أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟ ولهذا الباغي أن يستحي؟

 


 

 

فراج الشيخ الفزاري
========
تقول كلمات مرسي جميل عزيز ..غناء عبدالحليم حافظ:
في يوم...في شهر..في سنة..تهدأ الجراح وتنام.. إلا جرحي أنا.. عاش مع الأيام..
وهذا هو جرح السودان المفتوح الذي ينزف دما منذ الخامس عشر من أبريل الماضي ولا أحد يدري كيف يضمد هذا الجرح حتي الذين أشعلوا نار الفتنة وتواروا خلف أكوام رمادها الملتهبة..لم يستحوا..بل تبجحوا ورقصوا
وهللوا وكبروا علي أديم الجثث.
ومهما حاولوا إخفاء جريمتهم فالشعب السوداني يدري من أشعلها..ومن المستفيد من لظاها..و من باع ومن قبض الثمن..لا فرق..
يدري من هم المخططين بالأصالة ومن هم اللاعبين بالوكالة...لا فرق..فكلهم في جوقة وفرقة الخيانة..لا فرق.
شهر وبضعة أيام وتدخل الحرب اللعينة عامها الأسود ولازال في مسرحها العبثي من يريد لها العرض علي جثث وأشلاء ضحاياها من المدنيين العزل والأطفال و النساء والعجزة وكبار السن..أما الشباب فمشردون وتائهون
أو مغيبون عن الوعي لا يدرون ماذا يفعلون ؟
لأول مرة في تأريخ الأمم يغيب شعب بأكمله عن مآلات مصيره وكيف يكون صباح غده؟
لأول مرة في تأريخ الأمم أن يتلاعب بعض قادته، المفروضين عليه ،بأحلامه
وأمانيه في الحياة..ففي صباح كل يوم أمل جديد بوقف الحرب تدحره في نهايته حسرة ودمعة واخفاق للوعود..
لأول مرة في تأريخ السودان الحبيب يحلم أطفاله برشقة الحليب وفي بواديه ملايين الاغنام والأبقار والأبل وهل من مزيد؟
لأول مرة في تأريخ السودان الحبيب تموت الأجساد ولا تجد الكفن الذي يستر حرمتها..وتتشرد الغواني ولا تجد من يصون عفتها..وتخزل الكرامة والشهامة والمروءة ولا تجد من يغير علي عزتها..
والقادة لاهون وكلما انبت السودان قناة ركبوا في القناة سنانا...
وما هديتهم للشعب السوداني في رمضان...ماذا سيفعلون في شهر الفضيلة والتوبة والغفران ..وكل أطراف الصراع تدعي الرحمة والزهد في الدنيا وقوة الأيمان؟
هل يستغفرون ربهم لما ارتكبوه من مجازر ومآسي
بحق هذا الشعب المغلوب علي أمره أم يكملون المشوار نحو منحدر الدمار؟
هل تنتصر ، في هذا الشهر الفضيل، غريزة الحياة (الايروس..EROS)..غريزة المحبة والسلام والعبادة والابداع ..كما يجب أن يكون له الأمر في رمضان..
أم غريزة الموت (ثاناتوس THANATOS) كما وصفها فرويد..غريزة الكراهية والحقد والحسد والتدمير والتلذذ بعذابات الآخرين كما يفعلون الآن وهم لا يهتمون؟
نسأل الله العفو والعافية وأن ينعم السودان بالراحة والأمن والأمان ولو بشكل استثنائي في شهر الفضيلة والمحبة..في رمضان.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء