أعيدوا لنا سوداننا بين الواقع والمستحيل يرحمكم الله

 


 

 

 

شعب هو مضرب الأمثال في الكرم والأخلاق الحميدة والشجاعة والاقدام والزود عن ديار الوطن ونصرة المظلومين من دول الجوار وعلى بقاع الأرض بشهادة موثقة في سجل التاريخ البشري ،أجل انه شعب السودان العظيم وتحتاج الصفحات لمجلدات لتحكي عن تاريخه وحاضره ومستقبله الموعود ، بل هو الشعب المؤمن بكتاب الله وسنة رسوله حتى أهل الكتاب لهم دينهم ولنا ديننا ومع التنوع العرقي والقبائلي هو كالجسد الواحد والبنيان المرصوف وتظلله روح الوئام والتراحم والتلاحم والهمه الله سبحانه وتعالى برفض الظلم والاستعباد ، فكانت ثوراته وانتفاضاته مقدسة وشريفة ومتفردة أعطت للبشرية نبراساً للنضال أضاء لها الطريق فمن الثورة المهدية ، للواء الأبيض بقيادة علي عبد اللطيف ومؤتمر الخريجين الذي فتح الطريق للتحرر والحركة الاستقلالية ثم مروراً بثورة أكتوبر 1924 والانتفاضة 1985 وانتفاضات 2013 و2017 ،، هو الرائد للنضال الوطني ، وأكثر من ذلك هو الحاضر في نصرة الشعوب الأخرز في حرب فلسطين عام 1948 و1967 و1973 دفاعاً عن الأمة العربية والمبادر للوئام العربي بمؤتمر الخرطوم بعد النكسة بقيادة الراحلين اسماعيل الأزهري ومحمد أحمد محجوب والمدافع عن كل بقعة سودانية بقيادة عبدالله خليل في حلايب وشلاتين في الشرق حيث عاد الجيش المصري في الخمسينات ثم بطولة ابن شمبات البار صاحب الشرف العسكري للقوات المسلحة السودانية اللواء طارق عمر أحمد الحارس الأمين لمنطقة حلايب الذي رفض تنفيذ أوامر القيادة بانسحاب قوته العسكرية عام 1992 ،، وهو شعب العطاء لدرء المجاعات في أفريقيا ،، وماذا نزيد وهل نقول انه شعب الله المختاربل هو الشعب الانسان وقد كرم الله الانسان بآيات متعددة وحمى الله أصالته وعنفوانه

أمانة فرطنا بها في الجنوب وأخرى عائدة في الشرق (حلايب )
والأمانة والعهدة التي كانت في يد الحكام قد تعرضت للضياع بعد أن فقد الناس صوابهم وأصبح من المستحيل اعادتها بعد فصل جنوب السودان لتظهر للوجود دولة جنوب السودان التي اختار شعبها طوعاً الانفصال عن جمهورية السودان وقيام دولة وليدة في القارة الأفريقية اعتباراً من 9/ 7/2011 بعد أن أخفق السياسيون في كل من شمال وجنوب السودان من تحقيق الشعار المرفوع آنذاك لتحقيق الوحدة الجاذبة خلال فترة انتقالية امتدت لخمس سنوات ، بالاضافة للتراكمات المريرة التي عانى منها أبناء جنوب السودان في التظرة الاستعلائية من جانب الشمال والاهمال المستمر للتنمية كرصيفاتها من مواقع الهامش الحدوية على مستوى السودان ،، أضف للحرب الدينية التي خلفت الاف الضحايا من أبناء جتوب السودان وشمال السودان وكانت طاردة للوحدة والدخول في اعتناق الدين الاسلامي وأزكت الكراهية وحولت الصراع من سياسي الى صراع عرقي وديني روح ، بالاضافة للغياب الكامل اليوم بعد أن فقدنا عدد من النخب من القيادات من خلال التصفيات أمثال جوزبف قرنق والاغتيال أمثال جون قرنق وعدم التجاوب مع أصحاب الرؤية الثاقبة على سبيل المثال لا الحصر أمثال أبيل ألير وفرانسيس دينق وبونا ملوال ومن الشماليين أمثال مصور خالد والواثق كمير فسوف نصل للقناعة التامة بصعوبة عودة الجموب للسودان الموحد .
ولكن منذ اعلان الدولة الوليدة التي توافرت لها أهم المقومات الاساسية للتنمية ورفاهية شعبها وخاصةً المالية من عائدات النفط والمساعدات التي تدفقت عليها من المنظمات العالمية والاقليمية ، الا ان الدولة الوليدة لا تتعثر تزال من الخلافات التي عصفت بها بين السياسيين مع الأمل المنشود في قيامها كدولة مستقرة.

