في يوم المرأة العالمي – تَحيّة وباقة وَرْد لزهرات بلادي

 


 

 

"الحُقوق تُؤخذ ولا تُعطى"
قولٌ مأثور

8 مارس 2023م

مقدّمة
فاتني في زُمرة الأحداث السياسية المتسارعة في البلاد أن أنشر كلمة قصيرة، في موعدها، بمناسبة يوم المرأة العالمي في الأسبوع الماضي، في الثامن من مارس الجاري لأحيي فيها زهرات بلادي، أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وحفيداتنا ورفيقات دروبنا في قاعة الدرس وفي العمل وفي البيت وفي الحياة عامة، الباسلات، الممسكات على جمر النصال، في الصفوف الأمامية، في كل أرجاء الوطن العريض. إليكًنّ مِني تحيّة وإجلال واحترام وباقة ورد. فالدور الذي تلعبه المرأة في حياتنا أعظم بكثير مما تستطيع الكلمات، نثراً كانت أم شعراً، أن توصفه. وفي مثل هذه المناسبات التي تأتي مرة في العام وجب علينا جميعاً أن نقف وقفة إجلال وإكبار واحترام لدوركن التاريخي الباسل في ثورة الشعب السوداني على الظلم والجهل والفقر والعبودية للرجال والنساء على السواء. فهنيئاً لكُن بالنصر وإن لم يكتمل بعد ولكنه حتماً في طريق سرمدي لا رجعة فيه وإن طال المسير.

شهيدات الثورة السودانية
الثورة السودانية، في واقع الأمر، بدأت مع بداية مجئ الإسلاميين للسلطة في 1989م، بنضال الطالبات في الجامعات السودانية جنباً الى جنب مع إخوانهن الطلاب؛ فكان أن أُغتيلت التّاية أبو عاقلة الطريفي، الطالبة وقتها بكلية التربية، برصاص الدولة الإنقاذية في 6 ديسمبر 1989م في ردهات جامعة الخرطوم بجوار كلية الإقتصاد والعلوم السياسية. فالتحية، أوّلاً، والإجلال والخلود إلى كل شهيدات الثورة السودانية، على مر العصور، في عليائهن: التّاية أبو عاقلة الطريفي؛ سِت النُّفُور بَكَّار؛ مريم محمد عبدالله؛ ربا محمد الحسن؛ إنصاف موسى؛ عاكفة خاطر؛ بدرية إسحق؛ الكنينة أيوب؛ هالة هاشم؛ نجاة الشيخ النصيح؛ نادية إسحق؛ آلاء الأمين الحبيب؛ فايزة حمرة؛ رزان فخرالدين؛ ميادة جون يوسف؛ فائزة أحمد عثمان؛ آمال قوس؛ هيف النَّو؛ أميرة حميدان؛ رَنا جُون، سارة عبدالباقي الخضر؛ وكل من لم نقف على اسماءهن بعد، فهذه القائمة غير مكتملة. فلنجعل عيد المرأة، كل عام، مناسبة لرد الاعتبار لشهيدات الثورة السودانية.

