الطيب الجد أحاطوا به .. ما هذا الجنون ؟

 


 

 

لست بصدد الحديث عن الصوفية ولا استدعاء تاريخهم الناصع المغروس في تراب هذه الارض وقيم انسانها .. لكن ..
ما أن أعلن " الشيخ الطيب الجد " عن مبادرته التي نأمل ونتطلع ان تصل البلاد لمقاصدها لاجل المواطن المطحون إلا وأحاط به عن يمينه وعن يساره وكاد البعض يخطف الاضواء ويسد عين الشمس ولغة أجسادهم تحدثنا نهمهم لأختطاف الادوار وحجز المقاعد الأمامية .. ما هذا الجنون .. الكل يبحث عن مقعد وثير في كراسي التوزير وعدم الفكاك منه حتى ولو من أجل وطن يكون أو لا ..
المواطن السوداني يصارع أسوا حالاته وتتدفقت علي أكتافه المحن والأحن وبأت يتساقط مقتولا او مطعونًا وبطون " جهاله " تصوصو جوعا ورهقا ولا يذهب له هؤلاء الرجال المكتنزين منذ أن تنفس السودان حريته ببقايا خبز او لحاف … لكنهم يجيدون إختطاف الفرص ليكونوا دوما أمام العدسات علها تجلسهم بالمقاعد الوثيرة توزيرا ومماحكة وهم بذاتهم بالامس رفضهم الشباب في ثورة مشهودة لانهم افسدوا وجيروا خيرات البلاد لمصالحهم وعزوتهم .. من تدافعوا الكتف بالكتف محيطين " بالجد " إختطاف لمبادرته لالتهام جزءا من كيكتها والتي أحسب انها نبعت في ساعة صفاء ذهني وتجلي عاطفي من رجل كاد يفارق التسعين عاما وبالكاد يتكي علي عصاه لكن لاعقي الموائد وراكبي مركب التوزير المستدام ومنذ أن انفك الوطن من قيود المستعمر ولم تمتليء بطونهم بعد ولم يتعلموا الدرس بل سارعوا لاحكام ربطات كرفتات أعناقهم وكأنهم غافلين ان ذات المواطن المطحون ذاكرته ما زالت في صحيان عن تفاصيل سيرتهم حينما كانوا ضمن النظام المخلوع ورغم ان المواطن يمر بكثير اوجاع وضيق معيشة لكن رزنامته حية وشعوره فطن … وما كان للشيخ الوقور ان يرضى لذات الوجوه والارجل أن تزاحم اكتافُه لتختطف مبادرته بتحلقهم في مقدمة المنصات فذاكرة الشعوب لا تموت .. فهذه الوجوه كان من المفترض ان تشمر عن سواعدها لاسكان النازحين بقرى دارفور وكردفان ولايصال لقمة عيش مغموسة بالملح لاطفال نهر النيل والنيل الازرق المنكوبة والتي ذابت مساكنهم وتدمرت عروش رواكيبهم من أمطار هطلت وهطلت وكأن السماء أشفقت عليهم من هجير وقسوة الحياة وأفعال ساكني القصور ..
هذا الوطن الموجوع من تزاحم الأرجل والحلاقيم واحتكار كراسي الحكم يتململ .. وهناك خبرات حداثية نالت العلم والمعرفة في مجالات يحتاجها الوطن لتزرع أراضه قمحا ولوبيا وصناعة صوامع وأستثمار ذهبه ومعادنه وليس تهريبها يحتاج لأيادي خلاقة مبتكرة لشق الترع وانشاء المشروعات وتنقيح الانظمة والقوانين وبذات الوقت شمسه الساطعة لتنير فضاءاته ..
هل يعي المتدافعون بالمناكب ان المواطن لا يرضيه ارتهانه لهذا وذاك .. وانه لا يريد أستجداء المعونات .. ولا أن يرسم مساراته الاخرون .. أليس فيكم رجلا رشيدا في وطن ظل موجوع ببعض أبناءه الغير راشدين ما هذا الجنون !؟ .
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com
--
Awatif Abdelatif

 

آراء