الدولتان اللتان ستعترفان بحكومة الدعم السريع

 


 

 

(1)
ابان التجهيزات العسكرية الدولية التي سبقت عملية عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت( من الغزو الصدامي الإجرامي) في الفترة ما بين 17 يناير الي 28 فبراير 1991 بتحالف دولي ضم أكثر من 33 دولة (مسؤولة و محترمة)
كان الإعلام الكيزاني البغيض في السودان و على رأسه الرائد يونس محمود يسبح عكس التيار الأخلاقي العالمي المساند لأشقائنا المظلومين في الكويت ذات الأيادي البيضاء و المواقف المضيئة تجاه السودان و السودانيين.
خرج الغوغائيون في شوارع الخرطوم و غيرها من مدن السودان يمجدون المعتدي الآثم على حرمة تراب الآمنين الخيريين، بل يطالبونه بإستخدام السلاح الكيميائي ضد بلدان اخرى و شقيقة ؛ بجانب الكيان الصهيوني( لأغراض تبريرية بحتة).

مرت أكثر من ثلاث عقود على تحرير ذلك البلد المحب للسودانيين إلا ان آلام الجرح الذي سببه موقف ناكري الجميل و أصحاب عقلية رزق اليوم باليوم في العلاقات الدولية مازالت باقية في نفوس كرماء الكويت؛ لا لشيء غير أنهم لم يتوقعوا منا ما حدث لهم.
لكن نقول لإخوتنا في بلد اعتى برلمان في المنطقة؛ هكذا يصبح حال الشعوب النبيلة عندما تبتلى بحكم العسكر -(في العراق أو السودان أو اليمن )
لا يهم !!

(2)
و لأن عملية (عاصفة الصحراء) أو (غرانبي) أو (أيل الشادن) - و هي تسميات أمريكية و بريطانية و فرنسية على العملية نفسها على التوالي قد حظيت بأول تغطية تلفزيونية شاملة في تاريخ الحروب كان تأثيرها على العامة كبير للغاية.
و التغطية غير المسبوقة قصد بها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب إظهار دقة أسلحة التحالف الدولي في إستهداف القوات الغازية مع تجنب المدنيين و الأهداف المدنية.
إلا ان الحرب انتهت بكلفة بشرية هائلة و خاصة في الجانب العراقي حيث اكثر من 80 الف جندي قتيل بجانب رقم مماثل من الأسرى و مثله من الجرحي.
هكذا تصبح الحياة عندما تكون مصائر الناس بيد من يفكرون بأرجلهم ؛
و هو ما يجري الآن لشعبنا من دمار و لبنيتنا التحتية و مكتسباتنا الإقتصادية من تدمير !!

(3)
في خضم تلك الأجواء كان قريبي البقاري مِن مٓن حسم أمر ولائه لصدام حسين ، إلا ان مجريات الحرب التي تنقلها إذاعة بي بي سي العربية غير التي يتحفنا بها الاذاعة و التلفزيون السودانيين.
هنا استنكر الرجل( الذي لم يذهب قط الي المدرسة إلا ان حظه الحسن أو العاثر لا أدري) لم يسعفه بلقاء المخلوع عمر البشير حتى يمنحه رتبة الفريق و يستأجره لقتل الآمنين في السودان و اليمن)؛ نعم أستنكر الرجل غاضباً لعدم تضامن الدول العربية مثل ( الضعين و برام ) مع صدام حسين.
ضحك الناس من حوله و افهموه بأن الأسماء المذكورة لمدن سودانية صغيرة و ليست دولاً بأية حال .

(4)
منذ حوالي اسبوع يتداول الناس خبر مفاده ان السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بصدد تكوين حكومة مصغرة تعمل من مدينة بورتسودان.

أتصور ان خطوة كتلك ستصبح كارثة على وحدة أمتنا و وحدة تراب بلادنا ، لذا اتمنى ان لا يكون الخبر صحيحاً بالأساس.
بالرأيي المتواضع فمن الأوفق ان يجري تعديلا وزارياً محدوداً لتسيير الأمور الي حين إنتهاء الحرب بحول الله تعالى.

في الجانب الآخر و كعادتها في إدمان الغرائب أتحفتنا المليشيا المتمردة (و التي يقودها سياسياً و بعد رحيل قائدها حميدتي) الأخ عزت الماهري بإتجاهها لتكوين حكومة موازية على غرار حكومة الجنرال خليفة حفتر بشرقي ليبيا و ذلك على تراب المؤسسات العلاجية و التعليمية و الخدمية و منازل المواطنين التي تحتمي بها في الخرطوم ( بإعتبارها مناطق تحت سيطرتها).

لا مانع ان يتطوع خالي البقاري لشغل حقيبة التعاون الدولي و ذلك لخبرته بالدول الصديقة "لمملكتهم الوليدة " ؛ لكن لا حكومة تقام على ظهور سيارات الدفع الرباعي.
كما لن تغامر دولة في الأسرة الدولية ( بما فيها كيان براميل النفط الخليجي) الذي يسرق ثرواتنا المعدنية و يمدهم بأدوات تدمير السودان و قتل المدنيين السودانيين الاعتراف بحكومتهم .
لذا من الأفضل ان يفيقوا و يجنحوا للسلم .. هذا الوطن سيسعنا جميعاً و يفيض خيره للعالمين من حولنا !!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء