قراءة في فكر الوليد مادبو … ثورة الوسط نموذجا (2/4)

 


 

 

Mohamedmosa.imam@gmail.com

إستهل الكاتب سفره بمقال "المدينة الآثمة" (ص 39), وأتم السفر بمقال "منفستو المدينة الفاضلة" (ص 375). السؤال هنا : لماذا إفتتح الكاتب بمقال يصف فيه الخرطوم (العاصمة/المركز) بالمدينة الآثمة , ثم يختتم ببيان المدينة الفاضلة , أو المدينة المرتجاة ؟ وهي أعالي أشواق الإنسان المهدور الذي ينتظر الذي يأتي ولا يأتي . ما العلاقة بين "الإثم والفضيلة" ؟ هل يسعى الكاتب من خلال مقالاته أن يُدَشّن بيان حقيقي لإقامة "المدينة الفاضلة" أو "الفردوس المفقود" على أنقاض المركز المتهالك المتداعي ؟ , أليس الإثم هو الذنب , والذنب مغفورٌ عنه بعد التوبة ؟ هل ينتظر الكاتب في خُصيصة نفسه من "حَاكمٍ طَاغٍ" أن يتوب ويستغفر فيُغفر له ؟ . إن التوبة تعني الإعتراف ضمنياً بالجُرم , ولم نشهد على مدى تاريخنا السياسي الحديث أن إعترف أحد "طُغاتنا" بجرم إرتكبه , لذلك إستشهد الكاتب في صدر مقاله بآية من القرءان الكريم في قوله تعالى «... وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِى الْكِتَابِ مَسْطُورًا..»، سورة (الإسراء : 58) . هذا الحكم الإلهي ليس مُطلقاً , فحرف (إنْ) لا تفيد التقييد بقدر ما تفيد التوكيد والتأكيد على القدرة الإلهية المطلقة غير السببية , وبالتالي نخلص إلى فحوى ومضمون الآية أن كل قرية غافلة وغير مصلحة إلا والله مهلكها أو معذبها وهذا واضح فى قول الحق سبحانه: ‭(‬وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجُوْعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ‭‬ (النحل: 112) . يقول الكاتب (... سيّما أن هذا التجلّي القدري يسنده منطق شرعي , لقد أمهلنا كثيرا كي نعتبر فنعي المشكل .. لكننا تمادينا في العماية , بل آثرنا الغواية باتّباعنا ذات المنهجية التي أوردتنا المهالك من قبل , فهل عقمت المدينة من نجيب ينذرها مغبّة التمادي ويرشدها سبل المفازة ..؟) اهـ . بهذه المقدمة في المقال الأول بدأ الكاتب بنكأ الجرح , فالشواهد على ما يقول كثيرة والأمثلة واضحة وصريحة , فالكاتب يرى ما لم يره "الطُّغاة" , يرى خاتمتهم وما ينتظرهم من العذاب والهلاك معاً , فالعذاب هو الألم في الدنيا والهلاك هو الألم في الآخرة , لذلك يقول (... فهل عقمت المدينة من نجيب ينذرها مغبّة التمادي ويرشدها سبل المفازة ..؟) اهـ . إن إستمراء التآمر على الوطن والمواطن طوال فترة قرن من الزمان لا أحسب أن يكون هناك من يرشد إلى المفازة بين ظهرانينا, فما المفازة إلا تفاؤل هالك بالنجاة . ويقول (... لا , لكنهم أصبحوا ضحايا تفكير مركزي لا يرى ثورية خارج الأطر التقليدية , ولا يرون ريادة إلا لنقوش سطّرتها دور العبادة وإن كانت لغير الله) اهـ . (ص 39) . ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
