردلو فى مسدار الصيد:
ﻗﺎﻣﻦ ﻣﻨﻬـﻦ إﺗﻨﻴـﻦ ﻣﻀﺎﻛـﺮة ﺗﻴـﻮﺱ
ﻭﻟﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻴﺮ ﺧﺘﺎً ﻭﺟﻴـﻊ ﻣﻜﺒـﻮﺱ
دَمَجاً أزّرَق مُشهَادو مو مَعَفُوس
وَرَدن مِنُو فى المِيع المَقامُو البُوص
والدَمَجْ نوع من العملة المعدنية فى عهد الحكم الاستعماري التركي فى السودان وهو أسود اللون، لكن الحاردلو وَصَفَ لونه بالأزرق، وقد شبه به الحردلو النبات المخضر الجميل، فكأن نبات المرعى يشبه الَدمَج فى لونه. ونجد في أشعار شغبة المُرغُمابية التي عاشت إبّان السلطة الزرقاء ( فى القرن الثامن عشر) استعمالا مطابقا لما نجده اليوم، قالت شغبة في وصف لون البشر بالزرقة:
اتلمت جِهينة والسدارنة الزُرقْ
وَاسْتنُّوهِن صباحات الكواهلة الفُرقْ
عدّوهم شمُوم مِتل النعام الطُرقْ
بسراع شبّعوا اللَين كُراستن بُرقْ
تكثر في المجتمع السوداني الأسماء المشتقة من سواد اللون والتى تطلق أعلاماً، مستخدمين فيها كلمة أزرق ومشتقاتها مثل أزرق وزروق وزرقان والمسيرية الزرق والإزيرقاب والصوفي الأزرق وهي بلدة في أطراف القضارف، وجبال زرقا بكردفان، وقرية زُرقة بشرق الجزيرة، والجبل الأزرق غرب أمدرمان، وقرية الزُرُق جنوب شندي، والزرق (اقو ميي) منطقة في شمال دارفور وتشمل جبال صغيرة سوداء اللون فى ضاحية دونكي الحوش.
يظن البعض أن اصطلاحنا على استخدام كلمة أزرق للأشياء المادية سوداء اللون والتي يطلق عليها الآخرون كلمة أسود هو خطأ لغوي أو انعكاس لاختلاف بيننا وبينهم فى إدراك الألوان، بيد أنه في الواقع اختلاف فى اصطلاح لغوي ناتج عن اختلافات فى التقاليد الثقافية وفى مراحل تطور اللغات، وليس اختلافاً فى إدراك الألوان كما اعتقد بعض علماء اللغة مثل قلادستون وقايقر وماقنس في القرن التاسع عشر في حالات أمم أخرى، وربما فات عليهم أن ذلك أملته سلطة الثقافة على اللغة. فقد أثبت السودانيون الذين عرضهم مدير السيرك كارل هاغنيك في الحادي والعشرين من أكتوبر عام 1878م على علماء الأنثروبيولوجيا الألمان فى ضاحية كورفورستندام ببرلين، واختبروا إدراكهم للألوان (ضمن قياسات فيزيائية أخرى على أجسادهم)، أنهم يميزون بين بكرة الصوف الزرقاء والسوداء لكن ليس لديهم مرادف لكلمة أزرق (بلو). لقد أخضع أعضاء جمعية برلين للأنثروبايولوجيا هؤلاء السودانيين ( ثلاثين من الرجال والنساء والأطفال) لاختبار هولمغرن للألوان باختيار بكرة صوف ملونة تشبه البكرة التى عرضت عليهم من مجموعة بكرات ملونة ولم يفشل أحد منهم فى اختيار الألوان الصحيحة، لكن بعضهم قد وصف بكرة الصوف الزرقاء بأنها خضراء والبعض بأنها سوداء، فاستنتج هؤلاء العلماء أنهم يدركون الاختلاف بين اللون الأزرق والأسود لكن يستخدمون كلمة واحدة للتعبير عن اللونين 3. إن استخدامنا الحالي لكلمة أخدر(أخضر) وأزرق للأسود اصلاح لغوي لا ينفصل عن ذلك التقليد الثقافي السوداني القديم، كما أن هذه الظاهرة موجودة في لغات أمم أخرى، فسكان جزيرة نِياس فى سومطرة يطلقون على الأخضر والأزرق والبنفسجي كلمة واحدة هي الأسود. وعندما درس رِيفرز، الطبيب المختص فى علم النفس التجريبي، الذى رافق حملة علماء الأنثروبولوجيا