دينيس جونسون يحكي عن قصة ترجمته “موسم الهجرة إلى الشمال”

 


 

 

اكتملت ترجمة رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) إلى الانجليزية بالتزامن مع الانتهاء من كتابتها باللغة العربية. فكان الطيب صالح كلما فرغ من كتابة فصل من الفصول بخط يده يدفع به إلى دينيس جونسون ليشرع على الفور في ترجمته إلى الانجليزية وهكذا، ولما اكمل الطيب صالح كتابة الرواية بالعربية كان دينيس قد فرغ من ترجمتها إلى الإنجليزية.
في كتابه (ذكريات في الترجمة) يحكي دينيس جونسون ديفيز عن هذه التجربة المدهشة والمثيرة للإستغراب بالقول: "كنت اتلقى كل بضعة أيام في مكتبي رزمة من الورق، هي حلقة جديدة في الرواية، وسرعان ما انتهت الرواية مع اكتمال الترجمة في الوقت ذاته تقريبا".
على هامش ندوه اقيمت بدبي لإحياء الذكرى الأولى لرحيل الطيب صالح، سألت دينيس جونسون ديفيز: كيف تشرع في ترجمة رواية فصلا بفصل قبل اكتمالها وقبل قراءتها مكتملة. ما الدافع الذي جعلك تفعل ذلك، وكيف عرفت انها ستكون رواية ناجحة؟
قال لي فيما معناه إنه كان يؤمن بموهبة الطيب صالح في الكتابة وكان يعرف انها ستكون رواية غير عادية. فهو قبل (موسم الهجرة إلى الشمال) قد اطلع على القصص الأولى للطيب وترجم ونشر (حفنة تمر) و (دومة ود حامد) وغيرها.
ومن المعلومات القيمة التي ذكرها دينيس في كتابه (ذكريات الترجمة) هي أن النص العربي لرواية موسم الهجرة كان يحتوي على فقرات "آيروسية" في حدود الصفحتين كان الطيب صالح متحرجا منها، فقام بحذفهما عند نشر الرواية بالعربية لأول مرة.
ولكن دينيس ديفيز كان قد ترجمها سلفا إلى الانجليزية بالرواية. ولذلك كان السؤال عندما هموا بنشر الترجمة الإنجليزية هو هل يبقوا على الصفحتين المحذوفتين من النص العربي، خاصة وأن دينيس جونسون لا يرى فيهما ما يمكن أن يثير حفيظة القارىء الانجليزي. واستقر الرأي أخيرا أنه لا جدوى من تضمين الترجمة فقرات لا وجود لها في الأصل. فحذقت من الترجمة.
ويضيف دينيس جونسون ديفيز: "وفي مكان ما بين أوراقي توجد لدي هذه الفقرات مكتوبة بخط الطيب صالح في ورقتين وربما ستجدان ذات يوم طريقهما الى صالة مزادات لتباعا لقاء مبلغ ضخم الى مليونير يحرص على اقتناء هذه الأشياء المثيرة للفضول".

abusara21@gmail.com

 

آراء