سيول ذوبت روكيب ” عرت النساء ”

 


 

 

العام ١٩٨٥م هطلت سماء الخرطوم وأمطرت كأنما لم تمطر من قبل ومع فجر كل صباحكانت تتزايد الحيشان التي تنهار رواكبيها .. وتدافع الشباب مشمرين عن سواعدهموتشابكت الايادي البيضاء لمساندة المنكوبين ولتسليك المجاري والخيران ولم يجوع طفلااو شيبة .. وجاء العام ٢٠١٣م ليكشف عورة المساكن التي تتمدد في نواحي شرق النيلوالعاصمة الخرطوم الكهلة المتوجعة والتي شاخت عظام مصارفها " تعدت العمرالافتراضي " وتطاولت بين جنباتها العمارات الفارهات وعلي أرصفتها تتراكم الاوساخوالغازورات .. وساكني القصر في غيهم يتماهون ويتشاكسون.. وأزرعهم تتمدد لمصالحهمالذاتية ولعزوتهم
و تعبر مواكبهم بالسيارات الفارهة ذهابا وايابا ودون ان يفتحوا زجاج سياراتهم طالما همذاهبون لكراسي وثيرة في قصر منيف ..
ملح الارض والغبش هم وحدهم المطحونون و المنكوبون من هجير الشمس وتدفق الانهروالوديان والسيول والتي لم تجد فكرا مبتكرا وايادي مخلصة لاستثمار خيراتها لصالحالبلاد والعباد.. ووفقا للمتغيرات المناخية وتزمجر الطبيعة فالمساعدات التي تصل منالدول الشقيقة والصديقة قبل سنوات تندر البعض أنها دخلت لسوق الله أكبر ..
ان الاعتماد وقت الكوارث الطبيعية علي المعونات الانسانية من ادوية وخيام وطعام معروفةعالميا وتقوم بها منظمات الامم المتحدة والدول الصديقة ضمن انظمتها وقوانينهاالانسانية .. ولكن حتى متى يرتهن أهلنا الغبش ملح الأرض علي هذا الفتات وإن غطى كلحاجتهم من غذاء وغطاء ودواء ..
حتى متى يتشاكس ويتجادل " المفتونون بالسلطة والتسلط " فقط ليجلسوا علي كراسيالمسؤولية ودون ان يقوموا بالمسوليات والواجبات تجاه الوطن ليطوروا زرعه وضرعهومعادنه بمشروعات استثمارية تكفي العباد من بكاء صغاره وكشف ستر نساءه ولتفيضالخيرات لغذاء العالم وفق امكانيات هبة من السماء لارض السودان ..
من أسبوع والسيول تجرف الأخضر واليابس بقرى نهر النيل والمناقل وكسلا والنيل الازرقوما جاورها .. وتفجرت الحلاقيم ببث السموم وبذر الفتن والعكننة والتهم بعضهم لبعض .. والنساء تنحسر ملابسهم عن اجسادهم المرهق وسط سيول تتزمجر وأطفال سكنتهمالحمى والاسهالات ..
ان المواطن يئن ويتوجع وبالكاد يحقق أبجديات متطلبات الحياة اليومية اما العاصمةالخرطوم فحدث ولا حرج .. غادروا كراسي الحكم طالما ليس بينكم رجل دولة رشيد .. ولامفكر ألمعي .
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com



--
Awatif Abdelatif

 

آراء