لا امام سوي العقل (٨-٩)

 


 

 

النساء أكثر الشرايح تضررًا من دولة الإسلام السياسي المتهالكة الآن، لذلك تستحق النساء تمييزا إيجابيا لضمان المشاركة الفاعلة فيالقيادة برلمانيًا وتنفيذيا وقضائيا وفي جميع مؤسسات المجتمعالمدني:
++ ما هي قصة مبادرة لا لقهر النساء ؟

++ الإتحاد النسائي السوداني رائد الحركة النسوية في السودان.. تزامن ميلاده مع صدور كتاب (الجنس الاخر ) انجيل النسويةلمؤلفته الفيلسوفة سيمون دي بوفوار رائدة النسوية :

++ الكيزان بعد ٣٣ سنة في الحكم : اما ان نعود للسلطة رغم انفكم .. واما نقتلكم .. نبيدكم عن بكرة ابيكم!!
++ موقف حزب الامة وكيان الأنصار التقدمي المستنير من معاهدة سيداو لمناهضة كافة اشكال التمييز ضد النساء !!

++ الفكرة الجمهورية تناهض (قهر النساء) :

++ التمييز الايجابي حل مؤقت وضروري لتمكين النساء ومشاركتهن الفاعلة في صنع القرار السياسي:

(١) نظام الإنقاذ كان الأكثر قهرًا للنساء.. ومشروع حسن البنا في جذوره المصرية ليست لديه رؤية اقتصادية او اجتماعية للشعبسوي (الحجاب) بشهادة الزعيم جمال عبدالناصر!!

(أ) في هذا الفصل الثامن من كتابنا (لا امام سوي العقل) سوف نتعرض للقهر الذي تعرضت له النساء في السودان منذ إنقلاب ٣٠يونيو ١٩٨٩ المشؤوم، الذي دبرته الحركة الاسلامية السودانية المتعطشة للسلطة ولا تملك اي رؤية حكم ولا حتي برنامج مدروس.. ومن المضحك المبكي في تاريخ الاخوان المسلمين ان مرشد الاخوان في مصر حسن الهضيبي حين التقي بالزعيم جمال عبدالناصرعام ١٩٥٢ كان مطلبه الوحيد من عبدالناصر هو (فرض الحجاب على النساء في مصر) .. ولازالت فيديوهات عبدالناصر التييسخر فيها علي الإخوان المسلمين موجودة علي اليوتيوب على هذا الطلب المسطح ،. شاهدنا هو ان المشروع الاخواني في مصروالسودان كل همه الوصول للسلطة من اجل (قهر النساء) وقمع جسد المراة.. وليس لديهم رؤية للتغيير. ! لقد عجز إسلاميو الانقاذ انيكونوا مثل مهاتير محمد باني نهضة ماليزيا ، او رجب طيب اردوغان الذي ارتفع بتركيا من وضع رجل اوروبا المريض الذي يلهث مناجل دخول الإتحاد الاوروبي الى دولة ضمن قائمة الدول ال٢٠ الأفضل اقتصادا وثراءا في العالم .. لقد حكم الاسلاميونالسودان ٣٠ عامًا وفشلوا في تنمية الدولة الغنية بالموارد وحولوها الى دولة فاشلة.. ولم يقدموا شيئًا للشعب السوداني سوي اذلالالمراة السودانية في المناطق المتاثرة بالحروب بالتهجير والاغتصاب في تابت وغيرها وقهروا النساء في ولاية الخرطوم من خلال قانونالنظام العام الذي جرم أالصحفية لبني أحمد حسين علي لبس المنطلون ومن ثم نشات مبادرة لا لقهر النساء!

(ب) الكيزان بعد ٣٣ سنة من حكم السودان.. اما ان نعود للسلطة رغم انفكم .. واما نقتلكم .. نبيدكم .عن بكرة ابيكم!!

لقد افتي فقهاء السلطان للمخلوع عمر البشير بجواز ابادة ثلث ألشعب السوداني من اجل ارغام ألشعب على الاستكانة والصمت ،واليوم.. وبعد مضي أكثر من 180 يوما من بداية الحرب العبثية بين البرهان ونائبه حميدتي ، والتي اشعلتها الحركة الاسلامية ممثلةفي كتائب البراء وكتائب الظل والتي يديرها الارهابي علي كرتي ، لقد نادى الفريق الكباشي بوقف الحرب والتوجه الي جدةللتفاوض ، ولكن الحركة الاسلامية التي تدبر الشأن السوداني خلف البرهان وكباشي والعطا رفضت تمامًا وقف الحرب.. ورسالتهاللشعب السوداني صارت واضحة منذ انقضاء الشهر الاول من الحرب العبثية في ولاية الخرطوم: اما نعود للسلطة.. واما نقتلكم .. كلكم .. عن بكرة ابيكم !!
أخيرًا ادرك الشعب السوداني وانسان ولاية الخرطوم انه لا يملك جيشًا وطنيًا يحمي الأرض والعرض والشعب ، وانما يملك (جيشًامختطفًا) من الحركة الاسلامية منذ ٣٠ يونيو ١٩٨٩ ، السؤال: متي يحرر الجيش السوداني نفسه من قبضة علي كرتي وانس عمروكتائب البراء ؟! لقد حرر الدعم بقيادة ال دقلو نفسه من قبضة البشير والكيزان .. وقد أعلنت القبائل العربية في دارفور انحيازهاللدعم السريع فحدثت القطيعة الأبدية بين (مليشيا الجيش السوداني) وحلفائهم من القبائل العربية في دارفور وكردفان الي يومالقيامة .. وهذه الواقعة تمثل الدليل القاطع بانتهاء وزوال دولة الجلابة في السودان.. لان الجلابة (لا يحاربون) .. وقد ظلت القبائلالعربية في دارفور وكردفان تحارب نيابة عنهم.. وباندلاع حرب ١٥/ ابريل ٢٠٢٣ وقعت القطيعة الأبدية بين الجلابة الشماليين والقبائلالعربية.. وتلك نهاية دولة الجلابة في السودان!! وبسقوط دولة الأخوان المسلمين في السودان سوف تنشأ دولة المواطنة السودانيةالتي تسع السودانيين جميعًا من نملي الي حلفا طوعًا واختيارًا.. دولة تقدر مقاومة المراة السودانية للقهر الاسلاموي الذكوري الوقح .. وتكافئ المراة وكل المهمشين بالتمييز الإيجابي.

ما هي قصة مبادرة (لا لقهر النساء ؟) :

ملابسات نشاة مبادرة لا لقهر النساء يحكيها الصحفي بجريدة التغيير/ علاءالدين موسي الذي قام باجراء مقابلات مع بعضالناشطات في مبادرة لا لقهر النساء بمناسبة مرور ١١ عامًا على نشاتها وقد تكللت جهودها بان قام الأستاذ عبدالباري وزير عدلحكومة حمدوك بالغاء قانون النظام العام سيء السمعة والذي أدينت بموجبه الصحيفة لبني احمد حسين.. وقد جاء في تحقيقالصحفي علاء الدين موسي ما يلي :

(ظل النظام البائد منذ استيلائه على السلطةعام 1989 ، وحتى اقتلاعه بثورة ديسمبر ، يتفنن في انتهاك حقوق النساء ، بذريعةقانون النظام العام سيء الذكر. وانطلقت شرارة المبادرة ، في أغسطس 2009 ، عقب توقيف الصحفية المهاجرة ، لبني أحمدحسين ، من قبل شرطة النظام ، بسبب ارتدائها البنطال.
لكن سرعان ما تحول الدفاع عن قضيتها لدفاع عام عن حقوق المرأة ، في جميع أنحاء البلاد، وتوج هذا النضال ، بإلغاء قانونالنظام الذي ظل ، يشكل مهدداً كبيراً للنساء.) انتهي. المرجع : علاءالدين موسي /كيف تصدت مبادرة لا لقهر النساء لعنف السلطةوالقوانين ل ١١ عامًا ؟ /التغيير/٩/ ابريل ٢٠٢١ .

