مع الدكتور/ الدرديري محمد احمد… مرة أخرى

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم .

تعليق على مقال: "الدرديري محمد احمد..رجل انتهازي بامتياز!!"، المنشور بسودانايل بتاريخ 7/8/2023م للكاتب الزين الطيب.

اجدني مضطرا ان اعلق مرة اخرى على ماكتب عن الدكتور الدرديري محمد احمد ومقالتيه عن عرب الشتات ،فقد سبق ان كتبت مقالا بعنوان : دكتور الدرديري محمد احمد المفترى عليه"، نشر بسودانايل تاريخ: 22 July, 2023 .حاولت ان ادفع عنه،ما اتهمه به الدكتور مرتضي الغالي،الذي سبق ان اورد نفس التهم التي يوردها المدعو الطيب الزين في مقالته المشار اليها اعلاه . ويستخدم الزين نفس اسلوب الغالي من التجريح الشخصي وعدم تناول القضية موضوع المقالات ( عرب الشتات مسارهم في التاريخ، ودورهم فيما يجري في السودان ).ومن الغريب ان يركز الكاتب مقاله -كما فعل الغالي-على شخص الدكتور الدرديري،و يصفه بالفاظ يعف اللسان عن ترديدها ، ويتهمه بالجهل رغم ان الرجل يحمل مؤهلا علميا ويعمل أستاذاً للقانون بجامعة الخرطوم، وحصل على درجات عليا في القانون الدولي، الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة ليستر البريطانية. والماجستير في القانون من جامعة لندن،وماجستير القانون الدولي لحقوق الإنسان من جامعة أكسفورد،كما مثل السودان في النزاع الحدودي بشأن منطقة أبيي لدى المحكمة الدائمة للتحكيم بلاهاي. الى غير ذلك من الوظائف التي عمل فيها بحكم تخصصه وتأهيله العلمي العالي ( انظر المقال اعلاه: دكتور الدرديري محمد احمد المفترى عليه )
.ومشكلة الدرديري،التي اثارت عليه الكاتبين، الموضوع الذي تناوله في مقالتيه ،وتتبعه لمن اطلق عليهم عرب الشتات ،ودورهم المدمر في التاريخ، وعرضه لبعض الدول والمجتمعات التي دمروها وخربوا بنيانها ،وتحذيره من تكرار هذه الممارسة في السودان،وان الحرب الدائرة الان مثال لذلك، واشارته الى ان هناك مؤامرة كبرى -كما يقول - تجري لإحلال رعاة دول الساحل الإفريقي مكان المجتمع السوداني.وكان يتوقع من الغالي ومن الزين، ان يتناولا هذه القضية ومدى مصداقية ما اورده الدكتور الدرديري من تاريخ لهذه الجماعات،ومن السعي لاحلالها محل الدولة السودانية ، ويجريا حواراًً علمياً وتقييماً دقيقاًً للمقالتين يستفيد منه القراء،ويسهم في معرفة طبيعة هذه المليشيا، ويسهم في تفسير ما يجري في الساحة السودانية . ولكن بدلا من ذلك جرى "الطيب الزين" على نهج زميله "الدكتور الغالي" ،فجعل من مقاله منبرا لهجوم شخصي على الدكتور الدرديري، فوصفه بخواء العقل وميتة الضمير. ،وان الدكتور بمقالتيه ، " كشف عن حجم التناقض بين اللقب الذي يحمله،والغثاء الذي سطره ،وان ما سطره من غثاء كشف عن جهله وتخلفه واكاذيبه وادعاءاته واوهامه،وانه في مقالتيه خلط الاوهام والاكاذيب والادعاءات،ونشرها على انها حقائق" الى غير ذلك من الاوصاف التي اطلقها الكاتب على دكتور الدرديري والتي يعف اللسان عن ايرادها .وانكر الزين -على الدكتور- وصفه لقوات الدعم السريع بعرب الشتات،وهذا الوصف لن يغير من حقيقتها التي تقول- وفقا لعبارته- انها تتكون من ابناء وبنات السودان. وحقيقة لم يتجاوز الدكتور الدرديري في مقالتيه-ايراد الحقيقة التي يعرفها كل الناس ما عدا الكاتب- من ان قوات الدعم السريع تتكون في اغلبها من مرتزقة اجانب: جاؤوا مِن تشاد ،والنيجر، والكاميرون، وأفريقيا الوسطي، وجنوب ليبيا ،وبوركينا فاسو ،ونيجيريا ،وموريتانيا وحتي السنغال في أقصي غرب أفريقيا، اضافة الى قليل من السودانيين.ونسبة السودانيين فيها لا تتجاوز 40%،،ومعظمهم من اعراب غرب دارفور،اما الاخرون من مناطق السودان الاخرى، فكما هو معلوم انضموا الى الدعم السريع ابان فتح المجال لحميدتي ليجند لقواته من مختلف انحاء السودان،مستغلا غفلة العسكر وتوهمهم انه يكون بفعله هذا رصيدا للقوات المسلحة،وما ظن احد انه يعد لمشروع دولته القادمة وتحقيق احلامه الطائشة.
وكشف الكاتب عن انتمائه الصريح للجنجويد حين وصف ما قاموا به ثورة ،يبذل الجنجويد في سبييلها المهج والارواح،وانهم يسعون الى تخليص البلاد من الكيزان،وبناء دولة تسع الجميع من غير اقصاء لاحد، ،ووصف ما كتبه الدرديري بأنه "مجموعة من الأكاذيب والإدعاءات بهدف تشويه الثورة التي يكتب صفحاتها أشاوس قوات الدعم السريع بدمائهم وأرواحهم للتخلص من بقايا الكيزان في داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وبناء دولة جديدة تسع الجميع، بلا تمييز أو إقصاء. وان أشاوس الدعم السريع قد أدوا القسم إما نصر لصالح الشعب وإما شهادة تغيظ الأعداء."،ورغم الاختلاف مع الكاتب فيما ذهب اليه ،فمن حقه ان يتخذ الموقف الذي يراه،ولكن وصفه للجنويد بهذه الصفات مجرد وهم تردده ابواق الجنجويد، ويحاولون اقناع الناس به. وهو وهم تكذبه اعمال الجنجويد،وممارساتهم . ومن الافضل ،ردا على تلك الاوهام ،ان نورد مرة اخرى ما ذكره دكتور الدرديري عن ما سماه بالمؤامرة الكبرى التي تستهدف الدولة السودانية، ويقف خلفها قوى اقليمية ودولية ، تهدف الى خلق دويلة تحقق طموح بعض الأسر ،ومصالح دول اقليمية ودولية، الامر الذي ينكره الطيب الزين ،وانكره من قبل مرتضى الغالي، ، ،وهو امر لم ينفرد به الدكتور الدرديري ، بل اصبح حقيقة يسندها الواقع وتحركات الدعم السريع وقبائل الشتات، وما تجمعاتهم في معسكر العوينات الذي دمره نسور الجو، وما روى من أنه كان فيه أربعين ألف مقاتل بعدتهم وعتادهم وتاتشراتهم! ،وما روي عن تجمعاتهم في الكفرة واجدابيا، ودعواتهم في تجمعاتهم،بالنيجر وتشاد وافريقيا الوسطى،بالنصر للجنجويد،وسرورهم لاخبارهم حين ينتصرون،واستعدادهم للحاق بهم من تشاد والكميرون وافريقيا الوسطى، حين تحل بهم الهزائم ،الا خير دليل على ابعاد المؤامرة واهدافها. ،فضلا عما كشفته