عندما خرج النفط, تنفّس الإنقاذيون الصّعداء, وخرجوا من النفق الضيّق إلى دنيا واسعة شاسعة أوسع من (الدين الإسلامي) الذي اعتمدوه دستوراً وإماماً لهم, فالدين لا يصلح إلا مع الفقراء فقط, لأن الدين هو الوحيد الذي يحوّل آمال الفقراء ويترجم مآسيهم إلى واقع إفتراضي يعيشونه في حاضرهم ويقتاتون عليه في مستقبلهم. لقدأصبح صَيت زمرة الإنقاذيين أكبر من كَيسهم , فشعار (الإنقاذ) كان , ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل القتاد (نوع من الشوك مر الطعم) , وهذا السلوك ترجمة نوعية لنمط من أنماط النرجسية الثقافية cultural narcissism , فالإنسان ذو البعد الواحد one dimensional man , هو الذي تتلبّسه الفكرة التي مفادها أن موارد النقد في العالم الحديث قد إضمحلّت إلى حد إختفت فيه عمليّاً إمكانية تصوّر مستقبل مختلف وأفضل بدونه , وهكذا فإننا نعيش الأن في مجتمع ليس له سوى بُعد واحد ألا وهو "بُعد الواقع القائم" – الزاوية التي يرى منها الطّغاة - مما يودي إلى ما يسمى بالتناقض الأدائي , إلا أننا آثرنا أن نُغيّب الحقيقة داخل ذاكرتنا الجمعية ونستمر في التكاذب . إن الدين لا يمكن أن يكون عاملاً لتوحيد الأمم والشعوب, كما الدين لا يمكن أن يكون سمة لهوية ما لشعب ما. إن ما يجمع الأمة هو قوميتها وثقافتها وليس دينها. فمن حق أي مواطن أن يكون ما يكون, بصرف النظر عن ماهيّة إعتقاده أو إنتماءاته العقدية أو المذهبية فهي لا تُمثّل هويّته الرسمية التي بها ينتمي إلى بلده أو قوميّته. إن الهوية الرسمية للدولة يجب أن تكون جامعة واضعة في الإعتبار جميع القوميات والثقافات لهذه الأمة.
تناول الكاتب مصطلح (النخبة) في سفره, ووردت كثيرا بين مقالتَي (المدينة الآثمة والمدينة الفاضلة) دون الإنتباه إلى كُنْه هذه الكلمة التي تتنافر والمُشبّه بهم كمصطلح يخدم أغراض موضوع المقال المطروح , فالطبقة أو الشريحة السودانية المعنية بمصطلح (النخبة) لا ينطبق عليها هذا الوصف ولا يستقيم عوده إلا عنوة . لأن مصطلح (النخبة elite) أو الصفوة تعني الخلاصة , وخلاصة الشيئ خياره , كما أن الإنتخاب هو الإختيار والإنتقاء , لقد درج الأدباء والمثقفون وعلماء الإجتماع على إستخدام مصطلح النخبة على قادة الرأي العام الذين يشكلون إتجاهات وتوجهات المجتمع , كما تتمثل في القادة الدينيون ووجهاء الطوائف الدينية وعلى الأقلية الحاكمة المسيطرة ذوي القدرة والنفوذ . يقول عالم الإجتماع الإيطالي فلفريدو باريتو "... أن النخبة هم أولئك المتفوقون في مجالات عملهم .. (التكنوقراط) , ويتمتعون بقدرة هائلة على ممارسة وظائفهم السياسية أو الإجتماعية والتي تخلق منهم طبقة حاكمة ليست بحاجة إلى دعم وتأييد جماهيري , لأنها تعتمد في حكمها وإصطفائها على مواصفات ذاتية تتمتع بها , وهذا ما يميزها ويؤهلها لإحتكار المناصب ." اهـ , فالسؤال الذي يتبادر ويتقافز في عقولنا لأول وهلة : ما الذي يميّز السياسيين السودانيين (النخبة) عن من سواهم ؟ . ما الذي يمتازون به لا يملكها بالمقابل أفراد وجموع الشعب السوداني ؟ . هل تقلّد هؤلاء النّفر (النخبة) مناصبهم وإحتكروا المنصّات والمنابر عقوداً لأنهم يتمتعون بتأطير أكاديمي رفيع عَمّنْ سواهم وتحلّوا بقدر من النزاهة والأخلاق تجعل منهم أنصاف آلهة ؟ . حسب المعطيات لدينا فإننا لا نرى فيهم سوى أرجاس أوثان حان أوان تحطيمها , لأنهم ليسوا سوى (أراذل) - كمقابل لغوي لكلمة (نخبة) - إستخفّوا قومهم بالتعالي والأنانية والكلف (والبريستيج) الكاذب , فكسروا إرادة الفرد وخسروا ثقة المجتمع وحطّموا ما تبقى من وطن .