أما الأمر الأخر فيتمثل في قضية حلايب السودانية
فمنطقة حلايب وشلاتين أمر لا يقبل الجدل جغرافيا وسكانياً وبالوثائق الدامغة ولتستعرض هذه النقاط :
أولاً :
أن كافة الوثائق التي بين أيدينا من خلال ما تحصلنا عليه والموجودة في دار الوثائق السودانية والوثائق الأخرى التي تحتاج لجهود الخبراء ضمن الوثائق البريطانية كونها دولة احتلال لمصر والسودان والوثائق العثمانية التركية تتضمن دليلاً قاطعاً على سودانية حلايب وشلاتين مع العلم أن المرجعبة التي استندت اليها مصر لاستعادة مدينة طابا من اسرائيل كانت دار الوثائق السودانية.
ثانياً:
أن كافة الخرائط المصرية القدمية قبل العام 1992 والتي كانت في أروقة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وكافة الجامعات والسفارات المصرية حول العالم كانت خالية من منطقة حلايب .كما أن معظم سفارات مصر في الخارج تختفظ بها أو في أرشيفها .
ثالثاً :
نقض العهود والعقود من الجانب المصري لن يُجدي ، خاصةً ان من بين آليات التفاوض بناء السد العالي وصرف النظر عن الخلاف حول حلايب وشلاتين كما وعد الرئيس جمال عبدالناصر مقابل بناء السد العالي ، وقد كسبت مصر بناء السد العالي على حساب الأرض السودانية وتهجير أهلها وبالطبع لا رجعة عن المشروع وبالتالي لا رجعة عن الوعود.

