في أول حوار بعد إقالته من «السيادي».. الهادي إدريس: المجلس «الشرعي» سيعقد اجتماعه قريبا

 


 

 

في أول حوار بعد إقالته من «السيادي».. الهادي إدريس لـ«التغيير»: المجلس «الشرعي» سيعقد اجتماعه قريبا
قلل عضو مجلس السيادة السوداني المقال الهادي ادريس يحيى من تصريحات بعض أطراف السلام التي أعلنت انخراطها في القتال إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع، وأكد التزام القيادات العسكرية في القوة المشتركة بالحياد.
وكشف في حوار لـ«التغيير» عن اجتماع تم بين قيادات القوة المشتركة والدعم السريع في ذات اليوم الذي عقدت فيه بعض قيادات الحركات المسلحة مؤتمرها الصحفي بورتسودان.
وأكد إدريس هدوء الأحوال في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، وعزا الأمر إلى مطالبات تم تقديمها للدعم السريع بعدم مهاجة المدينة.
وعزا عضو مجلس السيادة المقال انهيار مفاوضات جدة لعدم القبض على قيادات الحركة الإسلامية التي قال إنها السبب خلف إشعال الحرب على الرغم من التواصل المباشر بين نائب قائد الجيش شمس الدين كباشي كباشي وقائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.
وقال إدريس لـ«التغيير» إنه لم يتسلم حتى الآن قرار إقالته من المجلس السيادي، وشدد على أن البرهان لا يملك الشرعية في اتخاذ هذا القرار.
وأضاف: «مجلس السيادة الشرعي سيعقد اجتماعه قريبا من داخل السودان».
التغيير- حوار: أمل محمد الحسن
* طالعنا البيان الذي أصدرته بخصوص الإقالة من مجلس السيادة، ولكن نريد أن نعلم كيف تم إبلاغك بالقرار، هل اتصل بك البرهان؟
قرأت قرار الإقالة في السوشيال ميديا، وكانت تلك هي المرة الثالثة التي اقرأ فيها خبراً عن إقالتي كان يخرجه الكيزان. أما الاتصالات مع البرهان انحصرت في فترة الحرب الأولى عندما كنا نعمل على وقف الحرب.
* في بيانك تحدثت عن عدم شرعية القرار، اذا ما هو موقفك منه؟
البرهان لا يملك الحق في إقالتي، مجلس السيادة رئاسة جماعية كل فرد فيه يمثل الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة. مميزات البرهان كرئيس للمجلس لا تتعدى إدارته للاجتماعات وتمثيل المجلس لكن بحسب اللوائح لا يمكنه إصدار أي قرار إلا باجتماع 9 أعضاء وموافقتهم.
انا اعتبر نفسي عضو مجلس سيادة شرعي حصلت على منصبي باستحقاق اتفاق سلام جوبا بعد ثورة ديسمبر المجيدة، لكن البرهان فقد شرعيته بعد انقلابه على الوثيقة الدستورية، وتقديم استقالته قبل أن يعود لتأدية القسم مرة أخرى بعد 3 أشهر! وكنا قد رفضنا تأدية القسم لأن هذا فيه اعتراف بالانقلاب، وآثرنا الاستمرار في عضوية المجلس لأننا نملك قوى مسلحة رغبة منا في تنفيذ اتفاق سلام جوبا.
وقبل الحرب بفترة طويلة قبل توقف المجلس عن الاجتماع واصدار القرارات. والأمر المدهش أنه حتى الآن لم يتم ارسال القرار لي بصورة رسمية ولم استلمه!
* لماذا برأيك أقالك البرهان ثم لاحقا أقال الطاهر حجر؟
منذ بداية الحرب اتخذنا موقفا واضحا بعدم دعم أي طرف من طرفي الصراع. ومن وجهة نظرنا هذه الحرب بلا معنى وحثيناهم على وقفها. وبالطبع هذا الموقف لم يعجب بعض الأطراف التي ترى ضرورة الاصطفاف اما إلى جانب الجيش أو الدعم السريع.
