من الذى يسعى لتسييس قضية المناصير ؟ .. عسكورى أم لجنة المناصير؟

 


 

 

masidahmed123@hotmail.com

 

  أوردت صحيفة الصحافة بتاريخ 21 / مايو الجارى فى صفحتها الأولى على لسان الصحافية  / سارة تاج السر نقلا عن مؤتمر صحفى دعا له على عسكورى بصفتة  ناطقا أو رئيسا لما أسماه  مجموعة أو لجنة الخيار المحلى للمتأثرين بقيام سد مروى ، أوردت  خبرا بعنوان : عسكورى يتهم اللجنة التنفيذية للمناصير بتسييس القضية .  وفيه يتهم  اللجنة التنفذية للمناصير بالمزايدة  السياسية بالقضية  وجعلها مسوغا لنشر العنف فى شمال السودان  خدمة لأجندة حزب المؤتمر الشعبى . وأنه أي  عسكورى قد حذر  من إنفجار وشيك لسخط وغضب المواطنين  لتنازل اللجنة التنفيذية للمناصير من مشروعات الخيار المحلى والسكن حول البحيرة وقبولها بالتعويضات بشروط إدارة السد بموجب مسحها الأولى عام 1999م  ، وأنه سيلاحق اللجنة قضائيا لإستغلالها المناصير كأداة لإثارة الفتن  والبلبلة ضد الحكومة .  وللتعليق على هذا النبأ أرجو أن أورد ما يلى :

 

أولا :  من المؤكد أن كثيرين سيعجبون ويتساءلون :  ترى ما الذى دهى عسكورى؟  ومنذ متى إنقلب  مدافعا عن الحكومة وحريصا على أمنها وإستقرارها ومشفقا عليها من تآمر حزب المؤتمر الشعبى وهو الذى كان من أوائل المعارضين لها ومن أوائل الذين خرجوا من السودان ونال بسبب هذه المعارضة حق اللجوء السياسى فى بريطانيا ومن بعد ذلك حصل على الجنسية البريطانية وجواز السفر البريطانى . ولم يستطع العودة الى السودان إلا بعد إتفاقية نيفاشا وإنضمامه للحركة الشعبية .؟

 

2 / ثانيا : يعجب المرء كيف ولماذا لم يسأل أحد من الصحافيين عسكورى عن التنظيم الذى يرأسه ويتحدث بإسمه  هل هو تنظيم شرعى ومعترف به أم هو عمل عشوائى وأي كلام ؟ كما يعجب كيف ولماذا لم يسأله أحد من الصحافيين لماذا يعقد مؤتمره هذا فى غياب تام ومتعمد  للجنة التنفيذية للمناصير حتى لا يمكنها أن ترد على إتهاماته لتكتمل لهم الصورة من كل زواياها وأبعادها ؟ أو لماذا لم تقم الصحافية / سارة تاج السر بإضافة تعليق اللجنة التنفيذية للمناصير على ما أورده عسكورى فى مؤتمره كما فعل مندوب صحيفة الحرة ؟

 

3 / ثالثا : لا صحة مطلقا على ما  زعمه عسكورى عن استقالة أعضاء من اللجنة التنفيذية للمناصير حتى لم يتبق منهم إلا ثلاثة فقط يمثلون حزب المؤتمر الشعبى ويخدمون أجندته ، كما جاء فى صحيفة الحرة . فعدد أعضاء اللجنة التنفيذية يبلغون 25 عضوا  استقال منهم  عضوان فقط أحدهم عسكورى بينما جمدت اللجنة عضوية آخر. ويعمل بقية أعضاء اللجنة بإنتظام وفى إنسجام .

 

4 /  أنا لا أدرى عن أي تسييس لقضية المناصير يتحدث عسكورى ؟ ولا عن من يقوم باستغلال القضية لصالح اجندة حزب المؤتمر الشعبى وما هي وسيلتهم لذلك ؟  فعسكورى عندما يتحدث عن أمر كهذا  كأنما  هو  يتحدث من عالم آخر لا يمت لعالمنا هذا بصلة . أو كأنما هو يشتهى فى قرارة نفسه عنفا وانفجارا فى المنطقة وشمال السودان . فعسكورى عندما يتحدث عن كل ذلك ، إنما يجادل فى الحق بعدما تبين كأنه  لم يسمع أو لم  يعلم أو لا يعترف بحل  السيد رئيس الجمهورية  لقضية المناصير من أصحاب الخيار المحلى حول البحيرة حلا كاملا ونهائيا  فى زيارته الأخيرة لمنطقة المناصير . وهي الزيارة التى تشكك فيها عسكورى وراهن على عدم  قيامها . ثم إن كان هناك ثمة تأخير قد حدث فى تنفيذ قرارات السيد الرئيس كان قد أقلق المناصير ، فإن  التنفيذ الآن  قد بدأ جادا  ومقنعا فى عملية الحصر للجنة ولكافة المتأثرين المناصير بدليل إقبالهم على مراكز الحصر.

 

5 /  وإذا كان المتاثرون المناصير راضين كل الرضا  بالحل الذى أعلنه لهم السيد الرئيس لقضيتهم  وليس هناك جهة أعلى من السيد الرئيس  تملك حلا  آخر أفضل لهم  ، وهم  واثقون من تنفيذ الرئيس  لقراراته  واستبشروا بالشروع  فى تنفيذها بالكيفية التى يجرى بها الحصر حاليا،  فما الذى يجعل عسكورى غير واثقا أو مقتنعا بحل السيد الرئيس للقضية  ؟ . وأي حل آخر ريده لها عسكورى خلاف حل الرئيس ؟ .. أم  أنه لا يريد حلا  للقضية  وبذلك يكون هو الذى يسعى لتسييس قضية المناصير والدعوة للفتنة والإنقسام وليس اللجنة التنفيذية  للمناصيركما يدعى .

 6 /  وسؤال أخير لم يسأله أحد الصحافيين لعسكورى ألا  وهو : ما جدوى عقده  لمؤتمركهذا فى الخرطوم ؟ وما الهدف الذى يرجو تحقيقه من ورائه غير إشاعة وجود انقسام غير حقيقى بين المناصير ؟ ألم يكن أجدى له  عقد لقاءات  فى تجمعات المناصير بمناطقهم ؟ نعم  عسكورى يعلم ذلك ، ولكنه لا يملك الجرأة ليقول لهم إنه والقلة من أتباعه مرفوضون من أهاليهم لخروجهم من المؤسسية ولإتهامهم بالعمالة لإدارة السد وأنهم قد  حاولوا  مخاطبة تجمع للمواطنين  فى يوم  السبت الموافق  9 / 5 الماضى فى يوم السوق الأسبوعى لقرية الكاب  ، ولكنهم فضلوا أن يكونوا فى حماية الشرطة بدلا من مخاطبة المواطنين . وكانت تلك التجربة هي أول  وآخر محاولة لهم   آثروا بعدها عقد مؤتمرهم هذا  فى الخرطوم كآخر محطة يروجون فيها لبضاعتهم الكاسدة .

 

آراء