اوقفوا القتال لاسترداد الثورة وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي الكامل 

 


 

شريف يس
8 May, 2023

 

النزاع المسلح والحرب العبثيه تدخل اسبوعها الرابع والبلاد تشهد اوضاعا انسانيه مقلقه شديدة الخطورة والكارثيه، واختراق وانتهاكات واسعه ومستمرة للهدنه لم يتم مراعاتها واحترامها، في غياب جهه محايدة  لوقف اطلاق النار وكيفيه مراقبتها وتوفير الممرات الآمنه لسلامه المواطنيين وتقديم المساعدات الانسانيه، وضمان سلامه البعثات الدبلوماسيه والمنظمات الدوليه واجلاء العالقين، وسقوط المئات من القتلي والالاف من المصابين وسط المدنيين وحياة المواطنيين تتعرض للخطر المباشر،في ظل المزيد من القتل والعنف والترويع واستباحه المدن، والوفيات والقتلي وفق البيانات اكثر من 500  والاصابات تفوق ال 5000، وسقوط 7 اطفال كل ساعه و190 طفلا قتيلا، ورتفاع الضحايا بسبب استخدام الطيران والصواريخ والمدفعيه والدبابات في المناطق الأهله والمكتظه بالسكان،والمستشفيات خرجت عن الخدمه والنقص في الكوادر والامدادات الطبيه، وفي الخرطوم من بين 170 مستشفي تعمل 30 و72 في المئه من المستشفيات المتاخمه لمناطق الاشتباكات  متوقفه عن العمل، والاغلاق وتعرض 14 مستشفي  للقصف و19 للاخلاء القسري والاستخدام العسكري الذي اجبر ما لا يقل عن 20 مستشفي للاغلاق،ومن أصل 82 مستشفي اساسيه في العاصمه والولايات تعمل بشكل كلي وجزئي 23 مستشفي، تقدم الاسعافات الاوليه فقط مع نقص الدواء والموارد واللقاحات وانقطاع المياه والكهرباء والخوف من اتشار الامراض ، والاوضاع تتدهور مع انقطع الكهرباء وامدادات المياة والنقص في الوقود والمواد الغذائيه والارتفاع الحاد في الاسعار وانعدام السيوله،والأمم المتحدة اعلنت ان برامجها المخصصه من التمويلات للسودان لم تؤمن غير 14% وهي بحوجه الي 1.5 مليار دولار لتلبيه الاحتياجات، وحتي قبل اندلاع القتال ثلث سكان السودان 15,8  يحتاجون لمساعدات انسانيه و4 ملايين طفل وامرأة حامل يعانون من سوء التغذيه، ويقدر عدد النازحين بأكثر من 800 ألف شخص الي الدول المجاورة عبر أكثر من 42 ألف الي مصرمع 23 اجنبي منذ بدء الأزمه والنازحين داخليا قبل اندلاع الاشياكات 3.7 مليون.