رابعاً:
السودان هو السودان وشعب السودان هو شعب السودان بكرمه ومباداراته السخية تجاه مصر وشعبها مهما اختلفت الحكومات والأنظمة في البلدين وليس ببعيد أحداث نكسة 1967 التي لم تجد فيها مصر موقعا كعمق استراتيجي الا السودان ، فتم نقل ما تبقى من طائرات حربية كأمانة الى أرض السودان تم ردها كما تم نقل الكلية الحربية المصرية الى وادي سيدنا أطراف أمدرمان لدفعات للاستعداد للمعركة القادمة وعندما أوصدت الأبواب في وجه القيادة المصرية من دول الاستكبار في الغرب وبعض الدول العربية كان الملاذ في أرض السودان ، بمؤتمر القمة العربي الذي أعاد للأمة العربية لحمتها وفتح عليها أبواب المساعدات هي ودول المواجهة خيراً مالياً كبيراً ،، ولا بد من الاشارة هنا الى نقطتين هامتين فلولا القيادة السودانية بقيادة الرئييس اسماعيل الأزهري والدبلوماسية السودانية بقيادة محمد أحمد محجوب لما نجح المؤتمر المتفرد بقراراته القوية التي كانت بداية الصمود ، والأمر الآخر عندما قررت الدول المانحة من دول الخليج والجزائر منح السودان نفس المبلغ الذي تقرر لدول المواجهة اعتلى المحجوب المنصة رافضاً ومبرراً أن السودان لا يقبل ثمناً لجهوده وضيافة أشقائه وها هو السودان يا حكام مصر وأنتم تزرعون الشوك في حلايب وشلاتين. وها هوالسودان ياحكام اليوم.
خامساً :
أن القضية الخلافية حول حلايب وشلاتين كانت نتيجة لردود أفعال طائشة من الجانبين السوداني والمصري ومن بعض الذين لا علم لهم بالسياسة وتاريخ ومسار الشعبين والسودان قادر على حسم أموره كما حدث في فترة قيادة عبدالله خليل ،، وأن التلويح بقرارات برلمانية مصرية أو قرارات جمهورية مصرية أمر يخص مصر وحدها وعملية الخروج من مأزق تيران وتنازل مصر عنها لن يكون في مقابله الاصرار على التمسك بحلايب وشلاتين وما على الحكومة المصرية الا التراجع عن قراراتها واعادة الحق لأصحابه. والقبول بالتحكيم الدولي الذي تتهرب منه القيادة المصرية ، وعلى المملكة العربية السعودية أن نراعي شعب السودان القادر على اعادة حقه المشروع في سودانية حلايب.
وخلاصة القول أن حلايب وشلاتين أرض سودانية وهو أمر لا يقبل الجدل من جانب السودانيين وفي رأينا أن القضية يصعب حلها من خلال المنظمات الاقليمية والدولية نظراً للظروف التي يمر بها السودان من وضع سياسيى قرر الابتعاد عن شعبه 28 عاما وتزيد بالاضافة لغياب الحريات العامة ، وكذلك لن تحلها المواجهة العسكرية التي سوف يكون وقودها ضحايا من الشعبين،، والحكام يعيشون في رغد ونعيم ، وبداية الحل في يد القيادة المصرية الحالية التي استطاعت انقاذ بثورة الخامس والعشرون من يناير والحفاظ على بقعة مصرية غالية كادت أن تُباع أو تقع في أيدي الاسرائليين في سيناء والاضطرابات في سيناء وعلى الحدود اللليبية المصرية والا فسوف تعض أصابع الندم والحسرة،، وأن تعلم علم اليقين أن بُعدها الاستراتيجي طال الزمن أم قصر هو السودان وأن الشعب الوحيد الذي سوف يظل سنداً لها هوشعب السودان وربما يخال للبعض أن هذا ضرب من الخيال ولكنه الحقيقة التي لا بد تعترف بها القيادة المصرية والا فان الأوضاع سوف تكون كارثية وما عليها الا اعادة حلايب وشلاتين الى حضن الوطن السوداني .
فالتحدي الأكبر لمصر وشعبها يكمن في قضية ومشكلة المياه مع احتمال قلة المياه المنسابة من النيل الأزرق بعد قيام سد النهضة الأثيوبي الذي أصبح حقيقة واقعة على الرغم من التطمينات الأثيوبية والسودانية وأن تركز على هذا التحدي القادم وتترك منطقة حلايب وشلاتين لأهلها وأصحاب الأرض ، معهالعلم بأن مدخلها الوحيد لكافة وفورات المياه سواء المنسابة من النيل الأبيض أو الأزرق هو جمهورية السودان الأمر الذي يتطلب من الأكادميين وعلماء المياه في مصر تقديم المشورة الصادقة لأصحاب القرار لمواجهة هذه الكارثة من شح المياه على اراضي الكنانة بالأمانة العلمية والنأي عن اثارة قضايا جانبية مع السودان الذي سوف يكون المعين وحده بعد الله لتدارك الأخطار. والتعاون مع السودان فبجانب سد النهضة الأثيوبي فقد بدأت أوغندا في بناء سد كاروما الذي سوف يقلل المياه من مجرى التيل الأبي مما يحتم على السودان ومصر التفكير الجدي في قيام مشروع جونقلي على مجرى النيل الأبيض قبل فوات الأون وليس أمام مصر الدولة الا ال خروج من الأزمات القادمة الا عودة حلايب الى حضن الوطن السوداني وهذا يتطلب جهدا من الدبلوماسية السودانية التي ظلت غائبة مع الاعلام السوداني وبدأ التحرك للمياه الراكدة بقيادة بقيادة ابراهيم غندور,
أجل أعيدوا السودان لأهله يرحمكم الله قبل فوات الأوان فالسلطة زائلة ولا تورثوه عاهات التاريخ كمشاكل ترسيم الحدود الشرعية لأرض السودان واستعادة فشودة والأراضي السودانية من الحبشة أما عن بيع الأراضي السودانية للمستثمرين أو الدخول في شراكات تنموية مع دول أخرى فلا خوف على ذلك الا من المفسدين لأن هذه المشاريع ملكاً خالصاً لشعب السودان سواء أن بقى هذا النظام أم رحل,وشعب السودان قادر على استعادة حقوقه المشروعة.