تجدر الاشارة الى ان مبادرة لا لقهر النساء قد مددت خدماتها جغرافيا الى أطراف السودان المختلفة لاسيما مناطق النزاعات ،ونوعيا لتشمل قطاعات مهمشة اقتصاديًا تكافح من اجل اعاشة أطفالها الأيتام وهي فئة ستات الشاي وقد نجحت مبادرة لا لقهرالنساء في تنظيم صفوف ستات الشاي ، ومعلوم ان (التنظيم قوة .. والتنظيم اتحاد.. والإتحاد قوة ) .

(٢) الإتحاد النسائي السوداني رائد الحركة النسوية السودانية .. تزامن ميلاده مع صدور كتاب (الجنس الاخر) الذي يمثل (انجيلالنسوية) تآليف رائدة النسوية / سيمون دي بوفوار:

شكل الإتحاد النسائي حضورًا مميزًا في الساحة السياسية السودانية منذ وقت مبكر بإعتباره حركة تناضل من اجل إستقلالالسودان ، وقد كانت فكرة تأسيس الإتحاد بمبادرة من الأستاذة / عزيزة مكي وعقد الإتحاد اول اجتماع بمنزلها بتاريخ ١٧/يناير١٩٥٢ وتشكلت اللجنة التمهيدية للاتحاد من كل من :عزيزة مكي/ فاطمة احمد إبراهيم/ ثريا امبابي / خالدة زاهر / نفيسة احمدإبراهيم/ حاجة كاشف / نفيسة المليك / فاطمة طالب واخريات . (المصدر : بتصرف من ويكيبيديا- الموسوعة الحرة) .
وبالنظر الى تاريخ تاسيس الإتحاد النسائي السوداني يناير/ ١٩٥٢ نجد انه يتزامن تقريبًا مع صدور كتاب (الجنس الآخر) الذيينظر اليه باعتباره (انجيل النسوية) لمؤلفته الفيلسوفة والنسوية الوجودية: سيمون دي بوفوار ، والذي صدر بالفرنسية عام ١٩٤٩ . فما هي الفكرة العامة لكتاب الجنس الاخر ؟ وما علاقة الإتحاد النسائي السوداني بكتاب (الجنس الاخر ؟)

(ملخص
كتاب الجنس الآخر لبوفوار هو تحليل مفصل حول تاريخ اضطهاد المرأة. حيث في هذا الكتاب تناقش المؤلفة سؤالين مركزيين: "كيف وصل الحال بالمرأة إلى ماهو عليه اليوم (أي أن تكون "الآخر"؟) وماهي الأسباب لعدم تكتل النساء سوية ومواجهة الواقعالذكوري الذي فرض عليهن) إنتهي/موقع ويكيبيديا.
أمًا علاقة الإتحاد النسائي بالفيلسوفة الوجودية النسوية سيمون دي بوفوار فهي رابطة (وحدة المشروع والقضية-النسوية- ) .. فقدكرست بوفوار حياتها من اجل (قضية النسوية ، ودعوتها لتمرد النساء على الذهنية الذكورية في الدولة والمجتمع. بالرغم من انالكوادر النشطة في الاتحاد النسائي اقرب الى الحزب الشيوعى السوداني الا ان نشاط الإتحاد يتركز في خدمة قضايا النساء .. لذلك فأنهن اقرب الى النسوية سيمون دي بوفوار.. خاصة وان مؤلفات بوافوار لاسيما كتاب الجنس الاخر تخدم اهداف الإتحادالنسائي السوداني.. وعلي صلة بذلك فقد كانت مؤلفات الناشطة النسوية المصرية / الدكتورة نوال السعداوي رحمها الله تحظيبترحاب شديد من الشيوعيين والجمهوريين وكل القوي اليسارية المناصرة لقضية النسوية وحقوق المراة- وذلك بسبب وحدة المشروع.