تعرضت البنوك والمصانع والمحلات التجاريه للنهب والسلب والتخريب والحرق ومحاولات للاعتداء الجنسي، والمخاوف من اطلاق السجناء والمحكومين من معتادي الاجرام‘كما شمل ذلك بعثات دبلوماسيه ومنظمات طالت البيوت  المكاتب والمركبات والمستودعات، رغم دعوات مجلس الأمن للالتزام بالهدنه وتوفير الممرات الآمنه وتأمين اجلاء المدنيين، وسط هذة الاوضاع الانسانيه المأساويه والنزوح الكثيف والقتل والهروب الجماعي والدمار والخراب للبلد والجيش والممتلكات، شكلت المبادرة السعودبه والأمريكيه املا لهدنه انسانيه وهي تحرز تقدما بتسميه ممثلين للجيش والدعم السريع لحوار غير مباشر في جدة، للترتيب لهدنه ووقف دائم لاطلاق النار في اطار آليه وخطه عمل لوقف العدائيات واليه للتحقق من وقف اطلاق النار ومراقبين دائمين، ودفع الجنرالين للتفاوض والتخلص من لعبه الهدنه لفتح جوانب ومجالات بعد ان اختلفت الخطابات وهدأت وشاهدوا الخراب والدمار في العاصمه وقروأ موقف الشارع الرافض للحرب، ربما يقود ذلك الي الدفع نحو مسار سياسي لتفكيك الأزمه، تمهيدا للحل السياسي الذي يعيد العمليه السياسيه والمرحله الانتقاليه من خلال الحوار لتحقيق السلام وايقاف الحرب، ومنع اي طرف من الانتصار للانفراد بالسلطه لاقامه حكم شمولي، كما  يجب انهاء اي طموحات ودور للجنرالين حلفاء الحركه الاسلاميه  في مستقبل العمليه الساسيه والمشهد السياسي وخروج الجنرالين يمثل مفتاح الحل السياسي بعد ان وضعوا البلاد رهينه في ايديهم،  المخاوف الامريكيه والغربيه من امتداد الصراع وتعدد اطرافه ودخول المليشيات وفلول النظام البائد والصراعات الأثنيه والعرقيه والقبليه والجهويه والمناطقيه وتداخلات دول الجوار،وتحوله الي حرب اهليه شامله والتدخلات الخارجيه بالسلاح والتمويل والدعم ،واشار فولكر بيرتس الي وجود تحركات في مناطق مثل دول الساحل  ومالي والنيجر وتشاد، لجهات واشخاص وصفهم ب الباحثين عن الثروة والمرتزقه يحاولون الاستفادة من الحرب وان هنلك عدد غير قليل منهم يدعم أحد الاطراف المتحاربه في السودان وهو قوات الدعم السريع  وهنالك اطراف متورطه مع الطرفين وصراع النفوذ سيؤدي الي تعقيد الأزمه والمشهد ويمثل ذلك تهديد لدول الجوار،تشاد اثيوبيا جنوب السودان وافريقيا الوسطي التي تعاني من اضطرابات ومشاكل سياسيه وانتقاليه، يؤدي الي زعزعه الاستقرار في منطقه الساحل الأفريقي وخطرا علي السلام والامن الاقليميين، وهنالك دول لديها مصالح في الساحل الافريق وحوض تشاد من الممكن ان تدخل في هذا النزاع و تؤثر علي الأمن ولاستقرار في البحر الاحمر شريان النشاط التجاري العالمي والقرن الأفريقي وباب المندب وقناة السويس والموقع الجيوسياسي للسودان، وبؤر الأرهاب وتدفق اللاجئين والنازحين والهجرة غير الشرعيه، ومصر التي تتخوف من ملف مياه النيل وسد النضه وتدفق اللاجئين والجماعات المتطرفه والمهددات الأمنيه والاقتصادبه والتجاريه والسودان دوله محوريه ومهمه وله وضع خاص، لذلك المبادرة السعوديه الأمريكيه بضوء اخضر من الأسرة الدوليه، ومحاوله وفرصه تجد الدعم الأقليمي والدولي الذي لديه مصلحه في وقف الحرب وايجا عمليه سلام بعيدا من المواجهات العسكريه ومعالجه الخطأ الذي ارتكبته عندما وثقت في البرهان وحميدتي  بعد انقلاب أكتوبر ثم خرجوا علي الاتفاق الأطاري الذي وقعوا عليه والنزموا به، رغم تصريحات السفير الكوز الحاج دفع الله مبعوث البرهان عن رفض آليات تواصل مع الدعم السريع باعتبارة قوة متمردة سوف تحسم عسكريا، وهو امر داخلي لا يتطلب وساطه والهدنه لاسباب انسانيه واخلاقيه والجيش يمثل الشرعيه ودعوة لترك السلاح مقابل العفو والطرفين لا توجد لديهم رغبه وجديه في ايقاف الاقتتال، ولكنها محاوله للتعاطي مع المجتمع الدولي والاقليمي والوسطاء وارضائهم وجذب ثقتهم وتحييدهم في الصراع الدائر، ويبدوان الضغوطات الدوليه والامريكيه وقراءة المعاناة والخراب والدمارفي العاصمه والسخط والتذمر الواسع تجاة العسكريين واستخدام السلاح ، ادي لي اختلاف لغه الخطابات المتشددة بين الطرفين  التي اخلتفت بعد مرور ثلاثه اسابيع من اندلاع الاشتباكات والأزمه.