* ما هي خطوتكم القادمة؟
نحن كأعضاء مجلس سيادة شرعيين بدأنا في اتصالات مع المدنيين السابقين الذين انقلب عليهم البرهان، منهم محمد الفكي، ومحمد حسن التعايشي وعدد من الزملاء نحن نشكل اغلبية وبدأنا في مشاورات وفي الايام المقبلة سنخبر الشعب السوداني أننا سنعقد اجتماع لمجلس السيادة وسيكون داخل السودان ومن خلال الاجتماع سنؤكد على أننا غير معنيين بجميع القرارات التي اصدرها البرهان. بل ويمكننا إصدار قرار بعزله حال حصولنا على النصاب الشرعي بمشاركة أغلبية الأعضاء. ونحن نرفض تمثيل البرهان للسودان خارجيا لأنه يتلاعب بمصير الشعب وهو طرف في الصراع، ونحن نعلم أن كل ما يحدث من خلفه الحركة الإسلامية التي لن نسمح لها بالعودة بعد تدميرهم للبلاد طوال 30 عاما ثم انقلابهم على ثورة ديسمبر وأخيرا أدخال البلاد في الحرب.
* ما هو موقف شركاء السلام من قرار اقالتك؟
بعض أطراف العملية السلمية موقفهم السياسي هو الوقوف مع الحرب، وقبل ذلك كانوا طرفا في انقلاب 25 اكتوبر وهم ذات الأشخاص الذين مهدوا للانقلاب عبر اعتصام الموز الشهير. ثم أخيرا قاموا بمؤتمر صحفي في بورتسودان وأعلنوا أنهم اصبحوا طرفا في الصراع!
القوة المشتركة ملتزمة فعليا بالحياد ومؤتمر بورتسودان بيان سياسي لاستعطاف البرهان
* ما هو أثر قرارهم بالانخراط في الصراع ميدانيا خاصة في إقليم دارفور حيث ترتكز القوات المشتركة؟
اذا اعلنوا انخراطهم في الصراع في دارفور كان من الممكن اعتبار الحديث واقعيا، لكنهم فعلوا ذلك في بورتسودان وهذا من وجهة نظري هروب! نحن على تواصل مع القيادات العسكرية في القوات المشتركة وهم ملتزمون بالحياد، واصطفافها في أي معسكر يمنعها من التعامل مع الطرف الآخر وبالتالي لن تتمكن من القيام بدورها في حراسة القوافل الاغاثية من الفاشر حتى كوستي ومن الفاشر لنيالا والجنينة. اذا انضمت للجيش لن تتمكن من حماية المواطنين وتوصيل الاغاثة إلا بمحاربة الدعم السريع الذي بسط سيطرة شبه كاملة على إقليم دارفور. الخروج من الحياد يقتل فكرة القوة المشتركة التي لا يعول عليها المواطن فقط بل المجتمع الدولي ايضا.
وفي الواقع لا أرى أي تطبيق لما تم الإعلان عنه في بورتسودان.
* هل تقول إن ما حدث لا يتعدى البيان السياسي؟
نعم. هو مجرد بيان سياسي لاستعطاف الجيش والبرهان ولا أثر له في الواقع وقواتهم لم تذهب للقتال مع الجيش، والقوة المشتركة لم تصدر بيانا تقول فيه إنها ستلتزم بتنفيذ ما صدر في بورتسودان. بل على العكس هناك محاولات جادة لأن تقوم القيادات العسكرية بإصدار بيان تؤكد فيه التزامهم بالحياد قريبا.
وفي نفس يوم المؤتمر الصحفي الذي عقد ببورتسودان؛ كانت القيادات العسكرية مجتمعة مع قيادة الدعم السريع حول الفاشر، وفي تواصل مع الجيش في مقر الفرقة داخل الفاشر. وإذا كانوا قد خرجوا عن حيادهم لما اجتمعوا مع الدعم السريع.
الأوضاع في الفاشر هادئة وطالبنا الدعم السريع بعدم مهاجمتها
* كيف هي الأوضاع في الفاشر؟
نحن لعبنا دورا كبيرا في حث الدعم السريع على عدم مهاجمة الفاشر لأنها لديها وضعية خاصة وبها عدد كبير من النازحين إلى جانب الاستقطاب القبلي.
* هل استجابوا لمطالبكم بعدم مهاجمة الفاشر؟
استجابت قيادات الدعم السريع بالفعل ولم تدخل الفاشر. لكن أي تغيير ميداني يأتي نتيجة لما حدث في بورتسودان يتحمل تبعاته من أصدره.
* هل انتم مطمئنون على عدم انفلات الأوضاع في الفاشر؟
لا يملك أحد تأكيدا لما يمكن أن تؤول إليه الأحداث، حاليا هناك هدوء نسبي، والقوة المشتركة متواصلة مع طرفي النزاع لكن هناك مخاوف من الاستقطاب القبلي الذي يسعى لتحويل الصراع من حرب بين الجيش والدعم السريع إلى حرب قبلية وحتى بيان بورتسودان حمل مؤشرات قبلية. حتى الآن هناك وعي على الأرض ولم يحدث صدام.