هل كان الإتحاد النسائي احدي واجهات الحزب الشيوعى السوداني ؟

الدور المنوط بالإتحاد النسائي كان كبيرًا جدًا ، وذو طبيعة دائمة ، لذلك فان الإتحاد النسائي كان أقرب الى كونه (نقابة النساء) تتصدر القضايا والمطالب النسوية بدون ان تتأثر باوضاع وعلاقات الحزب الشيوعى مع السلطة القائمة ، وهي علي الدوام علاقةمقاومة ومعارضة شرسة من الحزب الشيوعى ، ففي عهد ثورة اكتوبر ١٩٦٤ حيث تم حل الحزب الشيوعى وطرد نوابه من البرلمانكان الاتحاد النسائي بحاجة الى العمل بمناي عن الحزب الشيوعى ، وكذلك كان الحزب الشيوعى مستهدفًا من قبل نظام مايو بعدفشل إنقلاب هاشم العطا في ١٩/ يونيو ١٩٧١ لذلك كان علي الإتحاد اتخاذ ساتر سميك من الحزب الشيوعى ليعمل في مناخنقابي مطلبي هادئ بعيد عن صخب السياسة.. رغم ان الشارع السياسي كله يدرك الحبل السري بين الإتحاد النسائي والحزبالشيوعى السوداني. في المقتطف ادناه يحسم السيد الإمام الصادق المهدي رأيه الشخصي في مسألة العلاقة بين الحزب الشيوعىوالاتحاد النسائي ويخلص فيه الى ان الإتحاد النسائي (صار واجهة )للحزب الشيوعى ) :

(ان تبني الحزب الشيوعي السوداني لقضية تحرير المرأة والتركيز على دعم الاتحاد النسائي حتى صار واجهة له ليس بالأمرالغريب فالتيار مشغول بالتحول الاجتماعي ومخاطبة القوى الجديدة. ولكن المدهش هو تبني قوى المجتمع غير الحديثة قضية تحريرالمرأة وتعليمها كما يدل على ذلك موقف الإمام عبد الرحمن والشيخ بابكر بدري، وجمعية نهضة المرأة. ولكن هذه الدهشة تنقشععندما نستحضر موقف ثقافات السودان القديمة والوسطى الإيجابي من تعليم وتحرير المرأة.) انتهي.
المصدر : الإمام الصادق المهدي/ دور الأحزاب السياسية في تفعيل دور المرآة السياسي في السودان/ المعركة -فصلية/١٠ حزيران/يونيو ٢٠١٣.

(٣) في عهد ثورة أكتوبر ١٩٦٤ حظيت قضية المراة بالتأييد من (جميع) القوى السياسية بما في ذلك تلك الموصوفة عادةً (بالرجعيةوالمحافظة) مثل حزب الأمة وجبهة الميثاق الاسلامي :

لا نستغرب ان تحظى قضية المرآة بتأييد جميع القوى السياسية السودانية بعد اندلاع ثورة أكتوبر الظافرة المجيدة ، بما في ذلكجبهة الميثاق الاسلامي وذلك يعود الي بروز د حسن الترابي في قيادة الحركة (الإخوانية السودانية) ولدوره الديناميكي في صناعة(السبب المباشر للثوره من خلال مشاركته في في محاضرة داخليات البركس في جامعة الخرطوم ، التي تداعت الي استشهادالشهيد القرشي.. وحضور د الترابي الطاغي في كل الفعاليات التي قادت الى انتصار الثورة ومغادرة العسكريين باتفاقية عادلةامنت حقن الدماء والخروج الامن للعسكر بدون محاكمة.. شاهدنا ان الحركة الاسلامية التي يقودها الشاب (الترابي) العائد لتوه منالسوربون وشاركت بقوة في الثورة لا يمكن لها ان تتخلف عن ركب الثوره وتقف (مفندرة /مشاترة/ مغردة خارج سرب الثورة) .. وقدوصف الإمام الصادق المهدي اجماع الاحزاب السياسية السودانية حول دعم قضية المراة بالعبارات التالية:

(ثورة أكتوبر كانت طفرة لتجديد الحياة السياسية في السودان لذلك استطاعت حكومة أكتوبر القومية أن تقرر ضمن قراراتهاالتجديدية الاعتراف بكامل حقوق المرأة السياسية. اتخذت تلك القرارات الثورية بالإجماع، لم يكن مستغربا حماس الحزب الشيوعيلها، ولكن حزب الأمة المتوقع أن يكون متحفظا قام بدور مخالف لذلك التوقع لأن برنامجه نحو آفاق جديدة الذي تبناه في مؤتمرهالثالث المصاحب لثورة 1964م نادى بتحرير المرأة. أما جبهة الميثاق الإسلامي فقد قامت بدور مخالف تماما لدور مثيلاتها منالحركات المنطلقة من عباءة الإخوان المسلمين. كان دورها منحازا تماما لقضية الحقوق السياسية للمرأة السودانية. غير أن هذا لاينفى حقيقة موقفها من تجربة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في سبتمبر 1983م، لقد اشتملت تلك التجربة الشائهة على تفاسيرانكفائية لنصوص الإسلام المتعلقة بالمرأة، وقد كانت معيبة من حيث التطبيق والتقنين ولذلك عارضتها الكثير من القوى السياسيةالسودانية، وقد كان حزب الأمة من أكثر المعارضين لها. ) انتهي. المرجع السابق/الإمام الصادق المهدي.

(٤) موقف حزب الامة وكيان الانصار المستنير من معاهدة سيداو :

أصدق القارئ القول اني لم أصدق عيني حين استيقنت موقف حزب الامة القومي المؤيد (بلا تحفظ) لمعاهدة سيداو المتعلقة بازالةكافة اشكال التمييز ضد النساء.. بصراحة هذا الموقف المستنير التقدمي للنهاية لا يشبه حزب الامة بقيادة الإمام الصادق المهدي ،الحزب الذي شارك في المظاهرات الشعبوية التي قادها الاخوان المسلمون في الفتنة الشهيرة بمعهد المعلمين العالي التي ارتبطتبالطالب شوقي الذي نفي الحزب الشيوعى اي علاقة به .. تلك الفتنة التي قادت الى حل الحزب الشيوعى وطرد نوابه من البرلمان.. الصادق المهدي الذي رفض تنفيذ القضاء السوداني الذي قضى ببطلان حل الحزب الشيوعى ؟ الصادق المهدي الذي رفض إجازةإتفاقية الميرغني/ غرنق التي كانت ستؤدي الى الغاء / تجميد قوانين سبتمبر ١٩٨٣ ؟ يا سبحان الله.. حزب الامة بتاريخه الظلاميالمنوه عنه يصدر فتوى ويعلن ان (معاهدة سيداو لازالة كافة اشكال التمييز ضد النساء لا تتعارض مع مقاصد الشريعة ؟ ان هذالشيء عجاب !! هذا هو موقف حزب الامة المستنير بقلم الإمام الصادق المهدي:

( ان لحزب الأمة علاقة أكيدة بهيئة شئون الأنصار، وهي علاقة يمكن أن تعيق الإصلاح السياسي في الحزب إذا انطوت الهيئة علىموقف ديني يعيق التطور الديمقراطي بموجب فهم انكفائي للإسلام، أو انطوت على موقف ديني يعيق تحرير المرأة. وفي هذا الصددعقدت أمانة المرأة في هيئة شئون الأنصار ورشة في الفترة ما بين 19-21 يوليو 2004، ودرست بنود سيداو وقررت أنها لا تتناقضمع مقاصد الشريعة الإسلامية، كما عقدت في إطار تحضيرها لمؤتمر إسلامي عالمي ورشة عمل قدمت فيها ورقة تهدف إلى وضعمرجعية إسلامية متجددة متحررة من التعامل الاستلابي مع الوافد والتعامل الإنكفائي مع الماضي، حيث أفردت الورشة محورا كاملالقضية المرأة عرضت فيها اجتهادا مستنيرا في مقابل الاجتهادات المنكفئة في تفسير نصوص الإسلام بشأن المرأة.
انطلاقا من هذا التراكم الإصلاحي التنويري فإن حزب الأمة الآن يدعو أن يوقع السودان على اتفاقية سيداو، ويعمل على إجماعكافة الأحزاب السياسية حول ميثاق نسوي قدمه للأحزاب وقوى المجتمع المدني للتوقيع عليه في احتفاله بيوم المرأة العالمي للعام2004م، يشتمل على نقاط أساسية للنهوض بالمرأة.) إنتهي. المرجع السابق/ الصادق المهدي/ المعركة - فصلية .