يوجد طرف قادر علي بسط سيطرته وتحقيق انتصار حاسم علي المستوي الميداني لتقويه وتعزيز موقفه التفاوضي وتسجيل نقاط علي الطرف الاخر، رغم محاولات اعادة التموضع والتمركز والتسابق علي تحقيق النصر والمكاسب علي الارض ،لكن المعركه لم تحسم وتفاجأ الجيش بقوة وكثافه نيران الدعم السريع واضطر لاستخدام الطيران وهنالك تكافؤ وتوازن نسبي،وصعوبه القتال داخل المدن والشوارع والاحياءالذي يواجه الجيش، ونحن في مرحله وحاله من توازن الضعف تجبر الطرفين علي ايقاف الحرب والتفاوض بعد ان فشل الطرفين في حسم المعركه عسكريا، وفتح الطرق للمبادارت دون التمرس بعقليه الانتصاروتضارب التصريحات والبيانات وتعدد المراكز داخل الجيش، والخارجيه السودانيه تستخدم لغه غير دبلوماسيه وخشنه بضرورة الاستسلام اوالفناء لجماعه الدعم السريع الأرهابيه واصابع الدوله العميقه والموازيه ظاهرة وبائنه، ويوجد طرف ثالث يسعي للفتنه واستمرار الحرب من فلول النظم البائد والمؤتمر الوطني المحلول والأخوان المسلمين الذين يحاولون معاقبه الشعب السوداني وثورته الذي اسقط نظامهم، تراودهم الاحلام والغفله بامكانيه العودو للسلطه مجددا وخروج قيادات النظام البائد اهانه واستخفاف بالثورة السودانيه، والشعب قال كلتمه في ديسمبر والدعم السريع صنيعه النظام البائد ومولود شرعي للؤتمر الوطني الذي تحول قياداته الي منصه ورافعه في دق طبول الحرب،وتغذيه الصراع واشعال الفتنه والمراهنه علي خيار الانقلاب والتخلص من الدعم السريع ودمجه تماما في الجيش من ثم استخدام الجيش عبر نفوذها وزراعها العسكري في مستقبل العمليه السياسيه ودعم البرهان،وموضوع تسليم السلطه للمدنين لم يكن مطروحا من المكونيين الذين يتقاتلان عسكريا ويتصارعان حول السلطه والئروة والمصالح والمطامع التي تخدم امتداداتهم الاقليميه والدوليه،ومشروع الثورة المضادة في التفريط في موارد وثروات البلاد ووحدته واستقلاله والارتهان للمحاور الدوليه والأقليميه والتبعيه، وهذة الحرب بقيادة الجنرالين امتداد للانقلابات العسكريه ضد الانتقال الديمقراطي المدني  11أبريل 2019 واتفاق الوثيقه الدستوريه المعيبه وانقلاب 25 أكتوبر ثم الاتفاق الأطاري في 15 أبريل، وجنرالات اللجنه الأمنيه للبشير والدعم السريع شاركوا في فض الاعتصام وجرائم الحرب والابادة الجماعيه في دارفور وقتل المتظاهرين واعادة انتاج الأزمه وتكرار الفشل، والانتقال المدني الديمقراطي مهمه الاحزاب والقوي المدنيه وليس الجيش والدعم السريع وماحدث في 15 ابريل محاوله انقلابيه ضد التحول المدني الديمقراطي، امريكا اجراءات علي المستوي الأمني والدولي ورسائل انذار قويه للجنرالين في بيان بايدن وقراراته التنفيذيه تحمل الافراد المسؤوليه عن تهديد السلام والأمن والاستقرار في السودان، حول تقويض التحول الديمقراطي واستخدام العنف ضد المدنيين، وارتكاب انتهاكات جسيمه لحقوق الانسان واعتبر بايدن ذلك مأساة وخيانه لمطالب الشعب السوداني في الانتقال الديمقراطي والحكومه المدنيه والعوة لوقف دائم لاطلاق النار،كما اعتبر بايدن انقلاب اكتوبر والاقتتال في 15 ابريل بين الاجهزة الأمنيه تهديد للأمن القومي الامريكي وسياسه الولايات المتحدة الخارجيه، والعقوبات سوف تشمل المتورطين في النزاع الجنرالين والذبن سمحت لهم امريكا بالافلات من العقاب والشراكه مع قوي الحريه والتغيير، ولم تقم بالدور الكافي بتعزيز القوي الديمقراطيه والمدنيه خلال المرحله الانتقاليه، كما تشمل العقوبات القادة وحظر ممتلكات الحكومه السودانيه وحظر المعاملات مع السودان وحظر ممتلكات الاشخاص المرتبطين بالنزاع في دارفور والمسؤولين واطراف عديدة متورطه، وقف اطلاق الناروالذهاب للحوار والتفاوض يجنب السودان المزيد من العقوبات.

