هل أصبح لقمان من مؤيدي الانقلاب؟

 


 

 

السُّوداني أحمد لقمان، تم تعيينه مديرا لهيئة الإذاعة والتلفزيون من قبل رئيس الوزراء السوداني المستقيل السيد عبدالله حمدوك، إلا أن قائد الانقلاب في السودان، عبد الفتاح البرهان، كان قد أصدر قرارا بإقالة لقمان أحمد من منصبه وتعيين إبراهيم البزعي في مكانه.
لكن بعد إعادة رئيس الوزراء الى منصبه، أصدر الأخير، قرارا أنهى بموجبه تكليف إبراهيم البزعي من منصب مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون، وإعادة تعيين لقمان أحمد محمد في منصبه القديم.
وقال حمدوك في بيان، إن ذلك يأتي "عملاً بأحكام الوثيقة الدستورية".
إذن، عاد لقمان الى منصبه، واستقال حمدوك لإحباطه واستيائه الشديدين من عدم توافق القوي السياسية على ميثاق وطني، وتخلي قوي سياسية معتبرة عن دعمه ومساندته بالإضافة الى العراقيل والمصاعب التي تواجه تنفيذ خططه من قبل العسكر في عملية الانتقال (هكذا زعم في خطاب الاستقالة للشعب السوداني).
بعد استقالة حمدوك بقي السيد لقمان في منصبه، قابعا في مكتب هيئة الإذاعة والتلفزيون، ويبدو من الخبر التالي انه غادر محطة التغيير الذي كان يردده ويأتمر الآن بأوامر الانقلابيين.
واليكم الخبر الذي يخص السيد لقمان كما جاء في موقع الراكوبة الإلكتروني:
"قرر العميد بالجيش السوداني عبد القادر محمد موسى منع أحد المذيعين من تقديم نشرة الاخبار في تلفزيون السودان يوم الثلاثاء 11 يناير 2022، وطلب خروجه فوراً من الاستديو قبل دقائق من النشرة الإخبارية، ووافق لقمان أحمد المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون على تعليمات عميد الجيش بعد الاتصال به هاتفياً بما حدث.
وتعود التفاصيل التي حصل عليها “مونتي كاروو” إلى ان المذيع التلفزيوني “يونس محمد” وهو أحد مذيعي النشرة الاقتصادية في تلفزيون السودان القومي، تم وضعه في جدول يوم الثلاثاء من رئيس قسم المذيعين “نازك ابنعوف” بناءً على توجيهات مدير التلفزيون لقمان أحمد وتم التواصل مع المذيع يونس محمد وابلاغه بالحضور حسب الجدول حيث كان متغيباً من العمل بسبب تعرضه لحادث سير قبل انقلاب 25 أكتوبر، وقيل انه اعتذر عن الحضور للعمل بعد تعافيه من آثار الحادث لظروف خاصة في الفترة التي لم يكن فيها لقمان موجوداً بعد الانقلاب الشيء الذي جعله ضمن (قائمة الممتنعين) والمعارضين للإنقلاب
وحينما حضر يوم الثلاثاء ودخل إلى الاستديو ورآه عميد الجيش المسؤول عن التلفزيون عبد القادر محمد موسى ، قال بصريح العبارة (مش دا يونس اللي اتصلنا بيهو يجي يشتغل وقال ما بشتغل مع العسكر .. الجابو تاني شنو؟) وقام العميد بالاتصال بمدير التلفزيون لقمان وسأله عمن أتى بالمذيع يونس؟ وجاء الرد من لقمان بعدم العلم وأنكر تماماً توجيهاته السابقة لكبير المذيعين (نازك ابنعوف)، بل ان لقمان اتصل بمدير الأخبار عمر صالح وأبلغه بمنع المذيع يونس من الظهور وقراءة النشرة".
إذن يتضح من الخبر أعلاه عزيزي القارئ، أن السيد لقمان سقط سقوطا مدويا بقبوله الارتماء في حضن الانقلابيين وتنفيذ أوامرهم التي تتنافى مع القانون وحقوق الإنسان، ويكشف هذا الارتماء أيضا حال الانفصام الذي يعيشه الرجل في العمق بمعزل عن التحولات التي يشهدها الشارع السوداني منذ الانقلاب.
لكن هل كان للسيد لقمان احمد الذي قدم للتو من وراء البحار والمحيطات، فعلا مكان في الواجهات الثورية؟ هل كان بمقدوره أن يكون صاحب قرار في المكان الذي كان وما زال عليه أن يكون مبدعا خلاقا لمصلحة شعوب السودان؟
الإجابة على التساؤل أعلاه: بلا كبير، لأننا نتحدث عن شخص عاش في الخارج ولا علاقة له بالثورة التي دفع ثمنها الشباب والكنداكات.
**************
حاجة أخيرة، وهي أن السلطات الانقلابية قد أصدرت قرارا يوم السبت 15 يناير 2022، بسحب ترخيص قناة الجزيرة مباشر ومنع طاقمها من العمل في السودان.. فما هو موقف السيد لقمان من هذا القرار التعسفي الذي اثار استنكار السفارة الأميركية ورفضا دوليا؟

bresh2@msn.com

 

آراء