يقول بن عطاء الله السكندري "من لم يُقبل على الله بملاطفات الإحسان , قُيّدَ إليه بسلاسل الإمتحان"اهـ . فما هو هذا الإحسان الذي يتحدث عنه السكندري ؟ , أليس هو ذاك الإحسان – المُراد به الرقابة الذاتية -الذي ورد في الحديث الشريف "أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه مسلم وابن ماجه . فالإحسان في الإسلام هو إتقان العمل الذي يقوم به المسلم (التكنوقراطي) وبذل الجهد لإجادته ليصبح على أكمل وجه , فإن كان العمل خاصاً بالناس وجب تأديته على أكمل وجه . أليس هذا هو مضمون ما تحدث عنه عالم الإجتماع (باريتو) في تعريفه لمصطلح النخبة ؟ . هل ينطبق ما ورد أعلاه من حديث وتعريفات على (الطبقة/الفئة) المتصدّرة للمشهد السياسي السوداني منذ ولادة الدولة السودانية الحديثة وإلى يومنا هذا ؟ , لا أظن ذلك .
في مناجاة للكاتب يقول فيها ".. فهل عقمت المدينة من نجيب يُنذرها مغبّة التمادي , ويُرشدها سُبُل المفازة" اهـ , ما النجيب سوى ذاك الفاضل النبيل الخالص , وهي تعريفات لـ(الصّفَوِيّة) , ولكن هيهات لا جواب لسُؤْلَ الوليد بين يدي هؤلاء . ويستطرد الكاتب "... سيّما أن هذا التجلّي القدري يسنده منطق شرعي" اهـ , فإذا قرأنا منطوق الآلهة , هذا المنطق الشرعي , ووضعنا مقاربة بينها وبين ما يرمي إليه الكاتب في معرض حديثه نجده لا يخرج كثيراً عن ما جاء في سفر منصور خالد الموسوم (النخبة السودانية وإدمان الفشل) . فكيف لفئة تم تصنيفها (صفوية/نخبوية) منتقاة أن تفشل وتفشل حتى يؤول بها الحال والمآل إلى إدمان الفشل , فتُصبح أنموذجاً يُضرب بها المثل وتُسطّر تجربتها في القراطيس المقرطسة تكون مادة للدراسة وعبرة للأجيال . أما آن الأوان لقبر مفهوم (النخبوية) كمصطلح قُيّدنا بسلاسله ردحاً من الزمان ؟ . أليس هذا دليلاً كافياً لإستبدال هذا المصطلح السياسي بمصطلح يليق بالمُشبّه بهم وذلك حسب معطيات النتائج التاريخية والسياقات الموضوعية وما يقتضيه الوصف المنهجي لهذا المصطلح ؟ .
