الثابت والمتحول في المسألة السودانية

 


 

 

د. فراج الشيخ الفزاري
=======
أول من كتب في (نظرية)الثابت والمتحول ،هو الشاعر السوري (أودنيس)،في كتابه النقدي[الثابت والمتحول في الإبداع والاتباع عند العرب ]..ونحن لازلنا ، ورغم التحولات الكارثية للحرب العبثية، في زمرة العرب..ونتفرد عليهم ، ليس بالابداع وحده بل بالحروب و التمرد والخروج عن المألوف في الطباع ، عندما يدمر قادته، أرضه وشعبه ويستبيحون حرماته ولازالوا سارحين في الغي والطغيان...فأين الثابت وأين المتحول في هذه الحرب حتي نتبع (ثابتها) ؟
بالضروره، لابد من تعريف المصطلحات..والجيش السوداني الدعم السريع نموذجا...
ومن دلالات المعني...فإن الثابت يعني البقاء ...في الأرض..في التأريخ..في الذاكرة الجمعية..وهي التي تهبه هذا التوصيف.
أما المتحول فهو المتغير..المتكيف حسب معطيات الواقع المتغير. .فقد يكون مجودا حاليا وغير موجودا غدا..
وهنا يكمن الفرق بين ( الأثيل) ...اي الأصيل ..وبين المتغير الدخيل..
فإذا طبقنا هذه( النظرية )علي المتحاربين الآن،في السودان، فأيهما الثابت وأيهما المتحول (الدخيل ) ؟ أين ..عقلا ومنطقا يجب أن نكون...من حيث التوجه الوطني والتأكيد وليس بالضرورة التشجيع علي استمرار الحرب ...فهناك فرق ..
فالجيش السوداني ، ومهما قيل حوله من حكايات وروايات أقوال..صدقا او كذبا ..يظل هو الثابت بحكم القانون والتأربخ والانتماء الوطني ...وتلك قضية جدلية ،عند البعض، ولكنها عندي لا تحتاج إلي حوار او نقاش سفسطائي عقيم ..لأننا نشطح بعيدا عندما نتناول أصل الأشياء ..
أما الدعم السريع، فهو الكيان المتحول الذي يصعب الإلمام بطقوسه واسراره بل محرم عليك نقده او محاسبته لأنه أشبه للملكية الخاصة بعكس القوات المسلحة فهي جزء من منظومتنا الحياتية وقابلة للتعديل والإصلاح والنقد المباح.
وأعتقد جازما...لو حسمنا
أمرنا منذ البدايات الأولي للصراع وتوافقنا ، فكرا واعتقادا، حول (الثابت) و(المتغير ) لما حدث ما حدث من التدمير والخراب...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء