النخب السياسية الفاشلة هي سبب الازمة !!

 


 

 

لا يخفي علي أحد حالة التوهان والتخبط التي تمر بها البلاد من تدهور اقتصادي مريع يزداد سؤا كل يوم وانفلات أمني أصبح فيه الإنسان في حالة رعب مستمر لا يأمن فيه علي اهله وماله وعرضه، هذا كله بسبب الغياب التام للسلطة الحاكمة التي أصبح لا أثر لها في حياة الناس الذين سئمو من حماية الدولة لهم ولأمنهم واستقرارهم من عصابات النهب المسلح التي تمارس عملها الإجرامي اليومي في وضح النهار وفي قلب المدن الكبري دون رادع يردعها ولا وازع ضمير يمنعها من تلك الجرائم الفظيعة التي ترتكبها، لأن من أمن العقاب اساء الأدب ..
لقد ابتلي الله الوطن بنخب سياسية فاشلة مريضة بالنرجسية وحب الذات، لا تعرف في خطابها غير لغة الأنا .. خلافات النخب ليس هدفها المنفعة العامة ولا المصلحة التي تخص الوطن او التباري من اجل تحقيق الأفضل .. الخلاف بين النخب دائما علي تحقيق المصالح الخاصة ولو علي حساب الوطن والمواطن المغلوب علي أمره وذلك بالتنافس المحموم علي اقتسام كيكة السلطة بدون أن يكون لهم برامج عملية ترمي لمنفعة الناس ولا حتي أسباب موضوعية تبرر بها احقيتهم في تولي زمام أمور البلاد التي غالبا ما تكون نهايتها الاستغلال والاستعباد للعباد .. هذه النخب تجمعها صفات مشتركة ذميمة تاتي علي رأسها صفة الكذب وعدم الحياء في التملق لفرض نفسها علي الناس رغم عدم اهليتها وكفاءتها .. إنها نخب تمارس الانتهازية الرخيصة بالتسلق علي اكتاف الغير .. نخب تنقصها الغيرة علي الوطن ولا تخشي الله في خلقه .. نخب ماتت فيها الضمائر ولا تتردد في الفساد والسرقة ودائما ما تستغل السلطة للجاه والظلم والمحسوبية .. نخب تنقصها النخوة والشهامة ولا تمت للانسانية بصلة لأنها قمة في الأنانية وحب الذات.
من الاشياء الغريبة التي تدعو للدهشة وتثير الملاحظة ان كل نخبنا السياسية سرعان ما تبدوا عليها مظاهر الثراء الفاحش في فترة قصيرة عندما تنجح مساعيها في تولي المناصب العامة .. الكل يعرف هذه الحقيقة و يعرف مصادر هذا الثراء الفاحش، لكن لا أحد يبالي او يكترث او حتي يسأل من اين لنخبنا كل هذا الثراء؟! .. هو سؤال مشروع ولكن ..!! هذا التغافل وعدم المبالاة من العامة جعل هذه النخب تتباري وتتمادي في استغلال نفوذها بالمزيد من النهب والفساد لحد الدمار الشامل لكل موارد البلد.
اليوم وللأسف الشديد نجد ان النخب التي تتصدر الساحة السياسية هم من شاكلة قادة الحركات المسلحة الذين فرضو أنفسهم بقوة السلاح دون أن تكون لديهم مؤهلات تذكر في عالم السياسة .. حميدتي مثلا كل رصيده السياسي هو قائد لميليشيا او عصابة مسلحة فرضها علينا القدر بسبب غباء المخلوع البشير الذي كان يظن ان مليشيا حميدتي او ما يسمي بقوات الدعم السريع سوف تعمل عل حمايته من اي تمرد علي سلطته من داخل الجيش، لكن خاب ظنه وانقلب السحر علي الساحر وتمرد حميدتي علي سيده الذي أراد أن يكون فرعونا يفعل به ما يريد .. لكن هيهات؟.. أيضا من النخب الهزلية المضحكة مناوي وجبريل الذين يقودون ميليشيات جهوية عنصرية ليس لديها برامج سياسية قومية .. عصابات مناوي وجبريل كانت وما تزال سببا في تاجيج الصراعات القبلية والنعرات العنصرية بين أبناء الوطن الواحد خاصة في إقليم دارفور .. هناك أيضا نخب انتهازية من الذين يمكن وصفهم بالطفيليين لأنعدام وزنهم السياسي وافتقادهم للقواعد الشعبية، هؤلاء من أمثال الساذج التوم هجو و المنافق علي عسكوري والانتهازي مبارك اردول .. الخ
أيضا هناك بعض النخب يمكن وصفها بالواهمين مثل مبارك الفاضل الموهوم دائما بانه شخصية اعتبارية مهمة قادرة بالتاثير علي سياسة الدولة والنكرة عبدالله مسار الذي كان يظن انه يمكن أن يضارع الامام الصادق المهدي عليه الرحمة في قيادة حزب الأمة القومي وهناك ايضا كثر من الحالمين الكرور الذين يملاؤون الساحة السياسية.
للأسف الشديد ان الازمة السياسية التي تعيشها البلاد اليوم سببها تلك النخب الفاشلة التي ادخلتنا في مأزق كبير لا فكاك منه بغير التخلص منها جذريا حتي تكون الفرصة مفتوحة ومتاحة لنخب سياسية جديدة من طراز ذلك الشباب الواعد المجرد من الأنانية وحب الذات .. البلاد في حاجة ماسة وتحتاج لنخب سياسية جديدة، نخب شابة معطونة بحب الوطن يكون همها الأول هو المصلحة العامة التي يحكمها الضمير الحي والوعي المستنير ..
بحمدالله الشعب السوداني الصابر الصامد لم ولن ييأس من بلوغ هذا الهدف النبيل وتحقيق حلمه بالمستقبل الزاهر لأنه بعد الاعتماد علي الله يعقد الأمل علي جيل الثورة الواعد .. حتما التغيير بإذن الله آتي مهما طال السفر والانتظار ..
لله درك يا وطن ..!!

د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com

 

آراء