(٥) الفكرة الجمهورية تناهض (قهر النساء) :

تفردت الفكرة الجمهورية- دعوة الأستاذ محمود محمد طه الى الرسالة الثانية من الإسلام- تفردت بتقديم المراة الداعية الى الإسلامفي الحاضرات العامة وفي اركان النقاش وفي حملة الكتاب في الشارع السوداني.. وقد بدات الاخت الجمهورية هذه الخطوةالجبارة انطلاقا من مدينة بورتسودان التي شهدت محاكمها الجنائية معارك فكرية بين القضاة الشرعيين من طرف ، وبين الاخوانالجمهوريين ، قام الجمهوريون بنشر وقائع هذه المحاكمات على الجمهور وتلقفها الشارع في مدينة بورتسودان باعجاب شديد .. وصنع الخيال الشعبي قصصا من وحي وقائع المحكمة بين القضاة الشرعيين والجمهوريين .. فنشات صداقة وحميمية بين جمهورمدينة بورتسودان والاخوان الجمهوريين جعلت مدينة بورتسودان اول مدينة تنزل فيها الاخت الجمهورية للشارع لتدعو للدين .. كاولسابقة في تاريخ البشرية والأديان!!
خرجت الفكرة الجمهورية قامات فكرية نسائية عظيمة اذكر منها بدون التقيد بالترتيب الجمهوري : د بتول مختار /، اسماء محمودمحمد طه /نوال محمد فضل/ إعتدال محمد فضل/ فاطمة عباس/ سلمى مجذوب/ هدي عثمان/ هدي نجم / فاطمة حسن / جواهرعبدالرحيم/ احسان عشيري /سمية محمود /عواطف عبدالقادر.. الخ .
في عام ١٩٧٥ وحده اخرجت الفكرة الجمهورية ١٨ كتيب ومنشور في مناصرة قضية المراة.. اشتملت خاتمة المنشور الأول علىعبارات صريحة في مناهضة الفكرة الجمهورية (لقهر النساء) .. انقل بتصرف بعض النقاط من هذه الخاتمة :

( يا نساء السودان:

• أعلمن أننا ضد قهر الرجال للنساء، ولكننا مع الغيرة الحكيمة من الرجال على النساء، فإن القهر دليل الخوف، وسوء الظن،والإستغلال .. أما الغيرة الحكيمة فإنها دليل الحرص على مكارم الأخلاق، والرغبة في الصون، والعفاف، فإن العفة لا تجئ بالزجر،والسدود، والقيود، وإنما بأن يعف الرجال أنفسهم: (عفوا تعف نساؤكم) ..
• أعلمن أنه إذا كان للمرأة حقوق فإن عليها واجبات، هي ثمن حقوقها .. وأول هذه الواجبات أن تعلم أنها ليست رجلاً، بل ليستمزيتها في أن تكون رجلاً، وإنما مزيتها في أن تكون أنثى، كاملة الأنوثة، كما أن مزية الرجل في أن يكون رجلاً كامل الرجولة .. فإذااستيقنت المرأة من هذا فإنها ستخلق الجو الذي تلتقي، وتترعرع فيه، فضائل الرجولة الكاملة، والأنوثة الكاملة – الحب والجمال،والرحمة، والتسامح، والعدل، والشجاعة، والعفة، والمروءة ..
• أعلمن أن مساواة النساء بالرجال ليست مساواة المسطرة، ولكنها مساواة القيمة .. ومعنى ذلك أن المرأة، في نفسها، كإنسان، وفيالمجتمع، كمواطنة ذات قيمة مساوية لقيمة الرجل، في نفسه كإنسان، وفي المجتمع، كمواطن .. وهذه المساواة تقوم وإن وقعالاختلاف في الخصائص، النفسية، والعضوية، في بنية الرجال والنساء .. وهي تقوم، وإن اختلفت الوظيفة الاجتماعية، وميدانالخدمة للمجتمع، الذي يتحرك فيه الرجال والنساء .) انتهي. المرجع/ الاخوان الجمهوريون : المنشور الاول بمناسبة عام المراة العالمي١٩٧٥ / بتاريخ 01/01/ 1975 ,

