إنقلاب مرفوض من الداخل ومخنوق من الخارج

 


 

 

كلام الناس
أسفر عبدالفتاح البرهان عن وجهه الانقلابي الذي ظل يخفيه طوال فترة مشاركته في الحكومة الإنتقالية وفق الوثيقة الدستورية التي انقلب عليها وعلى ثورة ديسمبر الشعبية بإجراءات الدكتاتورية الغادرة.
نجرأ البرهان وأعلن في بيان إنقلابي حل مجلسي السيدة والوزراء وإعلان حالة الطوائ في كل أنحاء السودان بعد ان نصب نفسه رئيساً بالقوة وبدعم من القوات الضرار التي صنعها نظام الإنقاذ المباد لقمع الشعب في الداخل والمتاجرة بها في حروب خارج السودان، وللأسف بمساندة مريبة من بعض الحركات التي إدعت أنها جنحت للسلم عبر اتفاق جوبا ومعهم حفتة من الانتهازيين والمتسلقين الذي شاركوا بلا حياء في مسرحة الفلول الهزلية أمام القصر.
كما هو متوقع خرجت الجماهير الثائرة بلا نحريض أو إغراء - رغم أن الفيها مكفيها وزيادة - من صنوف المعاناة التي قصد المتامرون على ثورة ديسمبر تفاقمها وتأزيمها واستغلالها للحفاظ على هيمنتهم على مفاصل الدولة والثروة، خرجت الجماهير الثائرة من كل حدب وصوب لحماية ثورتها وتأكيد رفضها لانقلاب البرهان الحبان.
من ناحية أخرى وقف العالم أجمع ضد انقلاب البرهان وطالبوه بإطلاق سراح المعتقلين المدنيين بمن فيهم رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الدكتور حمدوك والالتزام بالوثيقة الدستورية التي مزقها ووقف استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين.
للأسف عادت الممارسات الدكتاتورية ضد المدنيين الذين خرجوا للدفاع عن الثورة الشعبية وسقط بعض الشهداء والجرحى إبان الإشتباكات غير المبررة بين المواطنين العزل والقوات الموالية لانقلاب البرهان.
أعلم صعوبة الكتابة وسط الغموض والتوتر داخل قوات الشعب المسلحة التي غُيبت مع سبق الإصرار والتعمد منذ عهد الإنقاذ واستمر تجاهلها من المكون العسكري في الحكومة الانتقالية كما تم تجاهل متعمداً قرار مجلس الامن والدفاع بجمع السلاح من القوات غير النظامية.
لكنني على يقين تام كما قلت من قبل منذ أن بدأوا التآمر على قوى الثورة الحية ومحاولتهم البائسة الفاشلة تشكيل تحالف ضرار أنهم "لن يستطيعوا مهما حاولوا" وكما قلت بعد الإنقلاب الجبان " أنهم حفروا قبورهم بأيديهم" أنهم مهما تجبروا بالقوة لن يستطيعوا هزيمة الإرادة الشعبية بهذا الانقلاب الجبان المرفوض من الداخل والمخنوق من الخارج.
أسأل الله عز وجل القادر العادل الرحمن الرحيم اللطيف بعباده ان يحفظ السودان وشعبه الطيب المسالم من كل الشرور والفتن وأن ينصر الجماهير الثائرة ضد كل صنوف التسلط والقهر والظلم ويكمل فرحتها باسترداد الديمقراطية واكمال مهام المرحلة الانتقالية حتى يصل السودان إلى بر أمان الحكم المدني الديمقراطي.

 

آراء