نضال المرأة في الثورة السودانية
تحية وإجلال، مرّة أخرى، إلى أميرة عثمان حامد ونضالها الجَّسُور في السودان في شأن المرأة وحقوق المرأة. وعبرها تحية إلى كُلِّ أميرة وعَزّة وعزيزة وروضة وزِينة وسيدة وعواطف وتاجوج ورزان، وشموس ومَيْ وناهد وبدور؛ وكُلِّ زينب وزبيدة ولُبنى وحُسْنة ولِينا ولالِين وعافية ولَنا وعفاف وبخيتة وصفاء ولَيان وزهرة وزهور؛ وإلى كلِّ مِيري ومَرْيم ومِهيرة؛ وكلّ مَنْدِي وربيعة؛ وكُل وِيني وتَماضُر وملاذ وعبير وسميرة؛ وإلى كُلِّ مَها وليلى واستيلا وأشول والبتول؛ وكل أماني وإنعام وتهاني وتِلال ورامية ورِيم ورابحة وسميّة وسامية وتَحيّة؛ وكُلِّ سماح ونسيم وكُلّ رباح ونُورا ونُور ويارا ورانيا وضياء وسَحًر وصباح؛ وكلّ أمل وآمال وأفراح وآلاء وحرم وسارّة وبُثينة وأسرار؛ وإلى كُلِّ روضة وهاجر وريم ورزان وريماز؛ وكل نانسي وندى وسُهى وسلمى وسَنيّة ونسرين وأحلام وإيمان وميادة وإسلام؛ وإلى كلِّ فاطمة وفايزة وفدوى ونجوى ونشوى ونهلة وسلوى ونازك ومَروة وشذى وتَقوى ومُنى وأميمة وقِسِيمة ووِفاق وكريمان؛ وكلِّ رِين ورندا وبهجة وسوسن وكُلِّ سالي ونَبتة وسواكن وسعاد؛ وكلّ آمنة وعائشّة وحنان وخديجة وسِتّنا وإشراقة ووِداد؛ وكُلّ هِنْد وهِيف وهٌدى وهُويدا وهادية وهالة وهنادِي؛ وكَلّ أسماء ومَكارم وشيماء ومَنازل؛ وكُلّ ليمياء ورَشَا وشادن ودُعاء وجلاء ونجلاء وحوّاء؛ وإلى كل إخلاص وإيناس وإنصاف وإكرام وأحلام ووفاء وآية وعناية؛ وكلِّ سُلافة وعَنْوَة وعُنّاب وهديل ورَباب؛ وإلى كُلّ رُقيّة وبدرية ورَخيّة ووَرَقيّة ويُسرا وعوضية؛ وكل مديحة وحَدْ-الزين ونَفَرين؛ وكُلّ بقيع وملكة-الدّار وعَيشة وأم-الحَسن ونُور-الشام وأم-كلثوم وأم-عِزِّين والشَفّة وعِز-البهاء وعَلوية؛ وكُلِّ فهيمة وفريدة ودار-السلام وصَفيّة وفتحيّة؛ وكُلّ عديلة وفَردوس ومحاسن وجميلة؛ وكًلِّ شريفة ونايلة وشادية ونفيسة؛ وكلِّ آسيا ونادية وعالية ومدينة ويُسريّة وفوزية ؛ وإلى كُلّ صالحة وعَرَفَة وزينب ودِينا؛ وكُلِّ بلقيس وماجدة وخالدة وأمينة. بل إلى كُلِّ زهرات بلادي، في كل الأجيال، بكل ما تحمل اسماؤكُن من عِزّ وفخار وتاريخ وعفاف وشموخ وجمال. التحية والإجلال والمجد والخلود لكنَّ – في يوم المرأة العالمي - وأنتن في مقدمة الركب تصارعن الغول وأزلامه من تجار الدين ولوردات الحروب في ثورة السودان التي تتقدمها صفوفكن على الدوام مطالبات بحقوق المرأة التي ظلت مظلومة وعبرها حقوق الإنسان على إطلاقه. وأبشرن بالخير وبالنصر الذي هو آتٍ وإن طال المسير. فبدلاً من أن يقدموا لكن الورود في يوم العيد لازلوا يمطرون تجمعاتكن السلمية المتحضرة بالغازات السامة وبالذخيرة الحيّة. يا لسقوط هؤلاء؛ فالسودان الذي نعرفه ونحلم به برئٌ من أفعالهم.

حقوق المرأة
الحقوق تُؤخذ ولا تُعطى. وقد جاء في خاتمة مقال د. محمّد محمود المنشور في سودانايل في 8 مارس الجاري بعنوان: " في ذكرى يوم المرأة العالمي – المرأة كاملة عقل" قوله في شأن حقوق المرأة: "إن حقوق المرأة لا تزال منقوصة والتمييز ضدها لا يزال قائما بدرجات متفاوتة في كل العالم. إلا أن الانتقاص والتمييز الأكبر ضدها يقع في العالم الإسلامي، وخاصة في البلاد التي بعثت الشريعة (وهي بلاد يبدو أن إسرائيل ستلتحق بها إذا استطاعت الأحزاب الدينية أن تُحكم قبضتها عليها وتبعث الشريعة التوراتية). إن أي تشريعات تسلب المرأة حقوقها وتميّز ضدها محكوم عليها بالفشل، لأن كفاح النساء والرجال المناصرين لحقوقهن ضد هذه التشريعات لن يتوقف وسينتصر مثلما انتصر الكفاح ضد الرِّق رغم أن كل الأديان تبيحه" انتهى ولا مزيد عليه.

-النهاية-

ballah.el.bakry@gmail.com
/////////////////////

 

آراء