مأساة عراب الإنقاذ

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"

استمعت الي عدد من حلقات برنامج شاهد على العصر، التي قام المذيع أحمد منصور باستضافة الدكتور حسن الترابي- رحمه الله- فيها.. على الرغم أن إجابات (شهادة) الدكتور كانت محيرة وتفوق تصورنا عن سلوك هذه الجماعة، إلا أنه لفت إنتباهي شيئان مهمان، أولا: في احدى الحلقات، سأل المذيع الدكتور، فيما معناه، هل كنت تعرف عمر البشير من قبل؟ أجابه الدكتور كلا...فقط عرفته قبل نحو يومين من الإنقلاب!.ايضا أفاد الدكتور بأنه لم يكن يعرف الرجل الثاني الزبير محمد صالح...هنا وجه السيد/ أحمد المنصور سؤالا تهكميا للدكتور: كيف يا دكتور تقوم بتسليم زمام دولة بكاملها لأشخاص لا تعرفهم؟... والحق كانت إجابات الدكتور تثير الدهشة والشفقة!. ثم أعقبه المذيع مستفسرا لماذا لم تعتبر يا دكتور من تجربة الأخوان المسلمين مع الرئيس جمال عبد الناصر في مصر؟........ النقطة او الشيء الثاني، وفي لقاء آخر، أجاب الدكتور عن سؤال وجه له المذيع عن كم المدة التي قضاها الدكتور في السجن (بغرض التمويه) وكانت جواب الدكتور نحو سبعة أشهر قضاها ما بين سجن كوبر والحبس في منزله ثم سفره الي أوربا الغربية بغرض صرف الانظار،، خلال هذه المدة ( سبعة أشهر)، لم يكن الدكتور المباشر الفعلي لتنفيذ وسير الانقلاب!.. وإنما اصبح الرجل الأول نائبه في التنظيم ( علي عثمان طه)..*وقد لمح الدكتور الي أن نائبه إستفاد من غيابه، وخطط لنفسه علي أن يحل محله (مستقبلا)...وبالفعل اخطأ عراب الانقاذ، ووقع في شر مكره بإطالة فترة تصنعه بالحبس، ومما يؤكد سوء تقديره، أن المخابرات الأمريكية قد صرحت بان الانقلاب الذي جرى في السودان قام به تنظيم الجبهة الاسلامية القومية، وذلك خلال ايام قلائل من وقوعه!..*دعك من المخابرات الامريكية، فقد كنت أعمل في تلك الفترة في منطقة نائية بجنوب القضارف، وتناقش الناس هنالك، في أثناء وقوع الإنقلاب، عن من يقف وراء ذلك الانقلاب، وأجزم بعضهم بأن الجبهة الاسلامية من قامت به!!* ورغم ذلك ظل الدكتور في حبسه الذي أفقده المصداقية، ثم فيما بعد ساهم ذلك في خسارته للسلطة وتنظيمه معا!. .الدرس المستفاد: أنه رغم أن هذا الزعيم يحمل شهادات عليا في مجال القانون، ومارس السياسة خلال فترة ليست بالقصيرة، الا أن ذلك لم يشفع له، وليكتسب حكمة تجنبه، *وتجنب الشعب السوداني تجربة مظلمة شديدة الإظلام!*..وهكذا ذهب مشروعه أدراج الرياح، وأصبح حسرة عليه، وعلي أتباعه.
مصطفى عبدالرحيم

mustafa_alnour@yahoo.com
///////////////////////////

 

آراء