أحلاهما … مُرٌّ (2)

 


 

 

(9)
ما هي الخيارات الحقيقية – لا الرغبوية المتوهمة – التي يطرحها الواقع على قوى التغيير التي تسعى لوقف الحرب وتحقيق شعارات الثورة: حرية سلام وعدالة في دولة مدنية قوية مستقرة ومستدامة ؟.

(10)
يعول البعض على تفعيل المجتمع الدولي لخيار قرارات "العصا" والتدخل العسكري، لأنه لا يملك "جَزرة" العفو كحق خاص بأسر ضحايا الجيشين المتقاتلين.
ولكن هل فكر دعاة هذا الخيار فيما سيؤول إليه حال غرب السودان الكبير الذي يسيطر عليه الدعم السريع ؟، أو حال النيل الأزرق وجبال النوبة، أو المصير الذي ينتظر شرق السودان الذي اتخذه الفلول وعسكرهم عاصمة بديلة، أو مصير الجزيرة وعاصمة البلاد التي صارت خرائب ؟!.

(11/أ)

ترى هل فكروا في ذلك، وفي ظل الصراع الذي تخوضه أمريكا وحلفاؤها الغربيين ضد الصين وروسيا في أفريقيا وعلى ساحلها الغربي خاصة ؟.
هل فكروا في مألات هذا التدخل العسكري، وفي ظل تعدد المليشيات والحركات المسلحة، والانتشار الواسع للأسلحة، والتحشيد القبلي والاثني المتوتر ؟.
أم هل أمِنوا احتمالات عدم تكرار تجارب التدخل العسكري في العراق وفي سوريا وليبيا والصومال وفي غيرها من الدول (التي كانت !) ؟.
ستشتعل الحروب ويشتد أوارها، ولكن: مَن، سيكون ضد مَن ؟!!.

(11/ب)
وهل هناك طريق أقصر لتفكيك السودان وتمزيقه إرباً ؟؟!.

(12)
العقوبات الاقتصادية الانتقائية التي تطال قادة الحرب مثل التي صدرت بحق عبد الرحيم دقلو وعلي كرتي، وعلى (سيئ الذكر) أبو طيره، وقبلهم على البشير ونظام الانقاذ، وقبلهم على صدام حسين ونظام البعث ؟؟.
وهل تلك سوى حيلة أخرى لـ"عقاب" الشعوب وإطالة عُمر النظام، وثغرة لتفكيك الدولة ؟!!.
(13)
هل تبدو كل الطرق مغلقة ؟؟.
يجادلك البعض متفائلاً بأن الأفق مفتوح (وكله تمام)، طالما هؤلاء الذين ندبوا أنفسهم لإنجاز أخطر مهمتين في تاريخ السودان: وقف الحرب، وتأسيس دولة الحرية والسلام والعدالة، المدنية المستدامة، يتحركون في ساحات الاعلام ومنصات التواصل، وبعضهم لا يكف عن الترحال بين عواصم الدنيا، ويعقدون مؤتمراتهم الصحفية داخلياً وخارجياً.
فلا تملأ كفيك بحصاد سعيهم ... فهو هباء !.

(14)
لقد انقسموا: جذريون وإطاريون.
ثم انشغلوا بالصراع بينهما، وكل منهما يكيل للآخر أقذع ما في قاموسه من صفات ونعوت ببلاغة قطط الشوارع في شجاراتها الليلية. وقالوا أن التناقض بينهما جذري لا تكتيكي، مستعيرين لسان "حلاق الجامعة" في استخدام الكليشيهات التوصيفية. فلا تدري ماذا يمكن أن يُسمى التناقض بينهما وبين الفلول وعسكرهم وحميدتي إذن ؟!!.
بدلاً من أن يكونوا عامل تجميع وتحشيد لقوى الثورة وسائر الناس صاروا خميرة "عكننة" وعنصر إضعاف وتشتيت لهذه القوى !.

(15)
تسأل عن النخب/ الانتلجنسيا التي من المفترض أنها حاملة مشعل الوعي والتنوير ؟.
وماذا كانت نتيجة هذا الأداء اللامسؤول وآثاره على قوى الثورة ؟.

نواصل

 

izzeddin9@gmail.com

 

آراء