من جامعة كامبريدج لمضيق توريس بين أستراليا وغينيا الجديدة لإجراء تجارب على بصر السكان الأصليين لاهتمامه بمسألة إدراك الألوان، وأمضى عدة شهور بجزيرة موراي، فقد وجد سكانها يطلقون على زرقة السماء والبحر كلمة أسود (غوليغولي)، ولم يكن لهؤلاء المواطنين الأصليين مشكلة فى بصرهم أو فى إدراك الألوان، لكن ريفيرز لم يعترف بأن هذا تقليد ثقافي وليس خللاً فى إدراك الألوان. يوجد فى بعض بيئات المملكة المغربية ما يشبه المفردات المستعملة في السودان للون الأسود، يقول فريد الزاهي ( كاتب مغربي) الذى ترجم لديفيد لوبروتون (عالم الاجتماع والأنثربولوجيا الفرنسي) كتابه، الأبعاد الثقافية للألوان (مقاربة أنثربولوجية) 4"وأتذكر أني حين كنت طفلًا، كانت ثقافتى ذات الأصول البدوية العربية لقبيلة بني هلال تتعامل تعاملًا غريبًا مع الألوان، فقد كنا نصف الأزرق بالأسود، والأسود بالأدهم، والأخضر بالأزرق". وورد في ترجمتة لذات الكتاب "أن أناس قبائل البمْبارا في مالي يصنّفون كافة الأشياء الخضراء أو الزرقاء في فئة الأسود، أما أناس قبائل الندمبوس في زامبيا فإنهم يطابقون أيضًا بين الأزرق والأسود". يستخدم الموندو Mundu ( مجموعة إثنية صغيرة في غرب الاستوائية بجنوب السودان يبلغ تعدادها حوالي خمسين ألف نسمة تقريباً)، في لغتهم وهى من عائلة أداماوا-أوبانقي Adamawa-Ubangi ، كلمة بيبيري bëbërë للون الأسود والأزرق والأخضر. بينما تستخدم لغة الديدينقا(من العائلة النيلية الصحراوية) في جنوب السودان مصطلحاً واحداً (كولاك (Culak للون الأزرق والأخضر ومصطلحاً منفصلاً للأسود ( هوليا Holia ). ويستخدم الماساى كلمة واحدة للون الأسود واللون الأزرق الداكن هى ناروك .(Narok)
تعزى هذه الظاهرة عند السودانيين وغيرهم لنظام تصنيف الألوان في لغتاهم وثقافاتهم، فنسق تصنيف الألوان فى العامية السودانية يربط بين الأحمر والبنّي (الأسمر)، لهذا نجد تعبير البحر حَمّر أو مِحْمّر وصفاً للون ماء النهر وقت فيضانه حين يتغير لونه للأسمر الداكن لحمولته العالية من الطمي، ويقال بصل مَحَمّر ولحم َمَحَمّر وسمك مَحَمّر وبطاطس َمَحَمّرة،(وهى أغذية معاملة حرارياً في وسط من الزيت حتى صار لونها بٌنّياً دلالةً على اكتمال عملية طبخها )، وآبري أحمر (وهو الحلو مر، بلونه الأسمر الداكن المائل للسواد)، ويربط أيضاً بين الأخضر والأسود والأزرق (كما في الاستعمال المشترك للأخضر والأزرق ليعنى درجات مختلفة من اللون الأسود) ولوصف الزرقة بالخضرة (كما في تعبير العينيهُنْ خُدُر، وصفاً لزرقة عيون الانجليز وغيرهم من الأوربيين). ويوجد ما يناظر ذلك في لغات شعوب أخرى فلون السماءالأزرق يوصف بالأخضر في اللغة الحسانية بموريتانيا، وهو يطابق ما أورده إبن منظور في لسان العرب، أن الخضراء السماء لخضرتها. هذه الظاهرة موجودة أيضاً في لغات أخرى، ففي لغة قبيلة هِمْبا في ناميبيا نجد أن الألوان تصنف لأربعة مجموعات، منها، سِيراندو، وهو يشمل درجات كل من اللون الأحمر والبني (الأسمر) والبرتقالي والأصفر مجتمعة، وبٌورو، الذى يستخدم لوصف مجموعة من ظلال الألوان الخضراء والزرقاء مجتمعة 5.
