تاريخ الباريا والبازا (1)

 


 

 

مقدمـة
تناولت موضوعات "فترة الثقافات المبكرة من تاريخ السودان القديم" جوانب من تاريخ شرق السودان القديم غطت بعض مناطق شمال وجنوب العتباي وبعض روافد وادي العلاقي. ويظل تاريخ شرق السودان القديم في حاجة ماسة إلى البحث والدراسة. فتراث شرق السودان القديم يكاد يكون غائباً عن مناهجنا الدراسية في التعليم العام والعالي وفي وعينا بتاريخنا القومي. وقد أدى ذلك إلى انقطاع الصلة بين ماضي مواطني المنطقة وحاضرهم. فأصبح مواطنو شرق السودان – مثل الكثير من مناطق السودان الأخرى – في حالة انقطاع وانفصال عن تراثهم يعيشون في جماعات وقبائل تكاد تكون منعزلة لا ارتباط لها بجذورها القديمة رغم الروابط الثقافية والجينية القوية المشتركة بينها.
وقد تناولت المصادر القديمة المصرية واليونانية والرومانية والعربية المبكرة سكان شرق السودان منذ الألف الثالث قبل الميلاد وحتى منتصف الألف الثاني الميلادي. وقد رجعت إلى هذه المصادر للتعريف بسكان شرق السودان في كتابي "السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية" في الفصل الخامس من الجزء الأول والفصل الثاني من الجزء الثاني والفصول الأول والثاني والثالث من الجزء الرابع. ذكرت هذه المصادر عدداً كبيراً من القبائل والجماعات السكانية تغيرت أسماؤها عبر الزمن في هذه الفترة الطويلة (نحو 4500 سنة) ولم يعش إلا القليل منها اليوم.
وقد تعرضت في كتاباتي السابقة إلى تاريخ بعض تلك القبائل التي لا زالت معروفة بأسمائها القديمة مثل قبائل البجة والباريا والخاسة والحلنقة والبلو والبلين. وأود في هذا الموضوع الرجوع بصورة رئيسة إلى قبيلتي الباريا والبازا - لوجودهما في منطقة متجاورة حظيت باهتمام الباحثين - والتعرف عليهما ومحاولة التعرف على أسلافهما من خلال ما ورد في المصادر المتاحة.
الباريا والبازا من الأسماء القديمة القليلة في منطقة القاش وأعالي نهر عطبرة التي ظهرت في مصادر التاريخ القديم ونتائج البحث في علم اللغة التاريخي. ووردت الاشارات إلى ارتباطهما المبكر بالمنطقة. والتعرف على ذلك الارتباط يتطلب البحث عن التاريخ القديم لمنطقة أعلي نهر عطبرة والقاش. ولعل المعلومات التي توفرت من نتائج أعمال البحث والتنقيب عن الآثار القديمة في المنطقة وتاريخها ونتائج أبحاث علم اللغة تمكن من إلقاء بعض الضوء على الخطوط العريضة للتاريخ القديم لهذه المنطقة ومحاولة التعرف على ارتباط الباريا والبازا القديم بها.

الحطوط العريضة لتاريخ منطقة القاش وأعالي نهر عطبرة القديم
ساد مناخ الهولوسين الرطب المبكر والأوسط (8500 – 3500 ق م) المنطقة الواقعة بين البحر الأحمر شرقاً والمحيط الأطلنطي غرباً وتخللته بعض فترا الجفاف القصيرة. (تواريخ أقسام الهولوسين الواردة في هذا الموضوع مأخوذة من Ylety1nen, p 3) وقد قسم فتوفتش (Fattovich et al, p 335) مناخ منطقة نهر عطبرة والقاش القديم خلال عصر الهلوسين حتى العصر الحديث إلى الفترات التالية:
­ الفترة الأولى: فترة رطبة امتدت بين الألفين السادس والرابع قبل الميلاد
­ الفترة الثانية: جفاف تدريجي خلال الألفين الرابع والأول قبل الميلاد، بدأ المناخ خلالها في حالة جفاف ستمر تخللته فترة رطوبة نسبية خلال الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد.
­ الفترة الثالثة: جفاف عام نحو نهاية الألف الثاني فبل الميلاد
­ الفترة الرابعة: دخلت المنطقة فترة المناخ الحالي عام 1000 قبل الميلاد.
وتدل المعطيات الجيومرفولوجية والآثارية - كما عبر ماركس - أن نهر القاش كان يصب في تهر عطبرة شمال خشم القربة. وبدأ يتحرك ببطء من التقائه بنهر عطبرة إلى موقعه الحالي نحو الشمال الشرق في نهاية عصر البلايستوسين وبداية عصر الهلوسين قبل نحو عشرة ألف سنة. وقد أدت ضحالة مجراه والجفاف التدريجي وقلة تدفق المياه إلى ترسب الطمي في قنواته القديمة فتحركت منطقة فيضانه نحو الشمال الشرقي بعيدا عن نهر عطبرة حتى بلغ موقعه الحالي، والمجرى القديم يقع غرب مجرى القاش الحالي جنوب غرب كسلا. (Fattovich, p 336, 341; Marks, p 433)
وقد وفرت هذه المنطقة الواسعة والخصبة بين نهر عطبرة والقاش مساحات واسعة يسرت وسائل الحياة للإنسان والحيوان والنبات. وقد تم التعرف في هذه المنطقة على آثار حياة الانسان المبكر، وتم العثورعلى آثار أدوات من عظام الأفيال ووحيد القرن والزراف والظباء تعود إلى فترتي البلايستوسين الأوسط والأدنى. كما تم العثور على أدوات حجرية متنوعة في موقع مجاور للموقع السابق أرخ له بناءً على الأدوات الحجرية بين الألفين العاشر والسادس قبل الميلاد. (Manzo, 2017, p 17)
ووجدت آثار الانسان في منطقة أعالي نهر عطبرة والقاش منذ عصر الهلوسين المبكر، اعتمد الإنسان في حياته على الموارد المائية، واصطياد الحيوانات: الفيل الزراف الأبقار الوحشية مثل الثور الافريقي، كما وجدت أيضاً آثار الاعتماد على طعام نباتي وآثار مقابر على أطراف مناطق السكن. ويصعب تحديد ما إذا كانت هنالك قرابين داخل القبور. وتم دفن الموتى بوضع مقرفص ويبدو أنه لا يوجد نمط ثابت بالنسبة لاتجاه الميت. تاريخ المواد الأثرية التي تم التعرف عليها تقع في الفترة بين الألفين السابع والخامس قبل الميلاد. ((Manzo 2012 b, p 84
وقد بينت النتائج الأولية للمسح الآركيلوجي الذي قامت بع بعثة جامعة نابولي الايطالية عام 1980 في منطقة القاش إلى وجود مراحل طويلة متعاقبة من استغلال الانسان للمنطقة في الفترة الواقعة بين الألف السادس أو الخامس حتى الألف الأول قبل الميلاد. (Rampersad, p 142)
ويتناول مانزو (Manzo, 2017, p 6, 19 - 20)منطقة القاش وأعالي نهر عطبرة ضمن منطقة جنوب العتباي ويقسم تسلسل Chronology تاريخها منذ العصور القديمة وحتى القرن الثامن عشر الميلادي كما في الشكل 3 ص 6 إلى خمسة فترات. أنظر كذلك ماركس (Marks et al, p 433) 1| فترة ما قبل ساروبا 2/ فترة ساروبا 3/ فترة كسلا ويقسمها إلى ثلاث فترات متتالية: البطانة ثم القاش ثم مكران 4/ فترة التاكا 5/ جِرجاف. ويتضمن الجدول مقابلة هذه الفترات بمراحل تاريخ مناطق النيل الأوسط ومصر واثيوبيا.
وفي الجدول رقم 1 (ص 19) قسم ما نزو المراحل التاريخية بناءً على المخلفات النباتية التي جمعت من المواقع الأثرية في المنطقة إلى سبع مراحل هي: مجموعة أم آدم (متزامنة مع مجموعة ما قبل ساروبا) ومجموعة ملَوِيّة ومجموعة البطانة ومجموعة القاش مجموعة جبل مكران ومجموعة حاجز ومجموعة جٍرجاف. وفي الجدول رقم 2 (ص 20) قسم مانزو المراحل التاريخية بناءً على المخلفات لحيوانية التي جمعت من المواقع الأثرية في المنطقة إلى ست مراحل هي: مجمعة أم آدم (متزامنة مع مجموعة ما قبل ساروبا) ومجموعة ملَوِيّة ومجموعة البطانة ومجموعة القاش ومجموعة جبل مكران ومجموعة حاجز. ولم ترد مجموعة جٍرجاف في هذا التقسيم. وقد فصل مانزو (Manzo, 2017) في شرح هذه الفترات في الفصول 2 و3 و4 (صفحات 17 – 69) نقتطف منها الآتي:

1. مجموعة أم دم وما قبل ساروبا
ترجع هذه المرحلة إلى الفترة السابقة لصناعة الفخار في المنطقة وتعرف آثارها في مجوعتين ثقافيتين متميزتين في عدد من الواقع أحدهما موقع أم آدم في دلتا القاش والثاني موقع ساروبا في منطقة خشم القربة. تم العثور في موقع أم آدم على ما يشير إلى استخدام الدخن ونوع من حبوب الصغيرة غير المصنفة. وكانت منطقة جنوب العتباي صالحة لتدجين الذرة، وثقافة انتاج الحبوب في مجتمعات الجمع والصيد وبدأت منذ الألف السادس قبل الميلاد. وتضمن الآثار بقايا عظام الثيران ووحيد القرن والظباء والغزلان والسمك وفرس النهر وقواقع snails برية. وأطلق ماركس على هذه الفترة اسم "فترة ما قبل الفخار" Manzo, 2017, p 17 – 19; Marks et al, p 433))

2. مجموعة ملوية
مجموعة ملوية نعرف أيضاً بفترة ساروبا، وتتميز بثقافة موقع مجموعة مَلَوِيّة بين القاش ونهر عطبرة في منتصف الألف الخامس قبل الميلاد. ويؤخ ماركس لهذه الفترة 6200 ق ح (قبل الحاضر) وأطلق عليها اسم “صانعي الفخار” وذكر أن غذاءهم اعتمد على صيد بري وبحري. وتراوح حجم المواقع الأثرية بين 2.5 إلى 25 فدان. ويرى مانزو أنه نسبة لفقر الدراسات المنتظمة لآثار المنطقة فإنه من الصعب التعرف على بداية عصر صناعة الفخار. (Manzo, 2017, p 20 – 21; Marks et al, p 433)

3. فترة مجموعة البطانة
ارتبطت مجموعة البطانة بروابط قوية مع مجموعة القاش ونهر عطبرة. ويرجع تاريخ مجموعة البطانة إلى القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد. ويؤرخ ماركس (Marks, p 434) لهذه الفترة نحو 5600 ق ح. ووضح أنه حدث تغير واضح في الثقافة المادية وفي المستوطنات جنوب العتباي إذ لم تعد منطقة شمال نهر عطبرة كما يبدو المكان الأمثل للسكنى حيث وجدت المواقع في مناطق غربيه وفي دلتا القاش. (Manzo, 2017, p 22 – 25)

