الحرب ومعارك الوعي الزائف

 


 

مجدي إسحق
24 July, 2023

 

رغم أن الحروب تشعلها الرصاص والقذائف لكنها ليست الأسلحة الوحيده التي تقود للنصر وتمنع الهزيمه .في حرب قوى الشر التي ابتلينا بها نجد ان سلاح الإعلام وبث الوعي الزائف هو من أقوى هذه الاسلحه ان لم نقل أهمها يسعى الطرفان لإكتساب السند والشرعيه ومن مصلحتهم إضعاف القوى المدنيه بالتشرذم وتخوين بعضهم والإنحياز لحرب ليس لهم فيها ناقة ولابعير.
إبتداء من الملاحظ رغم وضوح الخط الإعلامي لكل قوى الشر المشاركه نجد إن عدم المهنية والتخصص وانعدام الامكانيات هي السمة السائده حيث تختفي وحدات التوجيه المعنوي واعلام الحرب والنشرات الرسميه المنتظمه ونجد السائد هي إعلام ضعيف و محاولات فرديه ساذجه وفطيرة تفتقد التخطيط والتخصص وتعتمد على رداءة الادوات وسؤ التنفيذ لتصبح مجرد لقطات على الهواتف الجواله معظمها هتافية وليدة اللحظه ركيكة الإعداد والتنفيذ يحكمها الفوضى و العقل العاطفي
رغم هذا الضعف لكنها تقوم بدور لايمكن إغفاله وتجاهله لانها للأسف تجد متابعة من شرائح واسعة من شعبنا تشويها للحقائق وتنشر جرثومة الوعي الزائف وتخلق مادة للتشطي واستلاب الجهد والقوي،

نجد ان القوى المتناحره الثلات من الجيش والدعم السريع وجماعات الكيزان التي تشعل من اوارها من وراء حجاب ونجدهم جميعا يسعون لتزييف الحقيقه حتى لا يرى دوافعهم الحقيقيه من إحراق الوطن وإشعال فتيل العنف والدمار و الإجتهاد في بيع السراب بقرب إنتصار سريع ومتوهم يغرق الشعب في ملاحقته يجلس في مقاعد الترغب والإنتظار يحلم ويمنعه من التوحد والعمل ضد الحرب والبحث عن طرق إيقافها.
حيث نجد ان خطاب الجيش يعتمد في توزيع جراثيم الوعي الزائف التاليه
1.الإدعاء بان الحرب هي محاولة السيطره على تمرد فصيل من الجيش على قيادته.
2.محاولة تصوير قوات الدعم السريع بأنها قوات أجنبيه مستورده ليست لها علاقة بالسودان.
3.الزعم بأن الحرب من أسبابها أن قوى الحريه والتغيير تسعى لإستلام السلطه بواسطة السلاح متحالفا من الدعم السريع
4.محاولة تناسي مسئولية قيام الدعم السريع وتقديم الامتيازات والفرص لهم للتمدد العسكري والاقتصادي والدفاع عنهم
5.الإغفال عن مسئولية الجيش في استعمال الطائرات والاسلحة الثقيله داخل المدن ومانتج من دمار وفقدان للأرواح.
6. الإغفال عن الفشل المريع في القيام بواجبه وتأدية دوره في الدفاع عن الوطن والمواطن رغما عن استحوازه على جل ثروة الوطن وفوق ذلك مطالبة المواطنيين ان يقوموا بالتطوع والقتال
من جانب الآخر نجد الدعم السريع ليس أفضل حالا في مسابقات الكذب ونشر جراثيم الوعي الزائف حيث نجدهم
1.التركيز على انهم حماة الديمقراطية وإن حربهم من أجل المواطن وقيام حكومة مدنيه
2. الزعم بأنهم لا يحاربون الجيش بل هدفهم قيادته من الفلول والكيزان.
3.يتجاهلون ما يتعرض له الوطن والمواطن من تحت أياديهم من دمار للمرافق ونهب للمنازل وعمليات القتل والقهر والإغتصاب.
أما رأس الشر من الكيزان فنجدهم رأس الرمح في نشر جراثيم الزيف والتضليل حيث تركيز على محاولة إخفاء دورهم القبيح فنجد
1.محاولة الإبتعاد من قوات الدعم السريع وتناسي أي صلة أو د.ور لهم في قيامها ودعمها واستمرارها
2.الاجتهاد في خلق ربط بين قوات الدعم السريع و ق ح ت التي كان يسخرون من شعارهم الثابت في الجنجويد ينحل
3.ومحاولة رسم صورة للدعم السريع ليس كتنظيم خرج من جراب مصائبهم بل كأنه نبت حديث مختلف عن ما خططوا له و كتنظيم انقلابي يبحث عن السلطه بقوةالسلاح لا يعبر عن ثورة ديسمبر التي أصبحت مجيدة في قاموسهم ولا يدافع عن الديمقراطيه.
4.الإجتهاد في جعل الإختلاف في الرؤى والمواقف يعني رفضا للآخر وتخوينا له لتنتشر حملة (ق ح ت لا تمثلني ) ليس شعارا يعني إختلافا في الرؤى مع الإحترام بل تعني رفضا لها في ذاتها وتحاول خلق منها عدوا لقوى التغيير وخائنا لشعبنا.
تنطلق هذه الجراثيم في كل يوم تملأ الأسافير تستلب الزمن والجهد تزرع المرارات والتشظي فتصيب حركةالتغيير في مقتل.
ان الحروب لا تهزمها الا ارادة الشعوب الموحده التي تمتلك الوعي الموضوعي الذي يمتلك ادواته من سيادة العقل المنطقي ومحاربة الوعي المزيف وجراثيمه الخبيثه
الوعي الموضوعي الذي يجعل الشعب يعلم حقيقة قوته يرفض دور المتفرج و يتحرك واعيا بأدوات الضغط التي تسحب أي شرعية للإقتتال وتكسب الدعم الدعم لإيقافها. إن الوعي الموضوعي
فليكن حادينا هو العقل المنطقي وقاية لنا من جراثيم الوعي الزائف مستندين على حقائق لاتخفي على أحد ويسندها المنطق والتجربه
1.أن الحرب ليس من أهدافها تأسيس دولة القانون وسلطة الشعب بل العكس تماما نجد من جذورها ودوافعها الصراع على السلطة والمصالح وقطع الطريق على أي تحول ديمقراطي
2.أن القوى المدنيه مهما اختلفت في الرؤى فهدفها هو السلام فمصلحتها في التوحد والعمل سويا مهما اختلفت الوسائل.
3.ان الحرب ليست عبثيه بل مخطط لها وهي حرب أهليه وصراع داخلي لن يحسم عسكريا بانتصار طرف على الاخر ومصيره الوحيد هو مائدة التفاوض لذا استمرار الحرب ليس قربا لنصر متوهم بل استمرار للدمار وحريق الوطن
4.إن مستقبل الوطن لن يرسمه الجنرالان المتصارعان ولا يمكن ان ننتظر حتى ينعم الله عليهم بالوعي ومفارقة دروب الدمار….ولن يتحقق الا عندما نفارق مقاعد التفرج والانتظار ونأخذ زمام مستقبلنا بأيدينا بان تكون لنا قوة وصوت موحد يحترمه العالم ودور في ايقاف الحرب وبناء السلام
أحبتي………..
إن الوعي الزائف ليس صدفة بل من أسلحة الدمار التي تجيدها قوى الشر تبثها وتعلم أنها جرثومة تستلب إرادة التغيير تفتت القوى وتنخر في جسد اشعب فاجتنبوها……
أقول قولي هذا…..
وأدعوكم بالإيمان بقوة شعبنا اذا توحد ومحاربة قوى الإفك والضلال وجراثيم الوعي المزيف وأستعينوا لذلك بالعمل ومحاربة التشرزم وتزودوا وخير الزاد هو الوعي الموضوعي والمنطقي
وقوموا نزرع الأمل سدا منيعا ضد الحرب والخراب
يرحمكم الله

 

آراء