* حال نفذت قواتهم الاصطفاف إلى جانب الجيش، ما هو مصير القوة المشتركة؟
سنظل نحن على موقفنا المبدئي المعلن من اليوم الأول، لن ننجر للقتال ولم يستطع أحد أن يقنعني بمبرر الحرب. نحن نريدهم أن يتوقفوا عن القتال وكل جولاتنا الخارجية كانت بصدد السعي لايقاف الحرب لن اصطف مع أي طرف مهما حدث.
بعد وقف الحرب ستكون هناك مساءلة تشمل من عملوا على إجهاض ثورة ديسمبر
* هل هناك اتصالات مع أطراف السلام الذين فارقوا الحياد من أجل حثهم على تغيير موقفهم؟
لم ننقطع عن التواصل معهم، وآخر لقاء تم في جوبا. لا توجد خلافات على المستوى الشخصي لكن سياسيا فور عودتنا من توقيع اتفاق جوبا بعض أطراف السلام تحالفوا مع النظام البائد وعبر هذا التحالف نفذوا اعتصام “الموز”. لذلك نحن سياسيا لسنا على اتفاق حتى مع بعض الرفاق داخل الجبهة الثورية. منذ عودتنا بقينا على موقف ثابت في صف القوى الديمقراطية ولن نتبع الفلول الذين يتعاملون مع السودان أما يحكموه أو يدمروه!
لكن الحرب ستقف وسيأتي وقت المساءلة والتي ستشمل حتى من عملوا على إجهاض ثورة ديسمبر.
طالبنا بمشاركة حمدوك في اجتماعات إيغاد بوصفه رئيس الوزراء الشرعي
* ما هي تحركات هذه الجبهة المدنية الديمقراطية الآن؟
قمنا بعمل تحالف كبير شمل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والمجتمع الدولي سيعترف بنا كقوة شرعية تمثل السودان وفي الايام المقبلة سيعقد المؤتمر التأسيسي لتلك الجبهة، وسبقناه بوضع هيكلة وتواصل مع العالم طالبنا من خلاله مشاركة حمدوك في الاجتماعات الاقليمية بصفته رئيس الوزراء الشرعي والذي عندما تم الانقلاب عليه كان رئيس الإيقاد ايضا. وهو مقعد تنازلت عنه كينيا للسودان تكريما لانتصار ثورة ديسمبر واستولى عليه البرهان عبر انقلابه العسكري.
* ما هو مستقبل المفاوضات بعد انتقالها للمنبر الأفريقي؟
الإيغاد والاتحاد الافريقي سيعملون على تسهيل العملية السياسية الشاملة بعد وقف العدائيات، وهو أمر منوط به منبر جدة والذي كانت التوقعات حوله كبيرة لكن النتيجة ليست كما كنا نتمنى. وكـ”تقدم” قمنا بارسال خطابات تشمل رؤيتنا (خارطة الطريق وإعلان المبادئ) لرؤساء الإيغاد اعترفنا فيها بمنبر جدة لوقف العدائيات ومن ثم تحسين الأوضاع الإنسانية ومن ثم قيادة العملية السياسية وتكوين حكومة مدنية لفترة انتقالية قصيرة يذهب الناس بعدها للانتخابات. تشمل الجميع ما عدا المؤتمر الوطني وواجهاته التي أشعلت الحرب.
* البرهان في جميع خطاباته ينكر ضلوع الإسلاميين في الحرب!!
من هو الذي يقوم بالاستنفار والحرب الآن؟ هم كتائب البراء بن مالك والكيزان ومجاهديهم.
* هل لديكم معلومات حول تمويل الكيزان وتخطيطهم لهذه الحرب؟
الامريكان فرضوا عقوبات على القيادات الكيزانية “علي كرتي” واتبعوها بعقوبات على قوش وآخرين، هذه العقوبات بسبب مساهمتهم في زعزعة الاستقرار لم تأت من فراغ. واكتشاف هذه الحقيقة لا يحتاج للامريكان جميعنا نرى المجاهدين وشعاراتهم الجهادية ذات مشاهد حرب الجنوب!
* هل تتوقع أن يكون لهذه العقوبات تأثير على تحجيم الدور الكيزاني في الحرب؟
انا شخصيا لا أعول كثيرا على العقوبات، وذكرتها على سبيل التأكيد لكن الحل الحقيقي يأتي من السودانيين أنفسهم.