4. فترة مجموعة القاش
يؤرخ لبداية ظهور ثقافة مجموعة القاش Proto-Gash بنهاية الألف الرابع قبل الميلاد ولفترة القاش المبكرة ببداية الألف الثالث قبل الميلاد. (Marks, p 434; Rampersad, p 143) وذكر ماركس أنه في نهاية عصر الهلوسين المبكر (8500 – 7000 ق م) يمكن ملاحظة تغير ثقافي واضح وزيادة في المواد وصيد الثدييات. وأصبحت المواقع الأثرية أكبر بكثير من سابقتها. ويلاحظ أيضاً التغيير الكبير على الفخار والأدوات الحجرية. وذكر مارك أنه رغم عدم وجود دليل على دخول الحبوب المدجنة domestic cereals إلا أنها لا بد أن تكون لعبت دوراً كبيراً في التحول الثقافي الكبير. (Marks, p 436)
وفي منتصف الألف الثالث قبل الميلاد تطورت حضارة مجموعة القاش التي لم تكن منحصرة فقط بين منطقة القاش ونهر عطبرة ودلتا القاش لكنها امتدت شرقاً حتى منطقة أغرودات وامتدت غرباً إلى منطقة أركويت. وقد تضمنت آثارها أختام وبعض ما يشير إلى النظام الإداري مما يشير إلى وجود تنظيم لبعض الأنشطة التجارية، وربما كانت أساليب الإدارة ذات ارتباط بمنطقة النوبة العليا. (Manzo, p 33 - 37)
وذكرت سابرينا رامبرساد أن الاستيطان البشري في منطقة القاش كان معاصراً لفترة الخرطوم المبكرة في، وأنه عثر في موقع محل تجلنوس Mahal Teglinos بالقرب من كسلا على أختام اسطوانية ورموز من الطين ترجع إلى فترة القاش المبكرة في بداية الألف الثالث قبل الميلاد. هذه الأختام التي تطورت فيما بعد ورموز ربما دلت على قيام نظام إداري في محل تجلنوس، وأصبح أكثر تطوراً في نهايته حيث تم على الأقل استخدام ثلاثة أنواع من الأختام والرموز، ويرى الباحثون أن ذلك ربما دل على وجود سلطة سياسية مركزية كانت غالباً على مستوى الزعامة. (Rampersad; p 143-144)

5. فترة مجموعة جبل مكران
مجموعة جبل مكران من بداية الألف الثاني حتى بداية الألف الأول قبل الميلاد، وتتضمن مواقع كسلا وجبل مكران وجبل أبو جمل. يطلق مانزو (الشكل رقم 3) اسم “مرحلة كسلا” على مجموعات البطانة والقاش ومكران. (Manzo, 2017, p 6, 43)

6. فترة الحاجز Hagiz
فترة الحاجز Hagiz منتصف الألف الأول قبل الميلاد حتى منتصف الألف الأول الميلادي وتتمثل في مواقع شرب shurab القاش بين القاش ونهر عطبرة في مناطق خور قراتيت ومرماديب. ويطلق على هذه الفترة في شكل رقم 3 اسم فترة التاكا. فخارهم يتضمن نمط فخار العتباي المبكر وفخار القاش ومكران وبعض الفخار المستورد. ورغم قلة دراسة آثار هذه المجموعة إلا أن وجود كميات كبيرة من عظام البقر في مواقعهم الأثرية توضح اعتمادهم الكبير في حياتهم الدلائل على تربية الماشية، كما توجد بعض الدلائل على استخدام الذرة والشعير. (Manzo, 2017, p 6, 55)

7. فترة مجموعة الجرجاف Gergaf
فترة مجموعة الجرجاف Gergaf بين الخامس عشر والثامن عشر الميلاديين. تتواجد مواقع آثارهم الكبيرة منتشرة في المنطقة الواقعة شمال القاش ونهر عطبرة. والمواقع الكبيرة تتواجد بالقرب من نهر عطبرة وغرب القاش. اعتمدوا في حياتهم على الزراعة والرعي. والمنطقة الواقعة بين القاش وشرب القاش. (Manzo, 2017, p 61 - 62)

