معركة الحرية والكرامة !!!

 


 

بشير أربجي
22 January, 2022

 

أصحى يا ترس -
ربما هو أقرب توصيف يمكن أن نطلقه على ما يقوده الشعب السوداني وثواره من تحدي ضد القتلة، فهو صراع متواصل منذ سنوات حكم الإنقاذ البائد الأولى وربما قبل ذلك كثيرا مع قادة الانقلابات العسكرية، لكن الجديد فيه دخول حركات الانتهازيين والمليشيا المجرمة مع قيادات القوات النظامية ضد الشعب السوداني بكل ثقلها، وتوجيههم لاسلحتهم تجاه تحقيق أطماعهم الشخصية وأهدافهم الرخيصة حتى لو تم فناء كل الشعب السوداني لأجل ذلك،
لكن الشعب السوداني وثواره يعلمون أن هذه المعركة المتعلقة بالحرية والكرامة الإنسانية واجبة وجوب الحياة نفسها، ولابد لها من مواجهة أخيرة يحسم فيها النصر لمصلحة الوطن والشعب السوداني، لتعيش بعدها الأجيال اللاحقة فى وطن يليق بها لا تتسلط عليها فيه مليشيات أو حركات مسلحة أو حتى قواتهم النظامية، لذلك سكب الشعب فيها دماء أبناءه الزكية بسخاء وقوة وعزم، وإن كانت القوات الأمنية الباطشة تحت قيادة الانقلابيين قد استخدمت فيها أقصى درجات العنف، فإن الشعب السوداني وثواره الاماجد يصرون على مواصلتها وادارتها بمختلف تكتيكاتها من المواكب والتظاهرات والعصيان المدني وسيتبعه بلاشك الإضراب السياسي العام، الذي سيكون مفتوحا لا يجعل للانقلابيين القتلة سوي التسليم بالهزيمة بعد أن ضاقت عليهم حتى كراسيهم المملؤة بدماء الشهداء، ولن يكون فى مقدورهم حكم هذا الشعب السوداني الأبي ولو تحالفوا مع الشيطان، ورغم حشدهم لكل السواقط من النظام البائد واستخدام كل خطط المخابرات ، ورغم زيارات الموساد الإسرائيلي والمخابرات المصرية والاماراتية المتكررة لدعمهم فإنه بلا جدوى، ولن يكون لهم مكان في السلطة بالبلاد حتى يلج (الجمل في سم الخياط)،
فها هو الشعب السوداني يخرج شاهرا سلاح العصيان المدني فورا عقب مجزرة السابع عشر من يناير مباشرة وعلى مدى يومين، وتنضم فئاته من أحزاب سياسية ولجان مقاومة ونقابات عمالية ولجان تسيير، وتتبعها مجموعات مقدرة من مؤسسات الدولة مثل المستشارين القانونيين بوزارة العدل وديوان النائب العام وجزء مقدر من القضاء النزيهين، وهم ما كان ينقص الثورة المجيدة وقفتهم القانونية لمنع الإنتهاكات الجسيمة من منفذي الانقلاب، وبانضمامهم للعصيان المدنى الذي تجاوزت نسبته فى يومه الأول والثاني 60% سيعطونه دفعة إضافية تمكن الشعب من هزيمة الانقلاب.
هي إذا معركة يحشد لها أعداء الثورة الأسلحة الثقيلة والمأجورين والقتلة المدربين، لتكون عونا لهم على شعب قرر أن ينال حريته مهما كان الثمن الذي سيدفعه مقابل ذلك، وهو صراع ارادات سيكون فيه النصر حليف صاحب الحق والقضية والنفس الطويل، ولن تكون الغلبة فيه يوما للظلمة والقتلة لأنها ضد نواميس الحياة، فكل ظالم الى نهاية وزوال مهما بلغت كمية القوة والعنف الذي يستخدمه ضد شعبه، والشعب الذي يشيع شهدائه وهو يؤكد متابعة طريقهم عبر الأسر الثوار لن تقف فى وجه انعتاقه أي آلة حربية، فقد جرب هذه الطريقة المخلوع ونظامه البائد لفترة 30 عاما ولم يربح من خلفها سوى الخسران المبين، لذلك لن يطول الأمر على خلفه لأنه بدأ من حيث أنتهي المخلوع، وهو يمضي نحو نهايته بسرعة شديدة كمن يذهب لحتفه بظلفه مغمض العينين.
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة

 

آراء