لقد تناول المفكر اللبناني علي حرب في كتابه "أوهام النخبة أو نقد المثقف" دور المثقف وتفاعله في المشهد السياسي وطرح بعض الأسئلة الجوهرية . لماذا لم يفلح المثقفون في ترجمة شعاراتهم ؟ . لماذا يتحوّلون إلى مجرد باعة للأوهام ؟ . لماذا لم يتمكنوا من تجديد عالم الفكر وتغيير الواقع . يقول : "إن النقد هو تحليل للعوائق التي تحول دون أن يكون المفكر مبدعاً في حقول الفكر , منتجاً في ميادين المعرفة , هذه العوائق هي عبارة عن أسئلة عقيمة أو ثنائيات مزيّفة أو مقولات كثيفة , أو بداهات محتجبة , وكلّها أوهام خادعة تحجب الكائن وتطمس المشكلات بقدر ما تنفي الحقيقة وتقصي الذوات . والأوهام كثيرة منها وَهَمْ النخبة , أعني بهذا الوَهَمْ سعي المثقف إلى تنصيب نفسه وصيّاً للمجتمع والأمة ... بنرجسيّته وتعامله مع نفسه على نحو نخبوي إصطفائي , أي إعتقاده بأنه يمثل عقل الأمة أو ضمير المجتمع أو حارس الوعي . إنه صار في المؤخرة بقدر ما إعتقد أنه يقود الأمة , وتهميش دوره بقدر ما توهّم أنه هو الذي يحرّر المجتمع من الجهل والتخلّف" اهـ . المصدر(كتاب أوهام النخبة , المركز الثقافي العربي 1998) .
أراد الوليد هنا أن يشير إلى أسباب فشل الطٌغمة السياسية الحاكمة خلال قرن من الزمان في إدارتها للحكم, وما إن كان هذا الفشل مردّه الى مفاهيم غالطة نابعة من عقول فطيرة إتكأت على وسائد مهترئة من التراث المستقاة البعض منه من معين الدين الخاضع للتأويل الذاتي المنغلق الأحادي المنظور. إذا تتبعنا الحراك السياسي للطبقة السياسية السودانية منذ ما قبل الإستقلال إلى يومنا هذا, نجدها قد وضعت إطاراً مُحكماً جعلت كل الحراك السياسي بالبلاد يدور بداخله دون وضع أي إعتبار للمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشعب. وقد تعاملت بقية النُّظُم أجيالاً تلو الأجيال مع القضايا الوطنية من منطلق هذا المنوال المؤطّر, فأصبحت السياسة في بلادنا عبارة عن محفوظات مرعية – كالأناشيد - يتناولها كل سياسي داخل أي حزب بذات المنظار بصرف النظر عن الإختلاف في الزوايا والرؤى , لذلك نجد أن جميع الأحزاب السياسية في السودان - دون استثناء - لم تقدّم جديداً يُعوّل عليه ويُكتب له النجاح في الساحة السياسية ويباركه الشعب ويرتضي به. لقد جرّب الشعب السوداني كل ألوان الطيف السياسي, والمحصّلة لم ينجح احد .. لماذا ؟ هذا هو السؤال المحيّر. يقول الكاتب (..أن الطاغوت لا يكتسب قوته من حيويته الذاتية , وإنما من بؤس المعارضين وضعف بصيرتهم..) اهـ . إن الذهنية "الملائكية" التي تسيطر على الشخصية السودانية كان لها الدور الرئيس في فشل هذه الطبقة السياسية بمختلف مشاربها وتياراتها في ادارة البلاد. ربما يعجب البعض لهذه المقاربة, ولكننا نجد أن هناك عوامل عدة تتدخل في بناء وصقل قدرات شخصية الإنسان وذلك حتى يكون قادراً على التكيّف مع محيطه والتعامل مع المجتمع – أي مجتمع - وللأسف الشديد نجد أن هذا العامل مفقود في الحالة السودانية . ونحن نتحدث في المقام الأول عن الإنفتاح والشفافية في