السودان ، سوف لن يكون هو السودان بعد اليوم !!!

 


 

 

 

" أسال الله العلي العظيم ان تنقشع عنا هذه الغمة والسودان ينعم بالوفاق وبالوحدة وبالبقاء".

انا اعتقد ان ما يحدث الان هو درس لكل شخص وكل حزب وكل جهة في السودان ، درس يجب ان يتعلم منه الناس الأتي :-
- يجب ان تعرف الحكومة وكل من والاها ، ان الامر ليس كما يتخيلون وان الطريق فيه عتاريس كبيرة جدا ويجب عليهم الا يغيروا ما بأنفسهم فقط بل يجب ان يغيروا اس واساس تفكيرهم ان السودان لا يحكمه حزب واحد ولا توجه واحد ومن الاجدى والافضل لهم ان يجدوا حلا سياسيا مناسبا.
- ويجب ان يغهموا ان السودان يضيع بين كنكشتهم في الدولة حتى وهي خاوية على عروشها.
- ويجب ان تعرف الحكومة ان الحكاية هذه المرة مختلفة تماما وان الخارطة السياسية المحلية والاقليمية والمحلية ليست لصالحهم البتة وليست لصالح الوطن ايضا.
- ويجب على الحكومة الا تغتر بقوتها فإن اي طفل في الشارع يعرف انها مخلخلة من الداخل ، ولا تغتر بمن يوالونها من شعب او امن او جيش ، على أساس انها هي الخيار الافضل وان بقاءها على سدة الحكم انما هي قوة تمتلكها والعالم كله ، اقول ان العالم كله الان ضد توجهها وضد بقاءها وعليها ان تتزل الف درجة وتجد حلا ومخرجا مما نحن والسودان فيه.
- ويجب ان تعلم ان المعارضة الآن نكسب الشارع يوميا وتكسب قلوب الكثير حتى وان اخفقت في طريقة الاحتجاجات
- يجب الا تقرأ الحاصل على انه احتجاجات "فقط" وسوف تزول ، لا فإننا الان في "ربيع عربي السودان" وهو نسخة مفصلة على السودان وانه سيؤتي اكله حتى وان كان ما بعده " تخليق ما يريده الاعداء من هذه الفوضى التي بدأت".
- ويجب ان تعي الحكومة ان خلافها واختلافها في مفاوضات اديس ابابا وسماعها للوسطاء وهم يطيلون عمر الخلاف ، انما هي القشة التي فصمت ظهر البعير وان الحل الان هو الحل المر والذي لا نريده للسودان ولا نرضاه له وان الحكومة بهذه الطريقة قد اختارت حتفها وحتف الوطن ، وما زال في العمرة بقية ان ارادت ان تخرج من هذا الحال بحل مناسب.
- ويجب ان تعلم الحكومة ان حالة التشتت في المعارضة وحالة التخبط السياسي والاقتصادي وشظف العيش ان هذه الاشياء لها قراءة واحدة ولها علاقة واحدة سيستغلها العدو الواحد عدو الخارج.
ويجب ان تعي الحكومة انه في ظل الخنقة العالمية والاقليمية الحاصلة فإنه لا يوجد بصيص نور وان الامر الاقتصادي والسياسي الحاصل سوق ان تنفعه معالجات موضعية وزيارات لعبة محاور هنا وهناك وان الامر بقراءة البشر محكم تماما وانه لا فكاك لهذا الاحكام ، وعلى الحكومة وعلى الذين يتهمهم الاخر بالفساد وقهر العباد الا يأملوا ثانية ان السودان سيعود هو السودان منذ رحيل اخر وفود المعارضة والحكومة وانفضاض سامر المحادثات والتي نعتبرها اخر عضة اصبع سياسية.
- واخيرا يجب ان تعلم الحكومة ان موقفها الان مثل موقف قط محشور في زاوية الارادة الاقليمية والعالمية بوقود الداخل وانه مهما طالت انيابه ومخالبه فلا محالة هو فائت ومائت وان الامر سوف لن يعود كما كان ، مكاتب وثيرة وسبارات فارهة وخزن مكنوزة. فمن الافضل لها ان تجد حلا مرا قبل ان يفرض الحل الأمر الذي بداياته هي هذه الاحتجاجات.
- ويجب الا تفرح المعارضة (بكل انواعها)، بما تقوم به حتى وان تخيلت ان الحكومة ستسقط ، والمعارضة مدينة للخارج ومدينة للاقليم وان حسابات الخارج تختلف عن حساباتها تماما فلا تعتقد المعارضة ان الخارج سبسوي لها الارض ويمهد لها الطريق وسيسوي لها الاقتصاد وسيسوي لها الخلافات الايدولوجية والخلافات الحزبية والمذهبية ، ويقول لها ، هيت لك.
- لا تعتقد المعارضة ان بذهاب الانقاذ بين يوم وليلة انهم سيجدون سودانا كما يحلمون ، وسيجدون كرسيا مريحا يتمرجحون عليه ويحكمون هكذا.
- كيفية رحيل الانقاذ الذي يطالبون به (وبعدين ليها الف حل)، فعلا ليها الف حل وليس حلا واحدا وستذهب ريح السودان الى الخمس دويلات المتوقعة ، واعتقد ان حكومات الخمس دويلات جاهزة ومجهزة من الخارج والداخل واراها ىأي العين، فحتى رحيل الانقاذ اذا قدره الله فهو مسؤولية الحكومة والمعارضة والشعب.
- يجب ان تعلم المعارضة حتى ولو اجتمعت كلمتها وقت هذا المخاض والمحاص ، فإن قلوبهم شتى وانه سوف لن ينجيهم نداء سودان او خلافه ما لم يحدوا حلا مناسبا ووطنا يسع الجميع والا فالخمس دويلات قائمة.
- يجب ان تعلم المعارضة ان الاسلوب الذي اديرت به وتدار ما يسمونه انتفاضة وثورة وتسميه الحكومة احتجاجات تنقصه الحكمة التي يظهر عدمها في الشائعات الزائدة وفي تحطيم مقدرات الوطن وبعض الناس يتهم المعارضة بنحطيم مثلث حمدي قبل ان يكون كل قبيل دويلته.
على المعارضة ان ارادت سودان ان تجد حلا مناسبا.
وعلى الشعب ان يبتعد من ركوب الموجات هنا وهناك ويلعب دوره في الوعي والتوعية وان يكون وسيطا ووسطا في معركة اليسار واليمين والتي لا تبقي ولا تذر وان محاصها ان اكتملت لا قدر الله فإنها لا تغرز لان الحروب لو نشبت فهي لا تملك عقلا ولا تملك قلبا ولا كبدا.
اللهم اشهد فقد بلغت
الرفيع بشير الشفيع
24 ديسمبر
rafeibashir@gmail.com

 

آراء