الخيانة العظمى

 


 

شهاب طه
14 May, 2023

 

الخيانة العظمى هي أن لا تدعم جيش بلادك، ولن أغالطك في أن قياداته قد تكون كلها كيزانية ولكن من المستحيل أن تكون حشوده كلها كيزانية وعديمة الوطنية، ولكنك أنت الذي فرطت فيه لما يزيد على الثلاثة عقود، والآن وجب علي أن أنصحك بأن السانحة الوحيدة لكي تسترد جيشك هي أن تدعمه في هذه اللحظات التاريخية الفارقة، وأن لا تتخاذل بأي مبررات تافهة واهية لأن كل الذين هم في الجيش الآن سيذهبون غداً أو بعد غداً أو بعد سنة أو عشرة أو عشرين أو حتى خمسين سنة والذي سيبقى فوق هذه الأرض وإلى الأبد، هو هذا الجيش حارساً لك ولها.

لا تلوم الجيش بل لوم نفسك الداجنة التي ظلت تعيش حياتها بالطول والعرض متجاهلة كل الإنذارات بمخاطر الحشد العسكري الغبي المهول للدعم السريع والحركات المسلحة في عاصمة بلادك بغباء متأصل وبدن أي مبررات عقلانية أو منطقية لهذه الوضعية الكارثية التي لم تشهدها أي دولة في عالم اليوم، في حين أن دارفور هي صاحبة الحوجة الماسة لهذه الكوادر لترسيخ الصلح المجتمعي وكل السواعد لإعادة التوطين والإعمار وإزالة كل آثار الحروب ورتق النسيج المجتمعي الذي تمزقه العرقية

ويا ما تحدثنا وكتبنا وحذرنا فكان التفاعل في صفحاتنا صفرياً الا من البعض القليل المهموم بوطنه وفي حين كانت الغالبية العظمى من مواطني السوشيال-ميديا تهيم سائحة تائهة في صفحات الفاتنات والغاويات والقونات، والفنانين والفنانات تسكب اللايكات بالمايكات مليونيات، حذرنا وطلبنا بخلو العاصمة ليس من القادمين الجدد ولكن حتى من جيشنا وظلنا نطالبه بالخروج من العاصمة وحتى تكون عاصمة مدنية حضرية خالية من مظاهر حرب لا تحتاجها مطلقاً وحتى نكون كما بقية الدول المتحضرة التي لا يعرف الناس أين تقيم جيوشها. وفي الختام أذكرك أن إصلاح جيشك يتوقف على دعمك لينتصر ويبقى وتأكد أن لا يمكنك إصلاحه قبل أن تدعمه، لأن الإصلاح الذي تطالب يا أنت هو الدعم نفسه.

sfmtaha@msn.com
١٣ مايو ٢٠٢٣

 

آراء