* حسنا، إلى أي مدى هذه الجبهة المدنية متماسكة ويمكن التعويل عليها؟
الاجتماع الذي تم في ظروف الحرب في أكتوبر الماضي بالعاصمة الاثيوبية ضم عددا كبيرا من مختلف الكيانات السياسية والمدنية وحركات الكفاح المسلح المؤمنة بالتحول المدني الديمقراطي ولجان المقاومة والكيانات النسوية والشبابية والهيئات النقابية والمهنية ويجري الترتيب الآن للمؤتمر التأسيسي والذي سيحضر إليه الناس من كافة ولايات السودان رغم ظروف الحرب، ليس لدعم أحد طرفي الصراع ولكن لدعم بلدهم.
* هل هناك مشاورات مع عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو؟
نعم. هناك تواصل وعبد الله حمدوك اجتمع بعبد الواحد قبل فترة، ولديه تواصل مع الحلو ايضا، هم لديهم موقف واضح ولم يصطفوا إلى جانب أحد طرفي الصراع ويرون أنها حرب عبثية لا قيمة لها!
* هناك اتهامات بأن الحدود التشادية تسمح بمرور المساعدات للدعم السريع، هل لديكم تواصل مع الحكومة هناك لقفل طريق الإمداد؟
كنت في تشاد قبل فترة، ونقدر جدا ما تقوم به الحكومة التشادية مع اللاجئين السودانيين، منذ الحرب السابقة تشاد تأوي 800 الف سوداني طوال 20 عام، وفي ظروف الحرب الحالية فر إليها آلاف السودانيين. الرئيس التشادي زار بنفسه معسكرات اللاجئين. أما فيما يخص الإمداد هناك اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع حول دول تقف الى جانب أحدهم. لكن من وجهة نظري مهاجمة الدول ليست فكرة حكيمة، هاجمونا الفلول من قبل واتهمونا بالعمالة عندما التقينا بعدد من رؤساء الدول، وذات الدول قام البرهان بزيارتها، هل هذا يصنع منه عميل؟
الإسلاميون هم من أشعلوا الحرب ويريدون تقسيم السودان بحديثهم حول دولة البحر والنهر، على العموم هو مشروع قديم لكن يبدو أن طموحهم انحصر في رقعة صغيرة!
* كقائد سياسي وعسكري تنتمي لإقليم دارفور هل تعتقد أن هذه التهديدات بالتقسيمات يمكن أن تحدث في واقع الحرب الهش الذي تعيشه البلاد؟
دعوات التقسيم التي حدثت إبان فصل الجنوب لا يمكن تطبيقها في الواقع الحالي لأنهم لا يمكن وصف حميدتي بانه غير عربي أو غير مسلم! كيف تقسم دارفور واهلها يعيشون في بورتسودان وعطبرة ودنقلا وفي أي مكان؟ مشروع التقسيم مشروع انهزامي ولا أرى أن هذه البلاد ستنقسم رغم واقع الحرب.
* ما هي قراءتك للواقع الميداني بحسب خبرتك العسكرية، هل هذه الحرب تمضي إلى انحسار؟
هناك تصعيد ودمار بسبب عدم توقيع اتفاق وقف العدائيات وتطور الأمر لتدمير البنية التحتية، الكباري ومصفاة الجيلي، ما يحدث تدمير ممنهج ولا المس نية صافية لايقاف الحرب ويجب أن ينتفض الشعب السوداني الذي يعاني من ويلات الحرب وكان يعيش في حالة صدمة ويرفض الحرب، وفي رأيي إذا اجتمع الرفض الشعبي مع الاقليمي والدولي يمكن أن تتوقف.
هناك اتصالات مباشرة بين كباشي وعبد الرحيم دقلو
* ما هو السبب الرئيس خلف فشل مفاوضات جدة؟
حصلت التزامات بإلقاء القبض على الفارين من السجون والذين أصبحوا جزءا من قيادات الحرب مثل أحمد هارون الذي سمعنا عبارة حرب الكرامة لأول مرة منه! وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية متهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لكن طوال الفترة الانتقالية العساكر رفضوا تسليم المطلوبين للعدالة وبعد ذلك اخرجوهم من السجون على الرغم من وجود تواصل مباشر بين قيادة الجيش ممثلة في الكباشي وقيادة الدعم السريع ممثلة في عبد الرحيم إلا أن الشكوك لا تفارقني في كيفية القبض على قيادات الحركة الاسلامية.
* هل كانت مناورة سياسية؟
هي مناورة نعم. لكن في آخر الأمر لن يجدوا خيارا سوى المفاوضات لأنه مهما استمرت الحرب لن يكون هناك انتصار

 

آراء