يستخدم الناطقون بالتاغولوغية في الفلبين وبلغة قبيلة تيدا في شمال تشاد (من عائلة اللغات النيلية الصحراوية) كلمة واحدة للأزرق والأخضر ويستخدم السِو في ولاية داكوتا(Sioux من لغات سكان أمريكا الأصليين) كلمة توتو للتعبير عن اللونين الأزرق والأخضر، وتوجد هذه الظاهرة كذلك في اللغات الأروبية القديمة، فقد أشار عالم اللغة الألماني لازاروس قايقر إلى أن كلمة أزرق في اللغات الأروبية الحديثة قد اشْتُقت من مصدريين أحدهما من كلمة تعني أخضر والثاني من كلمة تعني أسود وأن المصدر الثاني هو السائد في حالة معظم اللغات الأروبية الحديثة، وذكر قايقر أن الأزرق لم يكن موجوداً كمفهوم في تاريخ اللغات القديمة جميعاً بما في ذلك اللغة الصينية بل كان يدمج تحت ظل الأسود والأخضر 3. تستخدم اللغة الويلزية القديمة بالمملكة المتحدة (من عائلة اللغات السلتية) كلمة واحدة للون الأخضر والأزرق هى قلاص ((Glas. وعندما أجرى علماء الاجتماع والأنثروبيولوجيا في القرن التاسع عشر مسحاً لنظام تسمية الألوان في لغات العالم، وجدوا أن عدداً كبيراً من اللغات لا تفرق بين الأخضر والأزرق 6. وتصنف مجموعة أكان ( التى تنتمى لها قبيلة الأشانتي في غانا) مدى واسعاً من طيف الألوان البيضاء والصفراء وظلال أوف وايت، تحت اسم فوفو(أبيض)، والأحمر والقرمزي والوردي والبرتقالي والبنفسجي تحت اسم كوبيني(أحمر)، والأسود والأزرق وأزرق النيلة والظلال الداكنة من البني تحت اسم تونتوم الذى يعنى أسود 7. إن هذه الظاهرة في تصنيف الألوان لدى مجموعة أكان والهِمْبا وغيرهم تشبه تصنيفات الألوان في اللغة العامية السودانية، وربط العرب في عصورهم القديمة بين اللون الأسود والأخضر ظاهرة من ذات النسق.