(٦) ضرورة المشاركة الفاعلة للنساء في مرحلة (ما بعد الاسلام السياسي في السودان) :

لقد تسبب عهد الانقاذ الاخواني الظلامي المعادي للمراة والجسد المراة منذ عهد مرشد الاخوان حسن الهضيبي كمًا سبقت الاشارةالى ذلك .. تسبب في كبح عجلة نهضة الحركة النسوية السودانية الامر الذي يقتضي تعويضها (بالتمييز الإيجابي) لتحقيقالمشاركة السياسية الفاعلة للنساء في السودان في مرحلة ما بعد الاسلام السياسي. من المقتطف ادناه نستخلص أهمية المشاركةالسياسية للنساء كضرورة لتنمية قدرات النساء ، وضرورة لنهضة الدولة السودانية:

(أهمية المشاركة السياسية للمرأة :
تتجلى أهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية في النقاط التالية:
(أ) دعم دور المرأة والارتقاء بها وإدماجها في عملية التنمية، إلى جانب تحسين المستوى السياسي والاجتماعي لديها لتولي مهامالدفاع عن القضايا السياسية التي تواجه المجتمع كالفقر والبطالة.
(ب) تواجد المرأة في مراكز صنع القرار من شأنه أن يحسن من نظرة المجتمع للمرأة، وتقبل المرأة في العمل السياسي.
(ج)تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة، سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً.
(د) القضاء على الصورة النمطية للنساء والأدوار النمطية التي حددها المجتمع لهن.
(ه) يعتبر مؤشر على إرساء مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، وتعديل الصورة التقليدية للمرأة وزيادة مشاركتها في مواقع صنع القرار.
(و)إن مشاركة المرأة في التمثيل النيابي والأحزاب يزيد من مسؤوليتها تجاه قضايا المجتمع والمرأة، مما يزيد من انتمائها، والإسهامفي تحسين إنتاجية الدولة. يحسن من مستوى وعيها الثقافي والفكري لمحاربة أي عوامل خارجية تزعزع كينونتها أو وازعها الديني.
(ي) تعميق مفهوم المواطنة لديها ورفع ولاءها وانتماءها. استثمار هام للدولة في استغلال فكر المرأة لدفع عجلة التنمية. ) إنتهي. المرجع : نانسي الخوالدة / أهمية المشاركة السياسية للمراة/ موقع موضوع دوت كوم / ٢٤ /أغسطس ٢٠٢٢

التمييز الايجابي (حل مؤقت لتمكين النساء من المشاركة في صنع القرار) ؛

الوضع الطبيعي لمشاركة النساء في القيادة السياسية هو (المنافسة الحرة ) .. يقيني ان المراة قادرة على خوض هذه المنافسة ، لذلكاتفهم الراي الرافض لفكرة (الكوتة ) كشكل من اشكال التمييز الايجابي لضمان المشاركة السياسية الفاعلة للنساء ، وبالمقابل اعلنهاصراحة اني منحاز للراي الذي يدعو الى الأخذ بنظام الكوته (كاجراء مؤقت ) ريثما تتعود النساء على تخطي المعوقات الثقافةوالدينية . وسوف اقدم التجربة الاردنية (كتجربة معملية) في دولة عشائرية بها اكبر نسبة من جرائم الشرف التي تعكس حجمالتخلف الاجتماعي والنظرة المتخلفة للمراة . في المقتطف ادناه نستصحب رؤية وسام ابراهيم عنبر حول التمييز الايجابي ما له وماعليه :

