لقاء د. عبدالله حمدوك ــ بعبدالواحد نور ومني مناوي … ما الجديد؟

 


 

 

في سبيل، إكمال ما بدأه من مشوار العبور بالبلاد إلى بر الأمان فيما يبدو، كشفت مصادر أنّ د. عبد الله حمدوك رئيس الهيئة القيادية التحضيرية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المعّرفة اختصارا بـ(تقدم) قد التقى عبد الواحد محمد احمد النور رئيس حركة تحرير السودان في كينيا، فما الجديد في هذا اللقاء؟ وهل تغير عبدالواحد، أم أنّ د. حمدوك لديه جديد في جعبته؟
خلفية التواصل بين الرجلين ترجع إلى سبتمبر 2020م تم ذلك عفوياً عبر اتصال هاتفي حيث أوضحت حركة/ جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور عبر بيان لها "أن الأستاذ عبد الواحد اتصل بالرفيق/ عبد العزيز آدم الحلو إبان تواجده في أديس أبابا في إطار التواصل الدائم بينهما، ووجد معه الدكتور عبد الله حمدوك، وطلب أن يسلم عليه كمواطن سوداني وللعلاقة الشخصية التي تربط بينهما، ولم يتطرقا لأي مسائل تتعلق بالسلام والتفاوض أو القضايا العامة”.
في ذات البيان أضحت الحركة رؤيتها لحل أزمة البلاد في عزمها إطلاق مبادرة للسلام الشامل بالسودان تتعلق بعقد مؤتمر للحوار السوداني السوداني داخل الوطن بمشاركة جميع المكونات السودانية وليس تفاوضاً فيما بينها والحكومة.
وجد السيد عبدالواحد محمد نور سانحة لشرح رؤية حركته من أجل تحقيق السلام الشامل والمستدام في السودان. للسيد رئيس وزراء الحكومة الانتقالية د. عبدالله حمدوك خلال لقاء رتبه وزير شؤون الرئاسة بدولة جنوب السودان د. برنابا بنجامين بفندق بيرا ميدز بجوبا في مايو 2021م، تم خلال اللقاء الاتفاق على مواصلة الحوار.
إلتزم الرجلان فيما يبدو بوعديها بمواصلة الحوار، رغم المياه الكثيرة التي جرت بغضب تحت جسور البلاد، فالتقيا مرة أخرى خلال بحر الأسبوع الماضي.
أكدت مصادر بحسب راديو دبنقا أن اللقاء جاء في اطار الجهود الجارية والمستمرة لبناء أوسع جبهة مدنية ديمقراطية تسهم في إنهاء الحرب وإعادة تأسيس الدولة السودانية.
فهل اقتنع السيد عبدالواحد نور بـ(تقدم) كمظلة سياسية سودانية وارفة بإمكانه الانضمام إليها، أم انه يعتبر لقائه الأخير أيضا، لقاء علاقات عامة، وهل كان في جعبة د. حمدوك شيئا مغايرا قدمه لرئيس حركة/ جيش تحرير السودان في أديس أبابا، نترقب بيان من الحركة يوضح فحوى اللقاء بين القامتين.
يلاحظ هنالك ليونة في مواقف حركة/ جيش تحرير السودان في الآونة الأخيرة، ومرونة في تعاطيها مع الشأن السوداني، سيما بعد اندلاع الحرب، وتوغل الحركة في مساحات مقدرة في دارفور، وبعد الفشل الزريع لاتفاق جوبا للسلام، لكن من الملاحظ، أن السيد عبدالواحد نور يركن كثيراً على مواقف رفيقه عبدالعزيز الحلو، أكثر من غيره من ساسة السودان، وإن لم يفلح د. حمدوك في إقناع عبدالعزيز الحلو بالانضمام على (تقدم)، لا نظن أنه سيفلح في استقطاب عبدالواحد، والعكس صحيح، والأفضل له، ترتيب لقاء يجمعه مع الزعيمين على طاولة واحدة، بصورة جادة بعيداً عن الصدف التي قد لا تتجاوز العلاقات العامة.
أيضاً، نجاح د. حمدوك في مساعيه لإقناع عبدالواحد نور وعبدالعزيز الحلو، يتطلب بالضرورة، الابتعاد على طاقمه القديم، والاستغناء عن مشورة اللذين أدمنوا زراعة خميرة "العكننة"، وبرعوا في حياكة الدسائس السياسية، والذين لا يطيقون رؤية عبدالواحد والحلو ضمن ألوان الطيف السياسي السوداني. ذلك أن المقدمات الخاطئة، حتميتها نتائج خاطئة، ومن جرب المجرب حاقت به الندامة.
ضمن ذات الجهود، وفي ذات المدينة والتوقيت، كشف حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، عن لقاء جمعه برئيس الوزراء السوداني السابق د. عبد الله حمدوك بالعاصمة الكينية نيروبي، لأول مرة بعد فترة طويلة لما يلتقيا فيها حسب قوله. وقال إنهما ناقشا الخروج من الأزمة الراهنة عبر مشروع وطني جامع لا يستثني أحداً. ويفهم من سياق الحدث، أن لقاء د. حمدودك بالسيد مني بمبادرة من الأخير، فمن المرجح أن يحدث اختراق لقوى الحرية والتغير ـــالكتلة الديمقراطية، تمهيداً لتصدعها وانضمام بعض مكوناتها إلى (تقدم) وفي ذلك خيرٌ للبلاد والعباد.
//أقلام متّحدة ــ العدد ــ 123//

ebraheemsu@gmail.com

 

آراء