التعامل من الأسرة الصغيرة داخل البيت ثم الإنتقال إلى البيئة الخارجية المدرسة, ثم الجامعة فالإنتقال إلى بيئة العمل. إذ نجد في جميع هذه المحاور هناك عنصر مفقود وهو عنصر الإنفتاح والشفافية (التدقيق) ثم المسائلة والمحاسبة (التحقيق). إن مسألة قبول الآخر بعلاّته وتبعياته ثم التسليم من بعد بمبدأ الإختلاف والتغاير مسألة مهمة وليست بالأمر الهيّن, ولكننا مجتمع تعوّد على تجرّع الحقد وتعاطي الكذب والنفاق في كل شيئ فحصد مازرع. ألم يهتف البعض في ثمانينات القرن الماضي (العذاب العذاب .. ولا الأحزاب؟) وذلك من منطلق الحقد والكراهية والإنتقام السياسي البغيض ليس إلاّ . لقد لبّى مجيب الدعوات نداء الداعي سريعاً مستجيبا لهم بـ(ثورة الإنقاذ) وكانت المحصلة الشعور بـ(إغتراب) غير مبرّر, نشعر به داخل الوطن ويتخللنا بدون استئذان...؟
يقول الكاتب في منفستو المدينة الفاضلة – (375 - 383) , (... إن الحِكَم الإلهية التي وردت في جميع الكتب السماوية تقول : "بأن المرء يحتضر تماما في الوقت الذي يظن فيه بأنه مقتدر"..) اهـ .
ونقول , بأن هناك معادلة بسيطة مفادها أنه كلما زادت الإلتزامات الإستراتيجية للدولة على إمكانياتها الإقتصادية فانها تسقط بلا أدنى شك. كما لا نغفل عامل المصداقية الأخلاقية للدولة والتي حين تختل لابد لها أن تؤدي إلى الإضمحلال والتفكك . يبتكر (الأراذل) في بلادنا ويبتدع مؤيدوهم أسطورة الدولة أو دولة الأسطورة ويصدّقهم الناس تحت تأثير دق الطبول وزعيق المزامير, وتصبح الأسطورة واقعاً لا يرتقع. لأن العالم الذي يتجرد – تدريجيا - من كل القيم أصبح براغماتياً لا يعرف غير الواقع ولو كان نتيجة إغتصاب. فيصدق الذين يتنكرون لكل القيم مؤمنين بما يصدقون أو ساخرين بتصاريف السياسة وألاعيب الساسة أو مصفقين معجبين بنجاح المغامرة وقدرة "الحواة" المغامرين أو خاضعين لأمر واقع فرضه السلاح والمغامرة والغلبة, وإلى أن تتبين للمعجبين غرّتهم وغفلتهم يكون شيئ اسمه (الدولة/المسخ) قد تكوّن في الواقع, وليس في مقدورهم أن يتنكروا لواقع رغم بشاعته . يستطرد الكاتب : (... إن هذا النظام فاقد لأي مشروعية أخلاقية وفكرية تؤهله لإدارة البلاد والخروج بها من الأزمة , عليه يجب ان يبادر قادته العقلانيون منهم بالتعاون مع القوى السياسية لإختيار حكومة قومية تحدد أولوياتها ..) اهـ . وفي هذا المنوال أتت (الإنقاذ) بمجموعة من (المغامرين/الأراذل) يزعمون أنهم يقيمون دولة جديدة على أساس الدين فقد كان حريّا على البعض الآخر – المستنيرين - أن يناهضوا هذا الفكر الذي يستغل الدين لأغراض السياسة ويتلاعب بإسم دين معيّن ليبني على أساسه دولة "معيّنة" بايديولوجية "معيّنة". كان حريّا بهم أن يناهضوا بإسم الفكر المتحرر من سلطان الدين على الدولة, والفكر العلماني الذي يعلن أن لا دين للدولة ولا دولة على أساس الدين, ولا توجد دولة دينية خاضعة لقانون أكبر من الدولة نفسها. وإن وجدت دولة تستعمل الدين للوصول إلى أهداف غير دينية, كما الدولة لا تقوم على أساس العرق... (يتبع)

 

آراء