أعيدوا الاستقرار للعملة الصعبة على الأقل ما كانت عليه عام 1989 السلبية التي وهو أمر أبعد من الخيال ليعود الجنيه السوداني لمستواه أنذاك وتضخم وأصبح ألف جنيها ولكن أزالة العوامل السلبية التي صاحبت سنوات الانقاذ واستشراء الفساد والمفسدين الأمر الذي أدى للتضارب بين الأغناء الجدد وافقار الغالبية من شعبنا الطيب وأعيدوا استقرار السوق الذي أصبح يتميز بزيادة الأسعار كل صباح عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن المغلوب على أمره ولعلكم بعضكم يذكر أن الاعلام الذي كان يتركز في اذاعة هنا امدرمان كان كل مساء يعلن في نشرات الأخبار أسعار السلع التمونية مع التزام التجار الذين تحلوا بالأمانة دون سيوف موجهة لهم لأنهة من رحم الأمة السودانية والمواد التمونية كانت فيضاً وارفاً للناس وما عرفوا التهريب وسرقة قوت فلذة أكبادهم.
أعيدو لسوداننا الصروح الشامخة التي انهارت بيعاً وأهمالاً من ذوى السلطة الزائفة بعد أن تم أبعاد ذوي الخبرة من خيرة أبناء السودان تأهيلاً وخلقاًً واحلال أصحاب الولاء الذين رددوا هي لله ولا لغير اللله ، فأين الأن مشروع الجزيرة العملاق والسكة الحديد التي ربطت البلاد في كل الاتجاهات والنقل النهري الذي ربط الشمال بالجنوب في أسطول تعددت مواعينه والخطوط الجوية السودانية بسفريات الشمس المشرقة ووصلت الى ما وصلت اليه الجارة أثيوبيا اليوم والخطوط البحربية التي كانت تشق عباب البحار والمحيطات والمواني البحرية التي كانت تمثل مركزا لصيانة السفن العالمية بجانب قدرتها للصادر والوارد وغيرها من الصروح التي أصبحت اليوم سراباً ولا بد أن يعود حقيقة مع أيام الأمل الموعود لشعب السودان .


أعيدوا لنا منظمات المجتمع المدني التي كانت رائدة للدول العربية والأفريقية والدول المحبة للسلام والاستقرار وعلى رأسها نقابات عمال السودان وهل يعرف القارئ العزيز أن هيئة شؤون العمال الوليد لنقابة السكة الحديد كانت سنة 1944 بينما نقابات مصر والهند التان كانتا تحت نفس الاحتلال الانجليزي تأسست عام 1948 وكذلك السودان كان الرائد لتكوين اتحاد المرأة والنقابات المخنية كالأطباء والمهندسين وغيرهم واتحاد الأساتذة في جامعة الخرطوم الذي لعب دوراّ كبيراّ في ثورة اكتوبر 1964 وهل يعلم القارئ أن السودان كان عضواً بارزاً في منظمة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة بقيادة موالانا محمد أحمد أبو رنات. ومن المهم الناس بمعرفته بأن الحال كان سيكون خلاف ما وصلنا اليه من التضخم والتلاعب بقوت الناس حيث لعبت منظمات المجتمع المدني دوراً كبيراً في الحفاظ على حقوق المواطتين ومن اليسير عودتها لسيرتها الأولى من خلال انتخابات حرة ونزيهة.


أعيدوا لسوداننا الحريات العامة بما فيها حرية الفكر والتعبير بعد أن أصبحت اليوم وسائل الاتصال عبر الاعلام الجديد والواب سب والفيس بوك وسيلة للتواصل ومعظمها شائعات ولا تعلم من يطلقها. لقد آن الأوان لشعب السودان أن ينال الحرية التامة في اختيار حكامه على كل المستويات بعد أن فشلت تجربة الانقاذ وبشهادة من خططوا لها ونفذوها والغالبية العظمى من شعبنا راغبة في التحرر والانعتاق من سلطة تتخبط في مصيرها ومعارضة مدنية ومسلحة ولا تزال عرجاء ولا رجاء منها نعم اعيدوا للسودان هيبته وسط الدول فقد كان المبادر للقضايا العربية والأفريقية وأصبح اليوم تابعاً ومنساقاً أعيدوا سياسة الشفافية في القرارات فقد نسمع أن جهاز الأمن أصبح قوة ضاربة ضد الفساد والمفسدين فلماذا لاتنشروا الحقائق وقد نفذ صبر الناس من أمل الاصلاح وعودة الحق لأصحابة وقولوا للذين أفسدوا وسرقوا كفاكم أولاً واعيدوا مال الحرام ليصبج حلالاً طيباً لشعبنا الصابر أعيدوا السودان لشعبه وقد وعدتموه بالرخاء وهو يعيد لكم توجهكم الحضاري والشعارات التي أتت على الأخضر واليابسة وليرحمكم الله .

Ismail,shamseldin99@gmail.com

 

آراء