لله ثم الوطن

 


 

 

osamamohyeldeen@gmail.com

د أسامة محي الدين خليل
كنت قد امتنعت عن الكتابة قبل مدة من الزمن ، وذلك بسبب سيطرة المعلومات المضللة على الساحة المعلوماتية من كل أطراف العملية السياسية في تنافس غير شريف على آراء الشارع السوداني وبالأخص شريحة الشباب التي أثبتت قدرتها على صنع التغيير إبان ثورة يونيو (والتي لا استطيع وصفها بالمجيدة) .
وبعد اندلاع هذه الحرب اللعينة زاد عزمي على عدم الكتابة والخوض في السياسة لنفس السبب الذي ذكرته آنفا والذي أصبح يحمل وصف "السواقة بالخلا" ، لكن مجريات الأحداث وتحولها لحرب أهلية حتم على كل مثقف الخروج عن الصمت فالقادم خطر على جسد النسيج المجتمعي السوداني المهترئ أصلا، والقادم يؤججه القصف العشوائي من الطرفين للمكونات الإثنية التي يعتبرها الطرفين حواضن اجتماعية، فما حدث من قصف للمدنيين في الدلنج وما حولها لن يؤدي إلى لزيادة كره القبائل لبعضها وتمزيق ما تبقى من النسيج المجتمعي .
نعم يجب أن تستمر النفرة الشعبية لحماية الأرض لكن شتان بين من يحمل السلاح من أحد الطرفين ويمكث به داخل حيه أو قريته أو مدينته لحمايتها من المجرمين والمتفلتين، وبين من تسلح ثم قطع مئات الكيلومترات ليهاجم الغير معتقداً اعتقاداً فاسداً بأنه يحرر الوطن أو يحارب ما يعرف بالنظام السابق! كل من يحمل السلاح ضد مواطن أعزل مجرم يجب معاقبته وإن كان في صف القوات المسلحة ، ومجرم أيضاً من يقصف مدني باعتباره حاضنة اجتماعية! ليس لأحد محاكمة آخر على نواياه إلا أن يقوم بفعل بين وهنا أيضاً "الشر يخص ولا يعم".
أين عقلاء القبائل ؟ أين تواصلهم مع بعضهم البعض إبان النظام السابق وبعد الثورة ؟ لابد للمرجعيات الدينية متمثلة في شيوخ الطرق الصوفية التدخل الفوري عن طريق طرح المبادرات الرامية إلى إيقاف النعرة العنصرية والقبلية التي استشرت في المجتمع كالنار في هشيم الوطن ..

////////////////////

 

آراء