إبراهيم سليمان يضع رسالة في بريد عبدالواحد النور

 


 

 

تحية أخوية ونضالية صادقة،
أما بعد،
أستهل هذه الرسالة بتساؤل، إلى متى سيظل أستاذ عبدالواحد محمد نور محتفظا بلقب مستر نوو Mr No سيما وقد انحاز رفيقكم عبدالعزيز الحلو إلى قوات الدعم السريع في حربها مع فلول الكيزان، ودهاقنة دولة ــ 56؟ نأمل أن تتقبل هذا التساؤل بأريحية، وتجيب عليه داخلياً على الأقل.
ألاّ آن الأوان النزول من علو سفوح جبل مرة الشوامخ إلى سطحه المتحرك؟، لحسابكم الخاص، وليست بالضرورة لمساندة أية جهة؟
دولةــ56 تتداعى الآن، ولا يليق بالقادة الجادين الإكفاء بالتفرج على المشهد، ولا شك أن هذا ما دفع رفيقكم عبدالعزيز الحلو، إلى الانحياز إلى قوات الدعم السريع، ضد الجيش السوداني الغاشم، أساس ومحور دولةـــ56 المجرمة.
نتفهم مواقفكم الثابتة منذ محادثات أبوجا 2005م ولكن يقول المثل: "ليست كل الدقائق 60 ثانية" وإذا كانت حركتكم تتنظر سانحة تشكيل الحكومة المناسبة، لتدخل معها في تفاوض جاد، فأن هذه السانحة قد لا تأتي، ولن تجد من يدعوكم للحوار.
لقد أضعتم فرصة كسر حالة رهاب التفاوض، من خلال الجلوس مع حكومة حمدوك، على علاتها، كان الأجدر بحركتكم مجرد إبداء حسن النوايا، والجلوس للتفاوض معها، أو حتى زيارة الخرطوم خلال الفترة الانتقالية، أو تقديم الدعوة لد. حمدوك لزيارتكم في جبل مرة!
في نهاية شهر يوليو الماضي، نقلت دارفورــ24 حسب زعمها عن شهود عيان أن عشرات السيارات القتالية محملة بجنود حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور عبرت منطقة "عين سرو" (110 كلم شمال غربي الفاشر) في طريقها إلى جبل مرة.
عليه، لم لا تتقدم قواتكم لتحرير مدن مثل كبكابية وكورما وكاس من جيش دولةــ56؟
قال الخليقة أبي جعفر المنصور
إذا كنت ذا رأى فكن فيه مقدما x فإن فساد الرأي أن تترددا
أورد راديو دبنقا مؤخرا أن حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد النور عن وصول 54 الف أسرة إلى المناطق المحررة تحت سيطرتها بسبب القتال بين الجيش والدعم السريع.
وهذا دليل أن حركتكم هي الملاذ الآمن لعشرات الآلاف الفارين من ويلات الحرب المصيرية، وليس هنالك أمرّ من أن يخيّب القائد آمال من يتوسمون فيه الخلاص والملاذ بعد الله.
لا يساونا نشك، إن تقدمت قواتكم صوب الفاشر، سيستقبلهم المواطنين بالزغاريد والطبول، ذلك أن جيش دولةـ56، سامهم سوء العذاب، وهو لا يرحم ولا يترك الرحمة تتنزل على الشرائح الضعيفة، من كبار السن والنساء والأطفال، التي أشار إليهم رئيس السلطة المدنية بالأراضي المحررة في جبل مرة الأستاذ مجيب الرحمن الزبير، في ندائه الملِّح للأمم المتحدة بضرورة تقديم المساعدات الإنسانية.
كيف تقفون مكتوفي الأيدي، ورفقيكم السابق حاكم الإقليم أصبح وكيلا لإمدادات للجيش السوداني، الجلاد الأكبر للغلابة المهمشين؟ وفي ذات الوقت والي شمال دارفور، يشتكي لطوب الأرض من انعدام المعينات الضرورة لحياة المواطن في ولايته! ويستجدي الإغاثة الدولية!
من رأينا أن تنزل حركتكم من قمم التوجس وأعالي العزلة، إلى سطوح المواجهة، والانحياز لقوات الدعم السريع، والمساهمة في دحر بقايا جيش دولةــ56 سبب البلاوي والأزمات المستمرة لما يشارف السبعة عقود، وبعدها، يمكن الجلوس مع قوات الدعم السريع للمباهلة وتصفية الحسابات، عبر مكاشفة الحقائق ثم المصالحة، التي لابد منها، من أجل إنسان دارفور، و"عشان" خاطر الدولة السودانية، ما بعد دولة ــ 56 المرتقبة، وليس هنالك أدني شك أن جيش البرهان، يعتبر عدواً مشتركاً لكافة أهالي دارفور.
أخي الكريم أستاذ عبدالواحد، ليس هنالك من يعرف القاتل الفريق البرهان أكثر منكم؟ ومنطق الحرب يقول: "عدو عدوي، صديقي" ولا نظن أن الانحياز إلى قوات الدعم السريع في حربهم معه، يعتبر انتهازية، بقدر ما هي ضرورة تاريخية، وحتمية مصيرية، وعدم اتخاذ موقف إيجابي من هذه المعركة، قد يكون خطأً تاريخاً لا يغتفر.
جدي عبدالله ود علي "أبو مستورة" عليه الرحمة، إن أراد أن يقدم نصيحة لأحد، دائما يقول: "كلامي اسمعو وأديه الهواء"
الرجاء قراءة رسالتنا "البريدية" هذه بتمعن، ولن تخسر شيئا، بل ستخسر حركتم خسرنا مبينا، إن ظللتم مستر نوو إلى الأبد.
ولكم التحية، والتجلة والتقدير،،،
سكرتير تحرير صحيفة أقلام متّحدة
إبراهيم سليمان
ebraheemsu@gmail.com
//إقلام متّحدة ــ العدد ـــ 116//

 

آراء