التجارة والصلاة الخارجية
تمتعت منطقة جنوب العتباي بوفرة وتنوع السلع الطبيعية مثل البخور والصمغ والعاج والأبنوس والذهب. فالتوابل وبخاصة البخور تتواجد بين ستيت وبركة بالقرب من كرن. ويوجد الذهب في مجاري ستيت ومارب/قاش وبركة وانسيبا. ويتواجد الأبنوس بين القاش وستيت. وكانت الحيوانات المفترسة تتواجد حتى عهد قريب بين سهلي القاش وبركة وتوفر الغذاء والجلود للسكن، فقد كانت الأفيال حتي القرن 19 تتواجد في سهول بركة . (Fattovich, p 336)
أدت وفرة المواد الطبيعية إلى انخراط سكان جنوب العتباي في النشاط التجاري الداخلي والخارجي في أوقات مبكرة وكانوا يمثلون حلقة الوصل حلقة الوصل التي ربطت مرتفعات اثيوبيا بالبحر الأحمر وبالجزيرة وبالنيل الأوسط. وقد أوضحت المادة الأثرية في المنطقة اشتغال مجموعة القاش بالتجارة التي ربطت مصر بوادي النيل الأوسط وبأعالي النيل وبالقرن الافريقي وربما شبه الجزيرة العربية. وكان لجماعة مكران صلة بحضارات منطقة ما بين الشلالين الأول والثاني (المجموة ج C-Group. كما كانت مجموعة القاش على صلة تجارية بكرمة، فقد لوحظ وجود الكثير من المواد الأثرية لكرمة على طول الفترة، كانت لهم أيضاً بتجارة بلاد بونت، وقد كانت كل سلع بلاد بونت في مجال تحركات رعاة دلتا القاش إذ يرى بعض الباحثين أن بلاد بونت تشمل مناطق أعالي النيل الآزرق ومنطقة كسلا الحالية. (Fattovich, p 350 – 351; Budge, Vol. 1, p572 - 573)
وقد أوضح ما تم الكشف عنه من آثار الصلة والتواصل بين سكان السودان القديم. فقد بينت المواد الآثارية التشابه في الثقافات المادية لسكان مناطق وادي العلاقي وكسلا وأصحاب حضارة المجموعة أ (ما قبل قسطل) ومناطق النيل الأوسط. (Manzo 2012, a, p 318 - 319}
وقد أوضحت جتو من الشكل رقم 2 (Gatto, 2002, p 9) تداخلاُ ثقافياُ إقليمياً واسعاً في الألف شمل مناطق القاش وأعالي نهر عطبرة ومنطقة ما بين الشلال السادس والثاني ومناطق وادي هور والجلف الكبير والواحة الداخلة في صحراء مصر الغربية.

المراجـع
 Budge.Wallis, The Egyptian Sudan: its History and Momaments,
 Fattovich, Rodolpo et al, “Society and Territory in the Gash Delta (Kassala Eastern Sudan) 3000 BCE – AD 300/400” ) Origini, XIV, 19801989
 Gatto, Maria Carmela, 2002, “Ceramic Traditions and Cultural Territories: the Nubian Group in Prehistory” Sudan and Nubia, Bulletin no. 6, pp 8 – 19.
 Manzo, Andrea ,2012 a “The Italian Archaeological Excavation to the Eastern Sudan of the Universita Degli di Napoli, di L’Orientale” Newsletter di Archeologia CISA, Vol. 3. Pp 313-335.
 Manzo, Andrea, 2012 b “From the Sea to the Deserts and Back: New reach in Eastern Sudan” British Museum Studies in Ancient Egypt and Sudan” 18, pp75-106.
 Manzo, Andrea, 2017, Eastern Sudan in Its Setting: The Archaeological of Region far from the Nile Valley, Oxford: Archaeopress Publishing.
 Marks, A.E. and Fattovich, R. 1989. The later prehistory of the Eastern Sudan: a preliminary view. In L. Krzyżaniak and M. Kobusiewicz (eds.), Late Prehistory of the Nile Valley and the Sahara: 451-458. Poznań, Muzeum Archeologiczne w Poznaniu (Studies in African Archaeology 2).
 Rampersad, Sabrina Roma, 1999, the Origin and Relationships of the Nubian A-Group. A PhD thesis, dept. of near and Middle Eastern Civilizations, University of Toronto.
 Yletyin, Johanna (2009) “Holocene Climate Variability and Cultural Changes at River Nile and its Saharan Surroundings” Examinsarabite Grundniva Geographi, 15, hp, G 1.
-

ahmed.elyas@gmail.com

 

آراء