(وتطرح الكوتا حلا مرحليا للمشاركة الضئيلة للنساء في الحياة السياسية ولكن يتعرض هذا النظام لبعض الانتقادات، حيث يعتبربعض المعارضين لنظام الكوتا أنه أحد أشكال التمييز في تمثيل النساء، وقد لا يعبر عن إرادة الناخبين بشكل حقيقي أو أنها تحدّمن خيارات الناخبين خاصة عندما تخصص مقاعد للنساء في المجالس التشريعية. وتبقى الكوتا إجراءا مؤقتا لحين القضاء علىالمعوقات التي تواجه النساء في الحياة السياسية ولحين تمكينهن بشكل فعلي فلا تعد إجراءا تمييزيا، كما أن الواقع الفعلي يقول أنالنساء فرصهن أقل في الترشح والانتخاب نتيجة لعدة عوامل من بينها العوامل الاجتماعية والثقافية للعديد من المجتمعات التييحكمها الطابع الذكوري السلطوي، ويظهر هذا جليا في نسب تمثيل النساء في العالم العربي.
التمييز الايجابي، هو اجراء لعكس تأثير التمييز السلبي الذي يمارس في حق النساء والأقليات ومجاميع أخرى في المجتمع،ويفترض أن يصاحب هذا الإجراء، اجراءات أكثر تأثيراً، حتى يكون نظام “الكوتا” مؤقتاً كما يجب أن يكون.) انتهي. المرجع : وسامإبراهيم عنبر/ التمييز الايجابي اجراه واقعي ضروري ومؤقت / موقع منظمة افق للتنمية البشرية/ ٢١ أغسطس ٢٠٢١

الممارسة الفعلية في الاردنى حتمت ادخال نظام الكوتة من اجل تمكين النساء:

التجربة الاردنية الحية (ادناه )توضح لنا ان المراة - لظروف موضوعية اكبر منها وخارجة عن يدها- لم تنجح في منافسة الذكور فيالانتخابات.. رغم ان الفتاة تفوقت على زميلها أكاديميا ، وتفوقت عليه في الكليات الأدبية والعلمية بما فيها كليات الهندسة والبيطرةوالطب وطب الأسنان. لقد برهنت التجربة الاردنية ادناه ان نظام الكوتة في الاردن (ضرورة مرحلية مؤقتة ) بعدها تعود الامور الىأصلها وطبيعتها وهي المنافسة الحرة القائمة على الكفاءة.. فالي التجربة الاردنية:

( في تجربة الأردن مثلاً مع تمثيل النساء، ورغم اعتراف المشرع للمرأة الأردنية بالحق في الترشح والانتخاب لمجلس النواب في عام1974، إلا أن المرأة لم تصل لقبة البرلمان، تم بترشيح 12 امرأة في انتخابات 1989 حيث لم تفز أي منهن ، وترشحت 3 نساء فيانتخابات 1993 لكن واحدة تمكنت من الفوز عن طريق مقعد الشركس والشيشان. ولم تفز أي امرأة في انتخابات 1997 . وعليه،ومن أجل إعطاء دفعة قوية لدور المرأة على المستوى السياسي، جاء المشرع الأردني فأخذ بنظام تخصيص “كوتا” لتمثيل المرأةبالانتخاب على نحو فعال في السلطة التشريعية في الدولة، وذلك بتعديل قانون الانتخاب المؤقت لعام 2001، من خلال تخصيص(6) مقاعد كحد أدنى تتنافس عليها النساء إلى جانب الحق في المنافسة على المقاعد الأخرى كافة، وتم رفع العدد في الانتخاباتالأخيرة(لسنة2010) ليصبح عدد المقاعد المخصصة للنساء (12) مقعداً من أصل (120) مقعداً أي ما نسبته 10% من مجموعمقاعد مجلس النواب، وقد تقدمت الحكومة مؤخرا بمشروع قانون يرفع عدد المقاعد المخصصة للنساء (12) مقعداً.) انتهي. المرجعالسابق / وسام ابراهيم عنبر.

ابوبكر القاضي
نيوبورت/ ويلز/ UK
١٧/ أكتوبر ٢٠٢٣

aboubakrelgadi@hotmail.com

 

آراء