الجنائيه الدوليه ما زالت تلاحق البشير واحمد هارون وقيادات النظام البائد، والأزمه تقترب من التدويل وأفريل هاينز في زيارة للمنطقه خلال 24 ساعه في جوله  للرياض والقاهرة والتي صرحت بأن من المحتمل ان يكون القتال في السودان طويلا لان كلا الطرفين يعتقد بانه قادر علي الانتصار ولديه القليل من الحوافز للجلوس لطاوله المفاوضات، وهذا التحرك من امريكا يعني ان الأمر في طريقه للتدويل وذهابنا الي السيناريو الأسوأ،وسوف نري تصاعدا في الموقف الأمريكي والأوربي خلال الفترة القادمه،ايقاف الحرب والدخول في العمليه السياسيه لمعالجه جذور الأزمه تبدأ بوحدة وتراص القوي المدنيه المنقسمه علي نفسها والابتعاد عن لغه التخوين والاتهامات لقوي الاتفاق الأطاري كما يروج الفلول وعناصر النظام البائد فلا يمكن لمن ينادي بدمج الدعم السريع ويحذر من تمددة ويطالب بانهاء تعدد الجيوس والاصلاح الأمني والعسكري والتحذير من الصدام والحرب الأهليه ان يكون له دور في الانقلاب ومسؤولا عن والحرب و التحالف مع جميدتي، والاتفاق الاطاري جاء من فكرة مقاومه الانقلاب وقيادة عمليه سياسيه لتحول مدني ديمقراطي،لذلك علي لقوي الحيه والفاعله من القوي السياسيه والمدنيه ولجان المقاومه والقوي المهنيه والنقابيه والمطلبيه وقوي التغير الجذري ومن خلال الوعي الجماهيري المتنامي، اعادة قراءة المشهد السوداني وفقا للمعطيات والمتغيرات والتمسك باهداف وشعارات ثورة ديسمبر، بالعودة لمنصه التأسيس ومواثيق الثورة السودانيه وتطوبرالاتفاق الأطاري ومخرجات الورش ودستور نقابه المحامبن والاستعداد للمؤتمر الدستوري لمناقشه القضايا الخلافيه وكيف يحكم السودان، الأولويه الملحه رفض الحرب واسقاط البندقيه وانهاء سلطه الجنرالات والعمل بكافه الوسائل السلميه والمدنيه في مقاومتها وفضح الجرائم والانتهاكات والتلاحم الشعبي الواسع لانتزاع الحكم المدني الديمقراطي الكامل.

shareefan@hotmail.com

////////////////////////

 

آراء