خيوط المؤامرة ،وما اعده حميدتي في معسكرات قواته- التي بلغت احد عشر معسكرا والمنتشرة في اماكن استراتيجية في مختلف مداخل العاصمة - من ذخاير وآليات عسكرية مختلفة الانواع ،ومؤن غذائية تكفي لعدة اشهر، اعد كل ذلك في غفلة من اجهزة الرقابة،مما يدل على انه كان يعد لحرب يتوقعها، وتخطط للانقضاض على الدولة السودانية وتفكيكها ،واقامة "مملكة الجنجويد" او "مملكة آل دقلو" مكانها،; اما الشعارات التي رفعها حميدتي من انه حامي الديمقراطية،وانه يسعى لاقامة حكم مدني، ومحاربة الفلول،واصبحت ترددها ابواقهم ، طمعا في تولي السلطة،او لكسب سياسي اومادي آن او مرتقب.فهي شعارات اطلقها الجنجويد بعد فشل مخططهم او الخطة ( أ) كما قال عثمان ميرغني.والتي كانت تهدف الى القبض على راس الدولة ( البرهان) او قتله. وبعد ان سقط شعارهم ودعوى انهم يحاربون من اجل حماية الدولة المدنية،وجلب الديمقراطية،وراى الناس ان من يقومون بتلك الجرائم لا يمكن ان يؤسسوا لنظام ديمقراطي او يحمونه،لجأوا هم ومن يقف من ورائهم ويشجعهم، الى الدعوى انهم يحاربون الفلول او الكيزان ،واالى رفع شعار آخر اكثر غرابة واكثر ايهاما، وهو تصفية ما أسموه (دولة ٥٦ )، دون أن يعطوا تعريفاً محدداً لماهية تلك الدولة، ومَن هي القوى التي يجب أن تُصفى بموجب تصفية تلك الدولة.. ولصالح مَن؟!
,والحمد لله الان بعد ان خارت قواهم وطاشت احلامهم تحولوا لعصابات تنهب وتغتصب وتعتدي على المواطنين بالقتل ومصادرة اموالهم واحتلال مساكنهم،وتعطيل المستشفيات وتحويلها الى ثكنات عسكرية،وتدمير المنشآت الاقتصادية من مصانع وبنوك ،الى غير ذلك من الجرائم التي مارسوها من قبل في دارفور ويمارسونها الان في العاصمة السودانية.ووضعوا بذلك حاجزا بينهم وبين المواطنين،مما يجعل من الصعب قبولهم ضمن القوات المسلحة السودانية، او ادراجهم ضمن المسار السياسي.
وفي الختام ادعو الكاتب ومن على شاكلته من المثقفين والساسة ان يتبينوا الحقيقة قبل فوات الاون ويدركوا ما يهدف اليه الجنجويد ،وان يؤجلوا مشاريعهم السياسية ايا كانت، وان يوحدوا صفوفهم ،ويعملوا يدا واحدة على منع الجنجويد من تحقيق اهدافهم ،لان في تحقيق تلك الاهداف نهاية للدولة السودانية،ووجود السودانيين كشعب له هوية وثقافة وذاكرة تاريخية. وليس من سبيل الى تفويت الفرصة على الجنجويد،وافشال مشروعهم وما خططوا له، الا بالاصطفاف مع القوات المسلحة،لانها هي الجهة الوحيدة الوطنية التي تتصدى لذلك المشروع ،ولا خيار للناس سوى الاصطفاف مع القوات المسلحة، ،لانه اذا انتصر حميدتي وجنجويده، لا قدر الله ، فسيصبح مستقبل السودان في مهب الريح. ولن نجد سودانا نختلف حوله او عليه.
*ولا ادري ما يعنيه في نهاية مقاله بعبارة :( لذا ( أصحى يا بريش) قد ولى عهد تغييب العقول.)
أ.د. احمد محمد احمد الجلي
Ahmed Mohamed Ahmed Elgali
ahmedm.algali@gmail.com

 

آراء