لقد عكفت مجموعة باحثين أنثروبيولوجيين في سبعينيات القرن العشرين على إجراء مسح لمصطلحات الألوان في لغات العالم (شملت ثلاث لغات من جنوب السودان) وبعد تحليل معلومات مسح ألوان العالم (World colour survey) خلص بول كاي واخرون إلى أن اللغات تمر بخمس مراحل تطور في استخدامها لمصطلحات الألوان الاساسية، وأن كل مرحلة تغطى ألواناً معينة وفق ترتيب موحد، وتوجد فى كل مرحلة أنواع فرعية يمكن الوصول لكل منها بأكثر من مسار فرعي، كما اعتبروا أن مجموعات الألوان الأساسية تشمل بٌؤَراً و امتدادات .تتكون المرحلة الأولى من مصطلحين يشمل أحدهما اللون الأبيض والأصفر والأحمر و يشمل الثاني اللون الأسود والأخضر والأزرق، وتشمل المرحلة الثانية ثلاثة مصطلحات، هى مصطلح للأبيض ومصطلح ثان للأصفر والأحمر وثالث للأسود والأخضر والأزرق، بينما في المرحلة الثالثة أربعة مصطلحات هى الأبيض ثم الأحمر و الأصفر (ما زال بعض كبار السن في ريف السودان يقولون دهب أحمر للذهب بدلاً عن دهب أصفر ) ثم الأخضر والأزرق ثم الأسود، وفي المرحلة الرابعة الأبيض ثم الأحمر ثم الأصفر ثم مصطلح واحد للأخضر و الأزرق، فمصطلح الأسود ، ثم يُفْرَد لكل من الألوان الستة مصطلح منفصل في المرحلة الخامسة. لكن بعض اللغات تستخدم مصطلحاً واحداً للأسود والأخضر والأزرق في المرحلة الثالثة وأخريات تربط بين الأسود والأزرق حتى المرحلة الرابعة. ومن سمات هذه المراحل أن اللون الأبيض يستقل بمصطلحه منذ المرحلة الثانية بينما يظل الأسود يشترك مع الأخضر والأزرق أو أحدها في نفس المصطلح في مراحل لاحقة عدا المرحلة الأخيرة. ويبدو أن اللهجة العامية السودانية في المرحلة الرابعة (ذات الأنواع الفرعية) من حيث مصطلحات الألوان وفق تصنيف برلين وكاي وربما هى الآن في عملية انتقال للمرحلة الخامسة مع متبقٍ قليل جداً عالق بها من المرحلة الثالثة.
نخلص مما سبق أن مرحلة تطور مصطلحات الألوان الراهنة التى لازمت اللهجة العامية السودانية منذ أمد بعيد من متبقيات مصطلحات اللغة العربية البدوية القديمة ذات نظام الألوان الخماسي العربي القديم الذى يتكون من الأبيض الذى يشمل الناصع، والأسود الذى يشمل الداكن (القاتم)، والأحمر الذى يشمل البني الفاتح، والأخضر الذى يشمل الأزرق والأسود، ثم الأصفر المستقل عن غيره. لهذا فإن استخدام مصطلح يشترك فيه الأزرق والأخضر للون الأسود في اللهجة العامية السودانية أحد مراحل تطور مصطلحات الألوان في الثقافة اللغوية السودانية، و ليس خطأً اصطلاحياً أو إدراكيا،ً وسيجئ اليوم الذى تندثر فيه هذه الظاهرة وتكمل اللغة العامية السودانية تطورها للمرحلة الأخيرة من مصطلحات الألوان ليستقل كل من اللون الأخضر والأزرق والأسود بمصطلحه الخاص.
المصادر و المراجع:
1- عبد المنعم عجب الفيا- حفريات لغوية-في الأزرق والزرقة والخضرة والسواد-سودانايل-20 يونيو2011.
2 -عبدالمنعم عجب الفيا-حفريات لغوية-بلونايل أم بلاك نايل؟-سودانايل-2 سبتمبر 2015
3 -غاي دويتشر-عبر منظار اللغة: لِم يبدو العالم مختلفاً بلغات أخرى؟ - ترجمة حنان عبد المحسن مظفر-عالم المعرفة- المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- الكويت-2015-ص75-92.
4-ديفيد لوبروتون -الأبعاد الثقافية للألوان (مقاربة أنثربولوجية)– ترجمة: فريد الزاهي. منصة معنى الالكترونية - مقالاتhttps://mana.net/archives/1880
Bernd Grahl , Sep 2, 2016, How do Namibian Himbas see colour? 5-
https://www.gondwana-collection.com/blog/how-do-namibian-himbas-see-colour/
6- Ryan Lange . Color Naming, Multidimensional Scaling,and Unique Hue Selections in English and Somali Speakers Do Not Show a Whorfian Effect. M.Sc. Thesis, Ohio State University, 2015.p 14.
7- G.P. Hagan. A Note on Akan colour symbolism. The African e-Journals Project. Michigan State University Library digital archive. http://digital.lib.msu.edu/projects/africanjournals/
////////////////////////////

 

آراء