فليكن التسامح شعارنا للمرحلة القادمة

 


 

 

د. فراج الشيخ الفزاري
=======
الآن...وقد لاحت بشائر النصر للقوات المسلحة السودانية، وأصبحت الفرص مواتية لعودة الحياة والسكينة والاستقرار للوطن وأهله العزاز..فإن ذلك يجب ألا يغرينا أو يدثر قلوبنا بالسواد والقسوة والتفكير في الانتقام لمن حارب ودمر وحطم وسلب وتمرد علي منظومته العسكرية..ولمن ظاهرهم من ألمدنيين...فالدولة الرشيدة لا تنتقم أبدا من أبنائها مهما شطح بهم الحال وخرجوا عن جادة
الطريق.... لا يعني ذلك التغاضي عن الحقوق ورد الاعتبار ..فهي حقوق مغتصبة في المال الحلال والعرض و الشرف ..بل سرقة وطن بكامله ..وتعطيل مشاريعه
التنموية وتطلعات أهله المشروعة نحو الحياة الحرة الكريمة.
إن قيمة التسامح ، هي قيمة إنسانية وحضارية بالدرجة الأولي..بل وأخلاقية تفرضها ظروف السودان الاستثنائية، فضلا من كونها ركيزة من ركائز الإيمان في ديننا الحنيف..وتناسي الماضي المرير والتطلع نحو المستقبل الواعد لأجيالنا القادمة التي ظلمناها كثيرا في حاضرها فدعونا ألا نكررها لهم في مستقبلهم الوليد.
نعم ...قد تسامحنا كثيرا في قضايا مصيرية ،في أوقات سابقة،وفلت من العقاب قادة وساسة كبار، مما أغري آخرون
بعدهم، بارتكاب نفس الخطايا والذنوب..حتي اتهمت الذاكرة السودانية بالنسيان.والتفريط في الحقوق الوطنية...وتلك مقولة ليست صادقة وتتجاهل حقائق التأريخ..فالذاكرة السودانية صاحية علي الدوام ولا تنس أبدا من أساء إلي الوطن مهما تعاقبت الحقب والأزمان.. ولكن تسارع الأحداث السياسية في السودان وتداخلها ومتغيراتها ،خاصة في شقها العسكري،تجعل من العدالة الانتقالية أمرا عسير التحقق...ولكن وبعد ثورة ديسمبر المجيدة.ثورة الوعي.اختلفت الظروف ، وتغير انسان السودان وأصبح أكثر وعيا ورصيدا وتراكما من التجارب والخبرات..فهو يسامح هذه المرة عن وعي
وإدراك..في سبيل أن يبني وطنا ومجتمعا خال من الضغينة والأحقاد
التسامح هو الوئام في سياق الاختلاف..وهو ثقافة المحبة والأخاء والمودة البديلة لثقافة الحرب وإقصاء الآخرين ..
دعونا نفكر بقلوب أجدادنا وعيون أطفالنا نحو الوطن الجديد.. حتي نحرس ماضيه ونفكر بعقلانية في مستقبله الزاهي الجميل الذي ظللنا نحلم به جيلا بعد جيل..وها هو الحلم قد أصبح الأقرب للتحقق اذا جعلنا شعارنا للفترة القادمة هو...التسامح الذي لا بديل له إلا التسامح.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء